التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية باتت تتصدر المشهد الجيوسياسي العالمي بعد الرسالة التحذيرية التي وجهها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى منظمة أوبك يوم الأحد؛ حيث أكد فيها أن واشنطن تخطط للاستيلاء بالقوة العسكرية الفتاكة على الثروات الهائلة لبلاده التي تعد الأكبر على مستوى الكوكب، معتبرًا أن هذه التحركات العدائية تعرض السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي لخطر حقيقي، ومحذرًا من تداعيات كارثية قد تصيب سوق الطاقة العالمي.
تصاعد التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية عسكريًا
شهدت الأسابيع الأخيرة تطورات دراماتيكية عززت من واقعية التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية، إذ صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته الحادة وإجراءاته الملموسة ضد الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية؛ وقامت الولايات المتحدة بحشد قوات عسكرية ضخمة في منطقة البحر الكاريبي تضمنت إعادة نشر حاملة الطائرات الأكبر في العالم “يو إس إس جيرالد ر فورد” التي تم استقدامها خصيصًا من البحر المتوسط إلى المنطقة، وترافق هذه الحاملة العملاقة مجموعة ضاربة من السفن الحربية وقاذفات القنابل بعيدة المدى، في خطوة يرى المراقبون أنها تتجاوز مجرد المناورات الروتينية لتقترب من الاستعداد لعمل عسكري وشيك قد يستهدف البنية التحتية الحيوية في كاراكاس ومواردها الاقتصادية، ووفقًا لما ذكره مادورو وتطابق مع تقارير وسائل الإعلام الأميركية، فإن حجم الحشود العسكرية يعكس جدية الموقف ونيات واشنطن المبيتة تجاه بلاده.
في ظل هذا التصعيد غير المسبوق الذي يحيط بملف التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية، يمكن تلخيص القوة العسكرية التي تم حشدها في منطقة البحر الكاريبي وفقًا للأرقام المعلنة وتصريحات المسؤولين في الجدول التالي:
| نوع القوة العسكرية | التفاصيل والعدد |
|---|---|
| القوات البشرية | نحو 15 ألف جندي أمريكي تم نشرهم في المنطقة |
| القطع البحرية | 14 سفينة حربية بما في ذلك مدمرات وفرقاطات |
| القطعة الاستراتيجية | حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد ر فورد” (الأكبر عالميًا) |
| الدعم الجوي | قاذفات قنابل بعيدة المدى وطائرات مساندة |
الذريعة الأمنية وعلاقتها بملف التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية
بينما يصر مادورو على أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على الثروة، تغلف واشنطن التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية بغطاء أمني وقضائي، حيث تعلن الحكومة الأميركية أن هذه المهمة العسكرية الضخمة تهدف أساسًا إلى مكافحة مهربي المخدرات في المنطقة؛ ويستشهد المسؤولون الأميركيون بمقتل أكثر من 80 شخصًا في ضربات استهدفت قوارب مخدرات مزعومة كدليل على جدية عملياتهم، إلا أن كاراكاس ترفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، وتعتبر أن اتهام فنزويلا بإدخال مخدرات مميتة إلى الأراضي الأمريكية ما هو إلا ذريعة لتبرير التدخل العسكري وتغيير النظام الحاكم، وتأتي هذه التوترات متزامنة مع تشكيك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول لاتينية أخرى في شرعية رئاسة مادورو ونتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 التي شابتها مزاعم بالتزوير، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة بقوة.
وسط هذا المناخ المشحون بالتوتر والترقب، تتزايد التكهنات بأن التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية قد تتحول إلى هجوم فعلي، خاصة بعد دعوة ترامب لاعتبار المجال الجوي الفنزويلي منطقة مغلقة؛ وهناك عدة عوامل رئيسية تدفع واشنطن لممارسة هذا الضغط الأقصى على كاراكاس يمكن إجمالها في النقاط التالية:
- الرغبة في تغيير السلطة الحاكمة في كاراكاس وعدم الاعتراف بشرعية مادورو كرئيس للبلاد
- السعي للسيطرة على أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم لضمان أمن الطاقة الأمريكي
- اتهام النظام الفنزويلي بالتورط في تهريب المخدرات وتهديد الأمن القومي الأمريكي
- محاولة تحييد النفوذ الروسي والصيني المتنامي في أمريكا الجنوبية عبر البوابة الفنزويلية
رسالة مادورو إلى أوبك لمواجهة التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية
أدرك الرئيس الفنزويلي خطورة الموقف، فقرر تدويل الأزمة عبر ربط التهديدات الأمريكية لاحتياطيات فنزويلا النفطية باستقرار الاقتصاد العالمي، موجهًا رسالته ليس فقط إلى منظمة أوبك التي تضم 12 عضوًا بارزًا مثل السعودية والعراق والإمارات، بل شملت أيضًا تكتل “أوبك+” الذي يضم منتجين كبارًا من خارج المنظمة مثل روسيا؛ حيث يهدف مادورو من خلال هذه الخطوة الدبلوماسية إلى حشد دعم الدول المنتجة للنفط والتأكيد على أن أي هجوم على فنزويلا سيؤدي حتمًا إلى اضطراب شديد في إمدادات النفط والأسعار العالمية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمنع تفاقم الصراع وتحوله إلى مواجهة مفتوحة قد تحرق الأخضر واليابس في منطقة حيوية لإنتاج الطاقة.
استمرار هذا التصعيد العسكري والسياسي يجعل مستقبل المنطقة غامضًا، حيث تبقى احتمالات الصدام مفتوحة مع إصرار كل طرف على موقفه في ظل غياب أي أفق للحل الدبلوماسي القريب.
