صواريخ فرط صوتية روسية تستهدف العمق الأوكراني وتتحدى منظومات الدفاع الجوي

صواريخ فرط صوتية روسية تستهدف العمق الأوكراني وتتحدى منظومات الدفاع الجوي

الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا أخذت منحنى أكثر حدة وتدميرًا خلال الساعات الماضية؛ إذ كشفت التقارير الميدانية عن هجمات واسعة النطاق شنتها القوات الروسية مستهدفة منشآت حيوية وعسكرية؛ وذلك بالتزامن مع ردود فعل أوكرانية تمثلت في هجمات بالطائرات المسيرة طالت العمق الروسي وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية واضحة في تصعيد يعكس غياب أفق الحل السياسي للأزمة الراهنة.

تطورات الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا واستهداف الطاقة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية بشكل رسمي عن تنفيذها عملية عسكرية واسعة ومكثفة وصفتها بأنها ضربة واسعة النطاق ضد أهداف استراتيجية تابعة للجيش الأوكراني؛ حيث شمل الهجوم استخدام ترسانة متنوعة من الأسلحة الفتاكة والدقيقة التي تضمنت صواريخ فرط صوتية من طراز كينغال الشهيرة بسرعتها وقوتها التدميرية؛ وقد بررت موسكو هذا التصعيد العنيف بأنه يأتي كرد فعل مباشر وانتقامي على ما وصفته بالهجمات الإرهابية التي نفذتها القوات الأوكرانية سابقًا وطالت أهدافًا مدنية داخل الأراضي الروسية؛ مما يشير إلى أن وتيرة الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا تتجه نحو استهداف البنى التحتية الحساسة بشكل متزايد وممنهج بهدف شل قدرات الطرف الآخر وإحداث أكبر قدر من الضرر في قطاع الطاقة والمنظومة العسكرية على حد سواء.

وفي سياق متصل بهذه الأحداث المتسارعة أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت ببلاده جراء الهجمات الروسية الأخيرة؛ حيث أوضح في تصريحات له أن القصف الروسي لم يقتصر على الأهداف العسكرية بل طال أكثر من عشرة مرافق مدنية حيوية موزعة على مناطق مختلفة؛ وقد أدى هذا الاستهداف المباشر للبنية التحتية إلى انقطاع التيار الكهربائي وحرمان آلاف المواطنين من خدمات الطاقة الأساسية في سبع مناطق أوكرانية كاملة؛ وهو ما يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان مع استمرار الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا التي باتت تؤثر بشكل مباشر على مقومات الحياة اليومية للمدنيين العزل وتزيد من تعقيد المشهد الميداني والإنساني في البلاد.

تصريحات زيلينسكي حول أهداف الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا

استخدم الرئيس الأوكراني وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي وشعبه؛ حيث شدد على أهمية أن يرى العالم حقيقة النوايا الروسية من خلال هذه العمليات العسكرية المستمرة؛ مؤكدًا أن ما تفعله موسكو لا يمت بصلة لأي مساعٍ تهدف إلى إنهاء الحرب أو الجلوس على طاولة المفاوضات؛ بل اعتبر أن الكرملين لا يزال يضع نصب عينيه هدفًا رئيسيًا يتمثل في تدمير الدولة الأوكرانية وكيانها السياسي؛ بالإضافة إلى سعيه الحثيث لإلحاق أكبر قدر ممكن من الألم والمعاناة بالشعب الأوكراني من خلال تدمير سبل عيشهم؛ وتظهر هذه التصريحات قناعة كييف بأن الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا ليست مجرد مناوشات عسكرية بل هي جزء من استراتيجية وجودية تتبناها موسكو لكسر إرادة المقاومة لدى الأوكرانيين.

وفي ظل هذا الواقع الميداني الصعب والظروف القاسية التي تفرضها الحرب؛ يمكن تلخيص أبرز التداعيات المباشرة للهجوم الروسي الأخير والموقف الأوكراني منه في النقاط الجوهرية التالية التي تعكس حجم المأساة:

  • استخدام صواريخ “كينغال” فرط الصوتية لاستهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية العسكرية بدقة عالية.
  • تضرر أكثر من عشرة مرافق مدنية حيوية وانقطاع الكهرباء عن آلاف السكان في سبع مناطق مختلفة.
  • تأكيد الرئاسة الأوكرانية على أن موسكو تسعى لإطالة أمد الحرب وتدمير مقومات الدولة وليس إنهائها.

تأثير الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا على العمق الروسي

لم تقتصر دائرة النار على الأراضي الأوكرانية فحسب؛ بل امتدت لتطال العمق الروسي في حوادث دموية جديدة؛ حيث أعلنت السلطات المحلية في وسط روسيا عن مقتل شخصين يوم السبت نتيجة هجوم شنته طائرة مسيرة أوكرانية استهدف مدينة ساراتوف؛ وقد أوضح حاكم منطقة ساراتوف رومان بوسارغين تفاصيل الحادثة مؤكدًا أن المسيرات المعادية أصابت مبنى سكنيًا بشكل مباشر؛ مما تسبب في حالة من الذعر والدمار في المكان؛ وذكر عبر تطبيق تلغرام أن الهجوم أسفر عن تضرر عدة شقق سكنية في المبنى المستهدف؛ مشيرًا إلى التزام السلطات بتقديم مساعدات مالية عاجلة للسكان المتضررين لترميم منازلهم؛ وهو ما يثبت أن الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا ويوميًا للمدنيين على جانبي الحدود دون استثناء.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تتعرض فيه أوكرانيا لقصف شبه يومي منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022؛ بينما ترد كييف بتكثيف ضرباتها باستخدام الطائرات المسيرة داخل الأراضي الروسية؛ مؤكدة في بياناتها الرسمية أنها تركز في المقام الأول على استهداف البنى التحتية العسكرية ومنشآت الطاقة التي تدعم المجهود الحربي الروسي؛ ويمكن توضيح خريطة الاستهدافات الأخيرة بين الطرفين وفق البيانات المعلنة في الجدول التالي:

عنصر المقارنة الهجوم الروسي الهجوم الأوكراني
السلاح المستخدم صواريخ فرط صوتية (كينغال) وأسلحة بعيدة المدى طائرات مسيرة هجومية (درونز)
الأهداف المعلنة الجيش الأوكراني ومنشآت الطاقة مبنى سكني في ساراتوف (وفق الرواية الروسية)
النتائج المباشرة انقطاع الكهرباء في 7 مناطق وتضرر مرافق مدنية مقتل شخصين وتضرر شقق سكنية

إن استمرار وتيرة الضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا بهذا الشكل التصعيدي يؤكد أن الصراع قد دخل مرحلة استنزاف طويلة الأمد تستهدف العمق الاستراتيجي والمدني لكلا البلدين.