
طرق إدارة الضغوط النفسية تمثل حجر الزاوية في بناء شخصية طلاب الجامعات القادرة على مواجهة تحديات الحياة المعاصرة، خاصة مع تسليط الضوء على تجارب جيل Z الذي يخوض معارك يومية بين الطموح والواقع، وهو ما تناوله مسلسل “ميد تيرم” ببراعة حين عرض نماذج حية لطلاب يصارعون ثقل المسؤوليات الأكاديمية والاجتماعية والمهنية؛ مما يجعل البحث عن آليات فعالة للتعامل مع هذه الأزمات ضرورة ملحة لضمان سلامة الصحة العقلية وتجنب الانزلاق في دوامة القلق المستمر الذي يؤثر سلبًا على المستقبل الدراسي والشخصي.
انعكاسات الواقع الدرامي على طرق إدارة الضغوط النفسية
يقدم مسلسل “ميد تيرم” بطولة الفنانة الشابة ياسمينا العبد ومجموعة متميزة من النجوم الشباب محاكاة دقيقة لواقع الحياة الجامعية بكل تعقيداتها، حيث يجسد العمل الفني بصدق المشاعر المتضاربة التي يعيشها الطلاب في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، وتبرز الحلقات بوضوح كيف تتباين ردود الأفعال البشرية تجاه الأزمات، فبينما نجد شخصية “أدهم” الذي يقع فريسة للتوتر مما يدفعه لاتخاذ قرارات متهورة وخاطئة تزيد من تعقيد موقفه، نرى في المقابل “يونس” الذي يختار الهروب إلى الأمام عبر الانغماس المفرط في العمل كوسيلة لتجاهل الألم النفسي، وفي زاوية أخرى تظهر “تيا” التي تلجأ إلى “الأكل العاطفي” معتبرة أن وجبة بسيطة من الشعرية هي الملاذ الآمن للنسيان المؤقت؛ وهذه النماذج الدرامية ليست مجرد خيال بل هي مرآة تعكس حاجة ماسة لتعلم طرق إدارة الضغوط النفسية بشكل علمي وسليم بدلاً من اللجوء لآليات دفاعية قد تكون ضارة على المدى الطويل.
توضح القائمة التالية أبرز الفروقات بين التعامل العشوائي والتعامل الصحي مع الأزمات كما استعرضتها أحداث المسلسل ومقارنتها بالتصرف الأمثل:
| نوع الاستجابة للضغط | السلوك السلبي (كما ظهر في الدراما) | السلوك الإيجابي (طرق إدارة الضغوط النفسية) |
|---|---|---|
| اتخاذ القرارات | التسرع وارتكاب أخطاء فادحة تحت تأثير التوتر | التأني والتفكير المنطقي قبل اتخاذ أي خطوة |
| التعامل مع العمل | الإفراط في العمل حد الإنهاك للهروب من الواقع | تنظيم الوقت والموازنة بين الراحة والإنتاجية |
| المواساة الذاتية | اللجوء للطعام غير الصحي كوسيلة للنسيان | ممارسة نشاط بدني أو هواية مفيدة |
استراتيجيات اليونيسف في تطبيق طرق إدارة الضغوط النفسية
نشر موقع منظمة اليونيسف مجموعة من الإرشادات الذهبية التي تعد دليلاً شاملاً لكل طالب يبحث عن الاستقرار النفسي، حيث أكدت المنظمة أن أولى خطوات طرق إدارة الضغوط النفسية تبدأ بالعناية الجسدية التي تنعكس مباشرة على الحالة المزاجية، فالنشاط البدني ليس مجرد رفاهية بل هو علاج فعال لطرد الطاقة السلبية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسات بسيطة لا تتطلب مجهودًا شاقًا مثل تمارين التمدد الصباحية أو المشي في الهواء الطلق، مع ضرورة الانتباه لنوعية الغذاء الذي يتناوله الطالب؛ فالأطعمة الصحية تعزز قدرة الدماغ على المقاومة، بالإضافة إلى أهمية تحسين جودة النوم من خلال تهيئة بيئة الغرفة عبر خفض الإضاءة وضمان التهوية الجيدة لتفادي الاستيقاظ مع شعور بالإرهاق، ومن الضروري أيضًا تخصيص وقت للأنشطة التي تجلب السعادة والبهجة للروح وتساعد في إعادة شحن الطاقة النفسية.
لتحقيق أقصى استفادة من توجيهات العناية بالنفس، يمكن اتباع الخطوات التالية لتعزيز المناعة النفسية:
- ممارسة الهوايات الفنية البسيطة مثل الرسم أو التلوين لتفريغ المشاعر المكبوتة.
- تخصيص وقت للغناء أو الاستماع للموسيقى الهادئة لتقليل حدة التوتر العصبي.
- التواصل الفعال والمستمر مع صديق مقرب يشعرك بالأمان والدعم.
- الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لضمان راحة ذهنية تامة.
تجنب العزلة ولوم الآخرين لتعزيز طرق إدارة الضغوط النفسية
يميل الإنسان بطبعه عند الشعور بالأزمات إلى الانغلاق على الذات، إلا أن الخبراء يحذرون بشدة من هذا السلوك، مؤكدين أن الانعزال يفاقم المشكلة بدلاً من حلها ويدفع الشخص لاتخاذ قرارات انفعالية سريعة للتخلص من الألم بأي ثمن، ولهذا السبب تشدد منظمة اليونيسف في إطار حديثها عن طرق إدارة الضغوط النفسية على ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع المحيطين، حتى وإن كان ذلك عبر محادثة قصيرة لا تتجاوز خمس دقائق يوميًا، فهذا التواصل البسيط يعمل كطوق نجاة يمنع الغرق في الأفكار السوداوية، كما يجب على الطالب أن يتحلى بالشجاعة للاعتراف بمشاعره بصراحة وتحديد الأسباب الحقيقية وراء توتره بدلاً من كبتها؛ لأن التعبير عن الألم هو نصف الطريق نحو العلاج، مع ضرورة التحلي بالمرونة في التفكير للوصول إلى حلول واقعية قابلة للتطبيق.
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون هي إسقاط أسباب الفشل أو الضغط على الآخرين، حيث يعتبر تجنب إلقاء اللوم على الطرف المقابل جزءًا جوهريًا من طرق إدارة الضغوط النفسية الناجحة، فبدلاً من إهدار الطاقة في البحث عن مذنب أو لعب دور الضحية، يجب توجيه التركيز نحو الداخل للبحث عن مخارج عملية للأزمة، ويتم ذلك من خلال وضع خطط مدروسة تتضمن حلولاً بديلة وتجربتها بمرونة، وفي حال وجد الطالب صعوبة بالغة في تجاوز المحنة بمفرده؛ فإن طلب المساعدة من المتخصصين النفسيين ليس علامة ضعف بل هو قمة الوعي والنضج الفكري، لضمان عبور هذه المرحلة بأقل الخسائر النفسية الممكنة واستكمال المسيرة الجامعية بنجاح واقتدار.
