عاد العقل المدبر والمخرج الأسطوري الذي وقف وراء نجاحات “جراند ثفت أوتو 5″، والشريك المؤسس لشركة روكستار، “دان هاوزر“، ليثير الجدل مجددًا في ظهوره الإعلامي الأخير. فبعد أن قضى سنوات طويلة في تشكيل أضخم السلاسل الترفيهية في التاريخ مثل GTA و Red Dead Redemption، قرر كسر حاجز الصمت والتحدث باستفاضة عن مستقبل الصناعة.
وفي حديثه خلال برنامج Sunday Brunch، أوضح “دان هاوسر” -الذي يدير حاليًا استوديو “Absurd Ventures”- أن الصناعة تقف الآن في لحظة فارقة وحاسمة. حيث أشار بوضوح إلى أن المجال يتأرجح على مفترق طرق خطير؛ فإما أن يتجه نحو مسار إبداعي ملهم يعيد تعريف الفن، أو ينحدر إلى اتجاه يركز في مضمونه فقط على الجانب المالي البحت. وعلاوة على ذلك، أوضح أن هذا هو الخطر الطبيعي الذي يهدد أي فن تجاري عندما تتحول الأموال إلى المحرك الوحيد.
بين مطرقة الأرباح وسندان الإبداع
من المؤسف أن الإبداع، عند طغيان الجانب المادي، يبدأ عادةً في التراجع والانسحاب تدريجيًا لصالح الأرقام. ومع ذلك، أكد “هاوسر” أن الباب لا يزال مفتوحًا على مصراعيه للمطورين الشغوفين بتقديم قصص عميقة وحية تلمس قلوب عشاق الألعاب القصصية. وبالرغم من قلقه المشروع، إلا أنه يرى أن المسارين – التجاري والإبداعي – سيستمران جنبًا إلى جنب، لأن هذا التناقض هو جزء لا يتجزأ من واقع صناعة الألعاب اليوم.
هل تقتل “الألعاب الخدمية” المتعة؟
في هذا السياق، يمكننا أخذ الألعاب الخدمية والجماعية كمثال صارخ للتركيز على الربح السريع، حيث نمر في الوقت الحالي بحقبة يوجه فيها اللاعبون انتقادات لاذعة لهذا النموذج. وبالتأكيد، فإن الضغط الهائل من المستثمرين لجني أكبر أرباح ممكنة يؤثر بشكل قاطع وسلبي على جودة المنتج النهائي. ونتيجة لذلك، يشيد “دان هاوسر” بصمود فرق التطوير المستقلة، مثل المبدعين خلف Hades 2 وHollow Knight Silksong، الذين يحافظون على شعلة الابتكار.
تأتي هذه التصريحات النارية في وقت يترقب فيه العالم “GTA 6”. ورغم تداول شائعات حول تأجيلها إلى 19 نوفمبر 2026، إلا أن شركة Take-Two الأم لا تزال تؤكد في تقاريرها المالية (حتى الآن) على نافذة إصدار خريف 2025 لمنصات الجيل الحالي.
