ضوابط صرف معاش المستحقين للوفاة.. الفئات المستفيدة وشروط الاستحقاق وفق قانون التأمينات

شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه تمثل الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها قانون التأمينات الاجتماعية لضمان وصول الدعم المالي لمستحقيه من أفراد أسرة المتوفى، حيث أكدت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي أن صرف هذه المستحقات يبدأ فعليًا من أول شهر حدثت فيه واقعة الوفاة وذلك استنادًا إلى الأنصبة الشرعية والقانونية الموضحة في الجدول رقم 7 الملحق بالقانون، وتشمل القائمة المستفيدة فئات محددة هي الأرملة والزوج والأبناء والبنات إضافة إلى الوالدين والإخوة والأخوات بشرط تطابق المعايير عليهم بدقة في تاريخ الوفاة.

تفاصيل شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه للأرامل والأزواج

حددت الهيئة مجموعة من الضوابط الصارمة لضمان صرف المعاش للشريك المتبقي على قيد الحياة، فبالنسبة للأرملة يشترط القانون أن يكون عقد الزواج موثقًا رسميًا أو ثابتًا بموجب حكم قضائي بات ونهائي، وتيسيرًا على المواطنين في الحالات التي جرت فيها العادة على عدم توثيق الزواج يتم الاعتداد بالإعلام الشرعي كوثيقة إثبات، ولم يغفل القانون حق المطلقة طلاقًا رجعيًا حيث تُعامل معاملة الأرملة وتستحق المعاش في حال وفاة المؤمن عليه خلال فترة العدة المقدرة بـ 100 يوم، وكذلك الحال بالنسبة للمطلقة الحامل التي توفي طليقها قبل الوضع فتظل مستحقة حتى تضع حملها؛ وهذه التفاصيل تعد جزءًا جوهريًا من شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه التي تضمن حقوق المرأة.

وفيما يخص استحقاق الزوج “الأرمل” للمعاش بعد وفاة زوجته المؤمن عليها، فقد وضع القانون معايير محددة لا يمكن تجاوزها، أهمها أن يكون الزواج موثقًا بشكل رسمي عند حدوث الوفاة، وألا يكون الزوج متزوجًا بسيدة أخرى في وقت وفاة زوجته المؤمن عليها، كما تمتد الحماية التأمينية لتشمل الحالات التي تكون فيها علاقة الزواج قائمة حكمًا خلال فترة العدة في حالات الطلاق الرجعي، أو في حالة وفاة الزوجة الحامل قبل أن تضع مولودها، مما يؤكد حرص المشرع على تطبيق شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه بعدالة تامة بين الجنسين وفقًا للحالة الاجتماعية القائمة.

ضوابط صرف المعاش للأبناء والبنات في قانون التأمينات

يحظى الأبناء والبنات بنصيب كبير من الاهتمام في لوائح التأمينات الاجتماعية، حيث يستحق الابن المعاش بصفة أصلية إذا لم يكن قد تجاوز سن الحادية والعشرين عامًا وقت وفاة والده أو والدته، ومع ذلك فقد راعى القانون الظروف التعليمية والصحية للأبناء فوضع استثناءات تسمح باستمرار الصرف لسنوات متقدمة، وتشمل هذه الاستثناءات الطالب الذي يدرس في مراحل تعليمية مختلفة بشرط عدم التحاقه بعمل أو مزاولته للمهنة، وكذلك الحاصلين على مؤهلات دراسية عليا أو متوسطة، بالإضافة إلى الابن الذي يعاني من عجز يمنعه عن الكسب مهما كان عمره، وتندرج هذه الفئات تحت مظلة شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه التي تراعي البعد الإنساني والاجتماعي.

ولتوضيح الفئات العمرية المستثناة من شرط سن الـ 21 بالنسبة للأبناء الذكور، يمكن النظر إلى الجدول التالي الذي يبين الحدود القصوى لاستمرار صرف المعاش بناءً على الحالة التعليمية والصحية:

أما بالنسبة للبنات، فإن الأمر يختلف قليلًا حيث تتميز شروط استحقاقهن بالمرونة والاستمرارية، فالبنت تستحق الحصول على المعاش بصفة دائمة طالما أنها غير متزوجة، بغض النظر عن سنها أو مؤهلها الدراسي أو حتى كونها تعمل، فالشرط الوحيد المسقط لحقها في المعاش هو الزواج، وهذا يعكس فلسفة القانون في توفير الحماية المالية للفتاة التي فقدت عائلها، وتعتبر هذه النقطة من أهم ركائز شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه التي تضمن الاستقرار المادي للإناث في الأسرة.

استحقاق الوالدين والإخوة وشروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه

يمتد نطاق التغطية التأمينية ليشمل الوالدين، حيث أقرت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي حقهما في الحصول على المعاش دون قيد أو شرط، فلا يُطلب منهما إثبات الإعالة أو تقديم ما يفيد عدم وجود دخل آخر، وذلك تقديرًا لمكانة الوالدين وحقهما الأصيل في رعاية ابنهما المتوفى، بينما يختلف الأمر كليًا عند الحديث عن الإخوة والأخوات، حيث وضع القانون قيودًا وضوابط دقيقة لضمان وصول الدعم لمن يحتاجه فعليًا منهم، وتتطلب هذه الفئة توافر نفس الشروط المطبقة على الأبناء والبنات من حيث السن والحالة الاجتماعية، مضافًا إليها شروط خاصة بالإعالة والدخل المادي.

وتلخيصًا للمتطلبات المعقدة الخاصة بفئة الإخوة والأخوات، فقد حددت الهيئة مجموعة من المعايير التي يجب توافرها مجتمعة ليتم إدراجهم ضمن المستحقين، وهي تتطلب فحصًا دقيقًا للحالة المالية والاجتماعية للأسرة ككل، وتتمثل هذه الشروط في النقاط التالية:

• أن تنطبق عليهم شروط السن والترمل أو عدم الزواج المطبقة على الأبناء والبنات
• ألا يكون للأخ أو الأخت دخل خاص من أي مصدر يعادل قيمة نصيبه المفترض في المعاش
• ألا يكون للأبناء أو البنات (ورثة المؤمن عليه) دخل يكفي لإعالتهم
• ألا يكون للوالدين دخل يكفي للمعيشة والإعالة

تطبيق هذه المعايير الدقيقة يضمن أن أموال التأمينات تذهب لسد الاحتياج الفعلي للأقارب من الدرجة الثانية، وبذلك تكتمل منظومة شروط استحقاق المعاش بعد وفاة المؤمن عليه لتغطي كافة الفئات المحتملة من الورثة، بدءًا من الزوجة والأبناء وصولًا إلى الوالدين والإخوة، في إطار قانوني منظم يهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي والحفاظ على كرامة أسرة المتوفى وتأمين مستقبلهم المالي.