سلوكيات الكلاب وغرائزها.. تكريم أحمد علوي لاجتيازه برنامجاً تدريبياً متخصصاً في التعامل مع الحيوانات

سلوكيات الكلاب وغرائزها.. تكريم أحمد علوي لاجتيازه برنامجاً تدريبياً متخصصاً في التعامل مع الحيوانات

فهم سلوك وغرائز الكلاب والخيول كان المحور الرئيسي للدورة التدريبية المتخصصة التي أُسدل الستار عليها اليوم الثلاثاء بتكريم الزميل أحمد علوي، وذلك تقديرًا لنجاحه في إتمام هذا البرنامج الأول من نوعه الذي يستند بشكل كامل إلى علوم سلوك الحيوان الأكاديمية، حيث هدفت الفعاليات إلى وضع حد للإصابات التي قد يتعرض لها البشر نتيجة عدم القدرة على قراءة لغة الجسد لدى الحيوانات أو تجاهل التحذيرات الصامتة التي تسبق الهجوم.

أهمية فهم سلوك وغرائز الكلاب في البرامج التدريبية الحديثة

يعتبر التوجه الجديد في تدريب المتعاملين مع الحيوانات نقلة نوعية في المجال الأمني والبيطري، إذ لم تعد المسألة تقتصر على الأوامر والتدريبات العضلية فحسب بل امتدت لتشمل فهم سلوك وغرائز الكلاب بشكل عميق وتحليلي، وقد جاء هذا التكريم للزميل أحمد علوي ليعكس الاهتمام المتزايد بتطوير الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع المواقف الخطرة بوعي كامل، فالاعتماد على الأسس العلمية في تفسير ردود أفعال الحيوانات يوفر حماية مزدوجة للمدرب وللمحيطين به، خاصة أن الدورة ركزت على نقطة جوهرية غاية في الأهمية وهي رصد الإشارات التحذيرية التي يصدرها الكلب مرارًا وتكرارًا قبل أن يقرر الهجوم، وهي إشارات غالبًا ما يغفل عنها غير المختصين مما يؤدي إلى نتائج كارثية وإصابات كان من الممكن تفاديها بسهولة لو توفرت المعرفة اللازمة، وقد تم تقديم المادة العلمية ومراسم التكريم بواسطة مجموعة من المختصين المحترفين لضمان جودة المخرجات التعليمية.

تمحورت أهداف هذه الدورة المكثفة حول عدة نقاط جوهرية تضمن سلامة المجتمع والحيوان على حد سواء، ويمكن تلخيص أبرز المحاور التي تم تداولها لتعزيز فهم سلوك وغرائز الكلاب وتطبيقها عمليًا في النقاط التالية:

  • دراسة لغة الجسد لدى الكلاب والخيول لتمكين المتدربين من التنبؤ بالحالة المزاجية للحيوان قبل الاقتراب منه.
  • التعرف على الإشارات الدقيقة التي تسبق عمليات العقر والهجوم المباغت لحماية المارة والجمهور العام.
  • تطبيق استراتيجيات علمية للتعامل مع الكلاب الضالة والأليفة لتقليل نسب الحوادث المتزايدة مؤخرًا.

نخبة من الخبراء ودورهم في تعزيز فهم سلوك وغرائز الكلاب

شهدت الدورة حضورًا لافتًا وزخمًا كبيرًا بفضل مشاركة قامات علمية وأمنية رفيعة المستوى، مما أضفى طابعًا من الجدية والاحترافية على المحتوى المقدم لترسيخ فهم سلوك وغرائز الكلاب لدى المشاركين، فقد تواجد عدد من مؤسسي وخبراء قطاعات تدريب الكلاب الذين يمتلكون باعًا طويلًا في هذا الميدان، إلى جانب الحضور الأكاديمي المتميز المتمثل في الدكتورة هبة الليثي أستاذة علوم سلوك الحيوان بجامعة القاهرة، والتي قدمت رؤية علمية دقيقة حول الدوافع النفسية للحيوانات، ولم يقتصر الحضور على الجانب الأكاديمي بل شمل الجانب الأمني التطبيقي بمشاركة فعالة من رجال المفرقعات والمخدرات بجمارك دولة الكويت الشقيقة تحت قيادة اللواء مختار عادل، مما يعكس أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات الأمن والسلامة المتعلقة بالحيوانات المدربة.

يبين الجدول التالي أبرز الشخصيات القيادية والأكاديمية التي أثرت الدورة بحضورها وخبراتها، والذين ساهموا بشكل مباشر في إنجاح فعاليات البرنامج التدريبي ودعم مفهوم فهم سلوك وغرائز الكلاب بطرق منهجية:

الاسم المنصب والدور
اللواء مختار عادل قائد وفد رجال المفرقعات والمخدرات بجمارك الكويت
الدكتورة هبة الليثي أستاذ علوم سلوك الحيوان بجامعة القاهرة
الدكتورة نهى عباس حلمي رئيس مركز الأبحاث واللقاحات والأمصال البيطرية

المنهجية العلمية في فهم سلوك وغرائز الكلاب لتفادي الإصابات

انطلقت فلسفة هذه الدورة من واقع مؤلم يتمثل في تكرار حوادث العقر التي حدثت مؤخرًا في ظل التزايد الملحوظ في أعداد الكلاب الضالة في الشوارع، الأمر الذي استدعى وقفة جادة للبحث عن حلول جذرية تعتمد على العلم والمعرفة بدلًا من الحلول العشوائية، ولهذا جاء التركيز المكثف على فهم سلوك وغرائز الكلاب كأداة وقائية فعالة، حيث أن الجهل بطبيعة الحيوان هو السبب الأول في معظم الإصابات التي يتم تسجيلها يوميًا، وقد حرصت الدكتورة نهى عباس حلمي رئيس مركز الأبحاث واللقاحات والأمصال البيطرية على حضور الفعاليات للتأكيد على التكامل بين الجانب الطبي السلوكي والجانب الوقائي، فالدورة لم تكن مجرد محاضرات نظرية بل كانت محاولة جادة لتفادي مزيد من الإصابات سواء من الكلاب الضالة التي تنتشر في الأحياء السكنية أو حتى الكلاب الأليفة التي قد تغدر بأصحابها إذا تم تجاهل إشاراتها.

إن العمل على نشر ثقافة فهم سلوك وغرائز الكلاب بين المتخصصين والجمهور يعد خطوة حيوية نحو بيئة أكثر أمانًا، فالمادة العلمية التي قُدمت خلال الدورة تهدف في المقام الأول إلى قراءة العلامات الحيوية والنفسية للكلب، وتفسير النباح وحركة الذيل ووضعية الأذنين كرسائل واضحة تحدد ما إذا كان الحيوان في حالة سلام أم استعداد للهجوم، وهذا الوعي هو الدرع الحقيقي الذي يحمي الإنسان من المفاجآت غير السارة، خاصة أن الغرائز الحيوانية تتحرك وفق محفزات خارجية يمكن السيطرة عليها إذا تم استيعابها بشكل صحيح، وهو ما يجعل من تكريم الزميل أحمد علوي وتخريج هذه الدفعة بداية لمرحلة جديدة من التعامل الواعي مع هذا الملف الشائك.

تظل الحاجة مستمرة لتطبيق مبادئ فهم سلوك وغرائز الكلاب وتوسيع نطاق هذه الدورات لتشمل فئات أكبر من المجتمع، وذلك لضمان تقليل المخاطر وبناء علاقة متوازنة بين الإنسان والحيوان تقوم على الفهم والاحترام المتبادل للإشارات والحدود الطبيعية.