سلالة الأنفلونزا الجديدة K باتت الشغل الشاغل لخبراء الصحة العامة مع دخول موسم الشتاء الحالي، إذ أثارت سرعة انتشارها موجة من القلق الطبي العالمي خاصة فيما يتعلق بآثارها المحتملة على الفئات الأقل مناعة مثل كبار السن والأطفال الصغار؛ وقد رصدت التقارير الواردة من موقع ABC تزايدًا ملحوظًا في تواجد هذا المتغير الفيروسي داخل عدد من الدول الأوروبية، مما يستدعي تسليط الضوء على طبيعة هذا الفيروس وكيفية التعامل معه بوعي وحذر لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة.
طبيعة انتشار سلالة الأنفلونزا الجديدة K عالميًا
يصنف العلماء والمتخصصون في علم الفيروسات سلالة الأنفلونزا الجديدة K باعتبارها أحد الأشكال المتطورة لفيروس H3N2 الذي بدأ نشاطه الفعلي منذ فصل الصيف الماضي في مناطق متعددة حول العالم، وتُشير التحليلات الدقيقة إلى أن هذا المتحور يلعب دورًا محوريًا وأساسيًا في القفزة الكبيرة بأعداد المصابين بالأنفلونزا التي شهدتها دول كبرى مثل كندا واليابان والمملكة المتحدة؛ حيث أكدت البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الفحوصات المخبرية أظهرت هيمنة هذا النمط، فمن بين ما يقرب من 150 عينة اختبار تم تسجيلها ضمن سلالة H3، وجد الباحثون أن أكثر من 50% منها تعود تحديدًا إلى السلالة الفرعية K، وهو مؤشر وبائي يستوجب المتابعة الحثيثة وفهم ديناميكيات انتقال العدوى للحد من توسع دائرة الإصابات في المجتمعات المختلفة.
الأعراض والمخاطر الصحية المرتبطة بسلالة الأنفلونزا الجديدة K
يختلف التأثير الصحي الناتج عن الإصابة بعدوى سلالة الأنفلونزا الجديدة K بشكل جذري عن نزلات البرد العادية التي يعتاد عليها الناس، إذ يحذر الأطباء من التهاون مع الأعراض التي قد تتطور لتشكل مضاعفات صحية جسيمة، وتشير الدراسات الطبية إلى أن حالات فيروسات H3N2 تميل عمومًا إلى إحداث أعراض أكثر حدة مقارنة بسلالات أخرى معروفة مثل فيروس H1N1؛ وتظهر علامات المرض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين يوم واحد إلى أربعة أيام من لحظة التعرض للفيروس، وتشمل القائمة التالية أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها فور ظهورها:
- ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة والشعور بالحمى المستمرة.
- آلام حادة في العضلات مصحوبة بصداع وقشعريرة في الجسم.
- التهاب الحلق والسعال المستمر مع سيلان أو احتقان في الأنف.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تشمل القيء والإسهال في بعض الحالات.
تكمن خطورة سلالة الأنفلونزا الجديدة K في قدرتها على التسبب بمضاعفات تتجاوز الأعراض الأولية، مثل التهابات الأذن والجيوب الأنفية، وصولًا إلى حالات أكثر حرجًا كالالتهاب الرئوي الذي قد يتطلب دخول المستشفى، وفي أسوأ السيناريوهات قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب؛ وتدعم الإحصائيات هذا الحذر، حيث أظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في العام الماضي أن الولايات المتحدة سجلت أعلى معدلات دخول للمستشفيات بسبب الأنفلونزا منذ 15 عامًا، بالإضافة إلى رصد حوالي 280 حالة وفاة بين الأطفال، مما يؤكد ضرورة التعامل بجدية تامة مع أي اشتباه بالإصابة.
استراتيجيات الوقاية والعلاج من سلالة الأنفلونزا الجديدة K
يتساءل الكثيرون عن مدى فعالية اللقاحات المتاحة في مواجهة سلالة الأنفلونزا الجديدة K، وعلى الرغم من أن التطعيم الحالي قد لا يكون متطابقًا بنسبة 100% مع هذا المتغير الجديد، إلا أن الهيئات الصحية العالمية تؤكد أنه يظل خط الدفاع الأول والأكثر أهمية؛ وقد أوضحت الدكتورة تارا نارولا، كبيرة المراسلين الطبيين في ABC News، أن الحصول على اللقاح يساهم في تكوين أجسام مضادة خلال أسبوعين، ورغم عدم التطابق الكامل إلا أنه يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالأمراض الخطيرة أو الاضطرار لدخول المستشفى أو الوفاة، وتوضح البيانات التالية الفئات الأكثر عرضة للخطر والتي يجب عليها إيلاء اهتمام خاص بالتطعيم والمتابعة الطبية:
| الفئة المعرضة للخطر | تفاصيل الحالة الصحية والعمرية |
|---|---|
| كبار السن والأطفال | الأشخاص فوق سن 65 عامًا والأطفال دون سن 5 سنوات. |
| أصحاب الأمراض المزمنة | مرضى السكري، أمراض القلب، وأمراض الرئة المزمنة. |
| حالات ضعف المناعة | الحوامل وأي شخص يعاني من نقص في المناعة المكتسبة أو الطبيعية. |
تعتمد خطة العلاج عند الإصابة بأي من أعراض سلالة الأنفلونزا الجديدة K على سرعة الاستجابة وطلب الرعاية الطبية، حيث يوصي الأطباء بضرورة البقاء في المنزل وعزل المريض لمنع تفشي العدوى بين أفراد الأسرة والمجتمع؛ كما قد يصف الأطباء أدوية مضادة للفيروسات تعمل على تخفيف حدة الأعراض وتقليص مدة المرض، بالإضافة إلى تقليل فرص حدوث المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد الحياة، مما يجعل الاستشارة الطبية المبكرة والالتزام بالبروتوكول العلاجي هما الركيزة الأساسية للتعافي بسلام من هذه الهجمة الفيروسية الموسمية.
