مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية تصدرت المشهد السياسي والدبلوماسي مؤخرًا عبر اتصال هاتفي هام جمع الدكتور بدر عبد العاطي والوزيرة إيفيت كوبر؛ إذ شدد الجانبان بوضوح تام على رفض القاهرة القاطع لأي إجراءات أو سياسات من شأنها تكريس الانفصال الجغرافي والسياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدين في الوقت ذاته على خطورة أي تحركات قد تؤدي إلى تقويض فرص حل الدولتين الذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار المستدام في منطقة الشرق الأوسط وتجنيب شعوبها ويلات الصراعات المستمرة.
تعزيز التعاون الاقتصادي ضمن مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية
تناول الاتصال الهاتفي بشكل موسع سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ولندن؛ حيث رحب الوزير عبد العاطي بالتطور الملحوظ الذي تشهده الروابط المشتركة، مؤكدًا حرص الدولة المصرية على دفع هذه العلاقات قدمًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يحقق النفع المتبادل للبلدين والشعبين الصديقين، وقد أشار الوزير خلال حديثه إلى أهمية استغلال الزخم الحالي لعقد حدث اقتصادي رفيع المستوى يضم كبريات الشركات البريطانية؛ بهدف تعزيز وتيرة الاستثمارات البريطانية في السوق المصري خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل تطور المناخ الاستثماري الناتج عن حزمة الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي نفذتها مصر في السنوات الأخيرة.
تضمنت الرؤية المصرية التي طُرحت خلال مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية التركيز على قطاعات محددة للتعاون المستقبلي، ويمكن تلخيص أبرز مرتكزات الرؤية الاقتصادية المتبادلة في الجدول التالي:
| مجال التعاون | الهدف الاستراتيجي |
|---|---|
| الاستثمار المباشر | جذب الشركات البريطانية الكبرى للاستفادة من الإصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال في مصر |
| التبادل التجاري | زيادة حجم التبادل التجاري بما يعود بالنفع الاقتصادي المباشر على البلدين ويعزز الشراكة الاستراتيجية |
مناقشة الوضع في غزة خلال مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية
شغل الملف الفلسطيني حيزًا كبيرًا من النقاش؛ حيث تبادل الوزيران الرؤى ووجهات النظر إزاء التطورات المتسارعة في قطاع غزة، وقد أكد الدكتور بدر عبد العاطي على الأهمية القصوى لضمان استدامة وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل، مشددًا على ضرورة البدء في تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما ركزت مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية على ضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803، والذي يمثل إطارًا دوليًا ملزمًا للتهدئة، وأوضح الوزير المصري أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية المؤقتة كخطوة محورية لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين الأبرياء، إضافة إلى تمكين القوات الفلسطينية من استعادة دورها في تولي مهام إنفاذ القانون داخل القطاع.
استعرض الوزير المصري رؤية القاهرة المتكاملة للمرحلة الانتقالية المؤقتة التي تمهد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، وتضمنت هذه الرؤية مجموعة من الخطوات والركائز الأساسية التي تم التأكيد عليها خلال الاتصال، وهي:
- ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا للمرجعيات الدولية والقرارات الشرعية لضمان استقرار المنطقة
- أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف التصعيد المستمر في الضفة الغربية وهجمات المستوطنين ضد المدنيين
- التنديد القاطع بسياسات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية باعتبارها عقبة رئيسية أمام السلام
تطورات الملف السوداني في مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية
لم تغفل مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية التطرق إلى الأزمة السودانية الراهنة؛ حيث استعرض الدكتور بدر عبد العاطي حصيلة الاتصالات المصرية المكثفة مع كافة الأطراف المعنية، مسلطًا الضوء على انخراط مصر الفاعل والجاد في إطار الرباعية الدولية الساعية لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني الشقيق، وجدد الوزير التأكيد على الموقف المصري الراسخ والثابت الذي يدعم بشكل كامل وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه، بالإضافة إلى دعم مؤسساته الوطنية الشرعية لمنع انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى التي قد تهدد أمن الإقليم بأسره.
اختتمت مباحثات وزير الخارجية المصري ونظيرته البريطانية بتوافق الرؤى حول ضرورة استمرار التنسيق المشترك والتشاور المستمر بين القاهرة ولندن لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، مع التأكيد على أن الحلول السياسية والدبلوماسية تظل السبيل الوحيد والأمثل لإنهاء الأزمات في غزة والسودان وباقي بؤر التوتر في المنطقة.
