مباراة أهلي جدة والقادسية: صافرة الحكم تفجر غضب المدرجات والدموع تنهي الليلة

فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك شكل حدثًا رياضيًا دراماتيكيًا حبس أنفاس الجماهير حتى اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء، حيث تمكن فريق “الراقي” من انتزاع بطاقة التأهل الثمينة إلى الدور نصف النهائي بعد ماراثون كروي طويل انتهى وقتاه الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لمثلها ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للأهلي بنتيجة (5-4)، وذلك في المواجهة النارية التي احتضنها ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية مساء الجمعة وسط حضور جماهيري غفير تفاعل مع كل دقيقة في هذه الملحمة الكروية المثيرة.

قرارات تحكيمية مثيرة للجدل رافقت فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك

شهدت المواجهة إثارة لم تتوقف عند حدود الأهداف المسجلة بل امتدت لتشمل الحالات التحكيمية المعقدة التي أثرت بشكل مباشر على مجريات اللعب وأعصاب اللاعبين والجماهير على حد سواء، فقد عاش أنصار الفريقين لحظات عصيبة مع تدخلات تقنية الفيديو وقرارات حكم الساحة التي تضمنت احتساب ركلتي جزاء بواقع واحدة لكل طرف بالإضافة إلى إلغاء ثلاثة أهداف كاملة سجلها لاعبو الأهلي، وهو ما استدعى تدخل الخبراء لتحليل هذه الحالات الشائكة، حيث أوضح الخبير التحكيمي الأردني أحمد أبو خديجة في تصريحات صحفية دقة القرارات المتخذة، مؤكدًا صحة ركلة الجزاء التي تحصل عليها “الراقي” نتيجة وجود إعاقة واضحة وتهور من لاعب القادسية محمد أبو الشامات ضد منافسه ماثيوس جونسالفيس؛ كما أشار إلى أن إلغاء الأهداف الثلاثة كان قرارًا موفقًا من الطاقم التحكيمي نظرًا لوجود حالات تسلل دقيقة تم رصدها ببراعة.

وفيما يلي تفصيل لأبرز الحالات التحكيمية التي تم تأكيد صحتها من قبل الخبراء:

• صحة ركلة الجزاء المحتسبة للأهلي بعد خطأ واضح ارتكبه المدافع ضد جونسالفيس.
• دقة قرار إلغاء هدف النجم الإيفواري فرانك كيسيه بداعي التسلل لحظة التمرير.
• صواب قرار إلغاء الهدفين الآخرين للأهلي بسبب تمركز اللاعبين في موقف تسلل صريح.

تباين المشاعر ودموع النجوم عقب فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك

لم تقتصر الدراما في هذه الليلة الكروية على المستطيل الأخضر والقرارات الفنية بل امتدت لتشمل المشاعر الإنسانية الجياشة التي سيطرت على اللاعبين عقب صافرة النهاية، فقد وثقت العدسات لحظات مؤثرة للغاية كان بطلها نجم القادسية والمنتخب السعودي مصعب الجوير الذي انخرط في نوبة بكاء شديدة تأثرًا بخروج فريقه من البطولة، وهو مشهد دفع لاعب الأهلي زكريا هوساوي للتدخل ومواساته في لفتة رياضية رائعة شارك فيها عدد من اللاعبين لتهدئة روع النجم الشاب؛ وعلى النقيض تمامًا من مشاعر الحزن ظهرت حالة من الغضب العارم على محيا البرازيلي جالينو ويندرسون لاعب الأهلي أثناء سير المباراة، وتحديدًا عندما قرر المدرب يايسله استبداله بالمهاجم فراس البريكان في الشوط الثاني بسبب تراجع المردود الفني، حيث ترجم جالينو غضبه بركل كرة كانت على خط التماس وتسبب في إسقاط إحدى الكاميرات تعبيرًا عن سخطه من قرار التغيير، مما أضفى طابعًا ساخنًا على كواليس فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك.

أرقام تاريخية وكسر للعقدة مع فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك

استطاع الفريق الأهلاوي بهذا الانتصار الصعب أن يضرب عصفورين بحجر واحد، إذ نجح في كسر عقدة تاريخية لازمت جماهيره منذ عام 2015 عندما تجرع مرارة الخسارة أمام القادسية بنفس السيناريو وعبر ركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، ليعود اليوم بعد عشر سنوات ويرد الدين لمنافسه بنفس الطريقة ويقصيه من البطولة؛ ومن جهة أخرى واصل المدرب الألماني الشاب ماتياس يايسله ترسيخ مكانته كمدرب متخصص في مباريات الكؤوس وخروج المغلوب، حيث تشير الإحصائيات إلى مسيرة مذهلة للمدرب صاحب الـ 37 عامًا في البطولات الإقصائية سواء في مسيرته السابقة في النمسا أو الحالية في السعودية، فقد خاض 20 مباراة بنظام الكؤوس حقق الانتصار في 16 منها وتوج بألقاب هامة، بينما لم يتلق سوى أربع هزائم فقط طوال مشواره التدريبي في هذا النوع من المنافسات، مما يؤكد أن فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك لم يكن وليد الصدفة بل نتاج شخصية قوية يزرعها المدرب في لاعبيه.

ويوضح الجدول التالي تاريخ مواجهات الفريقين المباشرة في بطولة الكأس وتفوق “الراقي” التاريخي:

عزز هذا الانتصار من هيمنة الأهلي التاريخية على مواجهات الفريقين في مسابقة الكأس، حيث رفع رصيده إلى خمسة انتصارات مقابل فوز يتيم للقادسية في ست مواجهات جمعت بينهما، ليعبر “الراقي” بثقة نحو نصف النهائي مواصلاً رحلة البحث عن اللقب الغالي ومؤكدًا عزمه على إسعاد جماهيره التي عاشت ليلة لا تُنسى مع فوز الأهلي على القادسية في كأس الملك.