طمعاً في تعويض التأمين.. شاب صيني يفتعل حادث سيارة والتحقيقات تكشف تفاصيل الخدعة

تدبير حادث سيارة وهمي للحصول على تعويضات مالية ضخمة هو المسار الخاطئ الذي اختاره شاب وصديقته في جنوب غرب الصين بعد مزحة ثقيلة انقلبت إلى مأساة طبية وجنائية؛ حيث تحولت لحظة مرح عابرة بين الحبيبين إلى كسر في العظام تبعه تخطيط شيطاني للاحتيال على شركات التأمين؛ مما أوقعهما تحت طائلة القانون وكشف عن تفاصيل أغرب القضايا التي شهدتها مقاطعة سيتشوان مؤخرًا؛ لتصبح قصتهما حديث منصات التواصل الاجتماعي ومثالاً صارخًا على غياب الوعي القانوني.

تفاصيل الإصابة وبداية فكرة تدبير حادث سيارة وهمي

تعود جذور هذه القصة الغريبة إلى مدينة بانجيهوا الواقعة في مقاطعة سيتشوان الصينية؛ حيث كان الشاب “وانغ” تربطه علاقة عاطفية طويلة الأمد بصديقته “لان”؛ وهي علاقة تخللتها خلافات ومشاحنات معتادة لم تكن تثير الريبة؛ لكن المنعطف الخطير حدث في شهر يونيو من عام 2024 أثناء تواجد الثنائي خارج منزل أحد الأقارب؛ إذ قرر “وانغ” في لحظة طيش أن يمازح صديقته فقفز فجأة على ظهرها طالبًا منها أن تحمله؛ إلا أن جسد الفتاة لم يتحمل هذا الضغط المفاجئ والقوي؛ مما أسفر عن سماع صوت طقطقة مؤلمة تبين لاحقًا أنها كسر في عظمة الصدر؛ ورغم الألم الشديد الذي شعرت به “لان” لم يقم الشريكين باستدعاء سيارة الإسعاف في حينها؛ بل سيطر عليهما القلق من التبعات المالية للعلاج؛ وهو ما دفعهما للبحث عبر الإنترنت عن تكاليف الرعاية الصحية؛ وعندما اكتشفا ارتفاع الأسعار قررا اللجوء إلى حيلة غير قانونية تمثلت في تدبير حادث سيارة وهمي لتغطية النفقات.

بعد مرور ساعة واحدة تقريبًا على وقوع الإصابة الحقيقية؛ بدأ الزوجان في تنفيذ سيناريو الاحتيال الذي خططا له بعناية للهروب من دفع الفواتير الطبية؛ حيث قاد “وانغ” سيارته بصحبة صديقته المصابة إلى تقاطع طرق نائٍ وبعيد عن كاميرات المراقبة أو أعين المارة؛ وهناك قام بإلصاق جسد “لان” بالجزء الخلفي من السيارة بوضعيات مدروسة؛ ثم رتب مسرح الجريمة ليبدو الأمر وكأنه اصطدام غير مقصود وقع أثناء الرجوع للخلف؛ ولإحكام الخطة اتفق الطرفان على إنكار وجود أي علاقة عاطفية أو شخصية سابقة بينهما أمام المحققين وموظفي التأمين؛ ظنًا منهما أن هذه الكذبة ستجعل سيناريو وقوع حادث سيارة وهمي يبدو أكثر منطقية ومصداقية لدى الجهات المختصة للحصول على التعويض.

الشكوك تكشف حقيقة حادث سيارة وهمي مزعوم

عقب نقل “لان” إلى المستشفى لتلقي العلاج من الكسر الذي تسبب به صديقها في الأصل؛ نجح “وانغ” بمهارة في خداع شركة التأمين مبدئيًا؛ حيث ادعى وجود صعوبات مالية تمنعه من تغطية تكاليف العلاج الفوري؛ مما دفع الشركة للتعاطف معه وصرف مبلغ 10 آلاف يوان كدفعة مقدمة؛ لكن الطمع دفع الثنائي للتمادي أكثر بعد خروج الفتاة من المشفى؛ إذ قدمت “لان” مطالبة تأمينية رسمية تجاوزت قيمتها 200 ألف يوان صيني أي ما يعادل حوالي 28 ألف دولار أمريكي؛ مع إخفاء السبب الحقيقي للإصابة بشكل كامل؛ وهنا بدأت شركة التأمين تلاحظ ثغرات وتناقضات في الرواية المقدمة؛ مما جعل فرضية وجود حادث سيارة وهمي تطفو على السطح بقوة؛ خاصة مع تحليل البيانات والأدلة التي لم تتطابق مع فيزياء الحوادث المرورية المعتادة.

لم تتوقف شكوك شركة التأمين عند حد الحدس؛ بل قامت بإجراء مراجعة دقيقة لكافة ملابسات الواقعة التي كشفت عن مجموعة من الأدلة الدامغة التي تشير إلى التلاعب؛ وقد تضمنت هذه الأدلة عدة عناصر لا يمكن تجاهلها دفعت الشركة لإبلاغ الشرطة فورًا لفتح تحقيق جنائي موسع؛ ومن أبرز هذه المؤشرات المثيرة للريبة ما يلي:

• اكتشاف العلاقة الشخصية الوثيقة التي حاول الطرفان إخفائها لتمرير المطالبة.
• اختيار موقع جغرافي ناءٍ ومعزول لتنفيذ الحادث المزعوم بعيدًا عن الشهود.
• عدم وجود آثار تصادم أو خدوش على هيكل المركبة تتناسب مع قوة الإصابة.
• تحليل صور الموقع التي أظهرت الضحية في وضعيات غير طبيعية لا تتسق مع الحادث.

العقوبات المنتظرة لمرتكبي حادث سيارة وهمي

أسفرت تحقيقات الشرطة المعمقة عن انهيار رواية الثنائي تمامًا؛ حيث تم إثبات أن الواقعة برمتها لم تكن سوى حادث سيارة وهمي دبره “وانغ” و”لان” للاستيلاء على أموال التأمين بغير وجه حق؛ وبناءً على هذه الحقائق ألقت السلطات القبض عليهما للاشتباه في ارتكابهما جريمة احتيال تأمينى؛ ويواجه الشريكان الآن مصيرًا قانونيًا قاسيًا قد ينهي مستقبلهما؛ حيث ينص القانون الصيني على عقوبات رادعة لمثل هذه الجرائم التي تمس النزاهة المالية وتهدر موارد المؤسسات؛ وفي الجدول التالي نستعرض أبرز الأرقام والعقوبات المرتبطة بهذه القضية الشائكة:

أحدثت هذه القضية هزة عنيفة في الأوساط الاجتماعية الصينية فور تداول تفاصيلها؛ حيث عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من مستوى السذاجة وانعدام الوعي القانوني الذي أظهره المتهمان؛ وقد اعتبر قطاع واسع من المعلقين أن اللجوء إلى اختلاق حادث سيارة وهمي لحل مشكلة طبية بسيطة يعكس خللاً أخلاقيًا خطيرًا؛ كما أشار آخرون إلى أن مثل هذه التصرفات الصبيانية تتسبب في إهدار وقت وجهد رجال الشرطة وتستنزف أموال شركات التأمين؛ مما يؤدي في النهاية إلى رفع تكاليف الخدمات التأمينية على المواطنين الملتزمين والإضرار بالثقة العامة في المجتمع.