علي ماهر في ذكرى ميلاده.. إصابة أجبرته على الاعتزال وحقيقة عروض السينما التي طاردته

علي ماهر في ذكرى ميلاده.. إصابة أجبرته على الاعتزال وحقيقة عروض السينما التي طاردته

مسيرة علي ماهر الرياضية الحافلة بالإنجازات والتحولات الدرامية تفرض نفسها على الساحة الكروية المصرية اليوم الأربعاء تزامناً مع احتفال المدير الفني الحالي لفريق سيراميكا كليوباترا بعيد ميلاده الثاني والخمسين؛ فقد ولد نجم القلعة الحمراء السابق في الثالث من ديسمبر لعام 1973 ليبدأ رحلة طويلة من الكفاح والتألق انطلقت موهبته الفذة من نادي الترسانة العريق وشهدت سطوعاً لافتاً مع المنتخب الأولمبي الذي ساهم معه بفعالية كبيرة في حصد الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأفريقية ليكون ذلك الإنجاز بمثابة إعلان رسمي عن ميلاد هداف من طراز فريد في الملاعب المصرية ينتظره مستقبل واعد سواء كلاعب هداف أو كمدرب محنك لاحقاً.

محطات فارقة في مسيرة علي ماهر كلاعب

بدأت مسيرة علي ماهر تأخذ منحنى الاحترافية العالية عندما شارك مع المنتخب الوطني الأول في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1996 في جوهانسبرج قبل أن يتخذ الخطوة الأهم بالانتقال إلى النادي الأهلي ليصبح سريعاً المهاجم الأول في مصر؛ حيث نجح في تصدر قائمة هدافي الدوري العام بفضل مهاراته التهديفية العالية وتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء التي أرعبت المدافعين والحراس على حد سواء؛ إلا أن القدر كان يخبئ له سيناريو مؤلماً عندما تدخل الحارس الأفريقي مامادو سيدي بقوة ليتسبب في إصابة بالغة وخطيرة أدت إلى توقف انطلاقته الصاروخية في الملاعب، وعلى الرغم من محاولات العودة إلا أن مسيرة علي ماهر كلاعب انتهت بقرار الاعتزال المبكر بسبب تلك الإصابة اللعينة؛ ليتجه بعدها مباشرة وبإصرار يحسد عليه إلى مجال التدريب باحثاً عن ذاته من جديد عبر بوابة قطاع الناشئين في النادي الأهلي، وتدرج في المناصب الفنية بجدية تامة حتى تم اختياره مدرباً في الجهاز الفني للفريق الأول للقلعة الحمراء مستفيداً من خبراته السابقة.

إنجازات مسيرة علي ماهر في عالم التدريب

لم يكتفِ نجم الأهلي السابق بالعمل كرجل ثانٍ بل بحث عن تحقيق طموحاته الكبيرة من خلال تولي منصب الرجل الأول؛ حيث شهدت مسيرة علي ماهر التدريبية انطلاقة حقيقية عندما تولى قيادة فريق الأسيوطى سبورت “بيراميدز حالياً” ونجح في وضع بصمة تكتيكية واضحة واحتلال مكانة مميزة في جدول الدوري في موسمه الأول مما لفت الأنظار إليه بشدة كمدرب واعد يمتلك فكراً حديثاً؛ وتوالت المحطات التدريبية بعد ذلك ليتولى تدريب أندية جماهيرية وشعبية مثل سموحة ثم إنبي قبل أن يقود النادي المصري البورسعيدي في تجربة استثنائية حقق خلالها طفرة هائلة بإنقاذ الفريق من شبح الهبوط للقسم الثاني والقفز به لاحتلال المركز السابع برصيد 48 نقطة في إنجاز حسب له، وتستمر النجاحات عندما انتقل لقيادة فريق فيوتشر “مودرن سبورت” ليحقق معه إنجازات تاريخية باحتلال المركز الخامس والتأهل للكونفدرالية الأفريقية بجانب التتويج بلقب كأس رابطة الأندية المحترفة للمرة الأولى في تاريخ النادي، وقد تنوعت البطولات التي حققها كما يظهر في الجدول التالي:

الفريق البطولة / الإنجاز الموسم
مودرن فيوتشر كأس رابطة الأندية المحترفة (أول لقب) 2021-2022
سيراميكا كليوباترا كأس رابطة الأندية المحترفة (ثاني لقب) 2024-2025
المصري البورسعيدي التأهل للكونفدرالية وإنقاذ من الهبوط مواسم متعددة

وتتواصل مسيرة علي ماهر الناجحة حالياً مع فريق سيراميكا كليوباترا الذي قاده لمنصات التتويج بالفوز على البنك الأهلي بهدفين دون رد ليؤكد جدارته كواحد من أفضل المدربين الوطنيين على الساحة حالياً.

بصمات مسيرة علي ماهر في اكتشاف النجوم والسينما

لا تقتصر مسيرة علي ماهر على النتائج الرقمية والبطولات فقط بل تمتد لتشمل قدرته الفائقة، التي يصفها النقاد بالعين الخبيرة، على اكتشاف المواهب الشابة وتطوير أداء اللاعبين؛ حيث يعتبر الأب الروحي لعدد كبير من نجوم الكرة المصرية الحاليين الذين يدينون له بالفضل في ظهورهم وتألقهم في الدوري العام والمنتخبات الوطنية، ومن أبرز الأسماء التي ساهم في بزوغ نجمها أو إعادة اكتشافها بشكل قوي ما يلي:

  • محمود حسن تريزيجيه نجم المنتخب الوطني المحترف بالخارج.
  • عمر كمال عبد الواحد الذي تطور أداؤه بشكل مذهل تحت قيادته.
  • مهند لاشين لاعب خط الوسط الدولي المميز.
  • ناصر ماهر الذي أعاد اكتشافه مع فيوتشر بعد تجميده في الأهلي.
  • الراحل أحمد رفعت الذي قدم أفضل مستوياته الفنية معه.
  • محمد عنتر وعمر بسام اللذان ظهرا بشكل لافت تحت إشرافه.

ومن الجوانب الطريفة وغير المعروفة للكثيرين في مسيرة علي ماهر هي مشاركته الفنية في عالم السينما؛ حيث خطفت أضواء الشهرة الكابتن علي ماهر ليشارك في أعمال سينمائية شهيرة بشخصيته الحقيقية أو أدوار شرفية، وقد ظهر في فيلم “حاحا وتفاحة” الذي قامت ببطولته النجمة ياسمين عبد العزيز والفنان طلعت زكريا، كما شارك أيضاً في فيلم “سيد العاطفي” مع النجم تامر حسني؛ ليعكس ذلك وجهاً آخر لنجم جمع بين الموهبة الكروية والحضور الإعلامي والسينمائي، ويؤكد أن الاحتفال بعيد ميلاده اليوم هو احتفال بمسيرة رجل أعطى للكرة المصرية الكثير لاعباً ومدرباً ومكتشفاً للنجوم.