فيديو يوثق لحظة اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام

فيديو يوثق لحظة اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام

عملية اغتيال رائد سعد تصدرت المشهد الأمني والعسكري بشكل لافت عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم السبت عن تفاصيل هذه الضربة الموجهة، حيث نشر الجيش مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف هذا القيادي الذي يوصف بأنه أحد أبرز أعمدة الجناح العسكري لحركة حماس، وقد جاء هذا الإعلان ليؤكد أن العملية لم تكن مجرد استهداف عابر بل كانت نتاجاً لعمل دقيق ومنظم يهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحركة عبر إقصاء قيادات الصف الأول المسؤولين عن التصنيع والتخطيط الاستراتيجي للهجمات.

تفاصيل عملية اغتيال رائد سعد والتنسيق مع الشاباك

أوضح البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي أن عملية اغتيال رائد سعد تم تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وضمن عملية مشتركة تم التنسيق لها بعناية فائقة مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف باسم “الشاباك”، إذ أظهرت هذه العملية مدى التركيز الإسرائيلي على ملاحقة الشخصيات التي تعتبرها “محركات” العمل العسكري في قطاع غزة، ويُظهر الفيديو الذي نشره الجيش لحظات الاستهداف الجوي التي أدت إلى مقتل القيادي الذي يعد من القلائل الذين بقوا على قيد الحياة داخل القطاع وشغلوا مناصب حساسة جداً، حيث أكدت المؤسسة العسكرية أن هذا الاستهداف يندرج ضمن إطار واسع ومستمر لضرب الهرم القيادي لحركة حماس وتفكيك بنيتها التحتية العسكرية بشكل منهجي ومدروس؛ مما يعكس إصراراً على مواصلة العمليات النوعية التي تعتمد على الدمج بين القدرات التكنولوجية والمعلومات الاستخبارية البشرية للوصول إلى الأهداف ذات القيمة العالية.

وتشير المعطيات التي رافقت الإعلان عن عملية اغتيال رائد سعد إلى أن الجيش الإسرائيلي يولي أهمية قصوى لهذه الضربة نظراً للملفات الثقيلة التي كان يحملها المستهدف، فقد جاء في التوضيحات العسكرية أن العملية استهدفت شخصية لم تكن تعمل في الظل فحسب بل كان لها دور محوري وتأسيسي في العديد من التشكيلات العسكرية التي واجهت القوات الإسرائيلية، وتؤكد التقارير المرفقة بالفيديو أن نجاح الشاباك والجيش في تحديد موقع سعد واستهدافه يمثل رسالة واضحة حول استمرار سياسة الاغتيالات الموجهة، خاصة ضد أولئك الذين تتهمهم إسرائيل بالوقوف خلف التخطيط والهندسة للعمليات الكبرى التي أثرت بشكل مباشر على الأمن الإسرائيلي، وهو ما يجعل من هذا الحدث نقطة مفصلية في مسار العمليات العسكرية الجارية حالياً في قطاع غزة.

المناصب العسكرية وعلاقتها بقرار عملية اغتيال رائد سعد

لم يكن القرار بتنفيذ عملية اغتيال رائد سعد وليد اللحظة بل جاء نتيجة لتاريخ عسكري طويل وحافل للمستهدف داخل أروقة الجناح العسكري لحركة حماس، حيث شغل سعد سلسلة من المناصب الرفيعة التي جعلته هدفاً دائماً وعلى رأس قائمة المطلوبين لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وقد بين الجيش في بيانه أن سعد لم يكن مجرد قائد ميداني بل كان مؤسساً وقائداً للواء مدينة غزة، وهو المنصب الذي منحه نفوذاً واسعاً وقدرة على إدارة العمليات في واحدة من أكثر المناطق تعقيداً وكثافة، بالإضافة إلى ذلك فقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى قيادة ركن العمليات، وهو الموقع الذي أهله للمساهمة بشكل مباشر في تطوير الاستراتيجيات القتالية للحركة، بما في ذلك تأسيس وحدات النخبة التي تعتبر رأس الحربة في المواجهات العسكرية؛ مما يوضح لماذا اعتبرت إسرائيل تصفيته أولوية قصوى.

واستناداً إلى المعلومات التي وفرها الجيش الإسرائيلي لتبرير أهمية عملية اغتيال رائد سعد، فقد تبين أن دوره تجاوز القيادة التقليدية ليصل إلى التخطيط الاستراتيجي العميق، حيث شارك بشكل فعال في بلورة خطة اجتياح فرقة غزة، وهي الخطة التي استندت إليها حركة حماس بشكل رئيسي في تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، ويمكن تلخيص أبرز المحطات والمهام التي تولاها رائد سعد والتي جعلته هدفاً رئيسياً فيما يلي:

  • تأسيس وقيادة لواء مدينة غزة في فترات سابقة مما عزز من البنية التنظيمية للحركة في العاصمة الإدارية للقطاع.
  • تولي منصب قائد ركن العمليات حيث أشرف على التخطيط الميداني وتنسيق التحركات العسكرية.
  • المساهمة الفاعلة والمباشرة في تأسيس كتائب النخبة التابعة لحماس وتدريبها على سيناريوهات الاقتحام.
  • المشاركة في وضع الخطط العملياتية والهندسية التي مهدت الطريق لتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر.

تداعيات عملية اغتيال رائد سعد على ركن التصنيع

ركز الجيش الإسرائيلي في بيانه بشكل كبير على أن عملية اغتيال رائد سعد استهدفت بشكل خاص المسؤول الأول عن “ركن التصنيع” في الجناح العسكري، وهو القسم المسؤول عن شريان الحياة العسكري للحركة والمتمثل في إنتاج الوسائل القتالية وتطويرها محلياً، حيث أشار البيان إلى أن سعد لم يكتفِ بإدارة المخزون بل عمل بجد خلال فترة الحرب الحالية على إعادة إعمار قدرات الحركة في مجال تصنيع الأسلحة لتعويض النقص الحاصل جراء المعارك المستمرة، وهذا يعني أن استهدافه يهدف بالدرجة الأولى إلى قطع خطوط الإمداد الداخلي ومنع حماس من ترميم ترسانتها العسكرية أو تطوير أسلحة جديدة قد تغير من معادلة الصراع، ويوضح الجدول التالي الدور المحوري الذي لعبه سعد في هذا السياق بناءً على البيانات الإسرائيلية:

المهمة الرئيسية التفاصيل والمسؤوليات
قيادة ركن التصنيع الإشراف الكامل على إنتاج وتطوير الوسائل القتالية والذخائر المتنوعة للجناح العسكري.
إعادة الإعمار الحربي العمل خلال الحرب على ترميم خطوط الإنتاج وإعادة بناء القدرات التصنيعية المتضررة.

وقد شدد الجيش الإسرائيلي في ختام بيانه المتعلق بتنفيذ عملية اغتيال رائد سعد على أن هذا الإجراء يأتي تجسيداً لسياسة المؤسسة العسكرية الرامية إلى مواصلة العمل بكل قوة وحزم ضد قادة حركة حماس وبنيتها التحتية، مؤكداً أن العمليات العسكرية لن تتوقف عند هذا الحد بل ستستمر لتشمل كافة العناصر الفاعلة التي تهدد الأمن الإسرائيلي.

Exit mobile version