مطار بنوم بنه الجديد يمزج الطبيعة بالتراث المعماري ليرسخ الهوية الكمبودية

مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا يمثل خطوة استراتيجية طموحة لتعزيز قطاع السياحة الذي يستقبل حالياً 2.5 مليون زائر سنوياً؛ وهي نسبة تسعى الدولة لزيادتها لمنافسة جاراتها مثل تايلاند وفيتنام، إذ يقع هذا الصرح المعماري الذي صممته شركة “فوستر وشركاه” على بعد 18 ميلاً جنوب العاصمة بنوم بنه؛ ليجسد تحفة هندسية تجمع بين الحداثة وعبق التاريخ عبر تصاميم تحاكي القصور والمعابد القديمة.

روعة التصميم الهندسي في مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا

يتفرد المبنى بهيكل فولاذي شبكي منحني ببراعة فائقة ليحاكي حركة الأمواج الانسيابية؛ حيث تعكس الأسقف المقببة ذات الانحناءات الدرامية اللغة المعمارية التقليدية العريقة للمنطقة، وتتميز التصاميم الشبكية التي تغطي الأسقف الداخلية والخارجية بأنها مستوحاة من فن نسج السلال التقليدي المتجذر في الثقافة المحلية؛ مما يسمح بترشيح ضوء الشمس الطبيعي طوال ساعات النهار لإضاءة المكان بشكل مبهر، بينما يعمل النظام الضوئي الدافئ ليلاً على إضفاء أجواء أكثر هدوءاً وسكينة تمنح المسافرين شعوراً بالراحة النفسية والهدوء.

يتميز مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا بالعديد من الخصائص المعمارية التي تجعله أيقونة في جنوب شرق آسيا؛ حيث تم دمج العناصر البيئية مع الحلول الهندسية المبتكرة لضمان استدامة المبنى وكفاءته، وتشمل أبرز السمات التصميمية التي ركزت عليها شركة “فوستر وشركاه” لضمان تجربة بصرية ووظيفية متكاملة العناصر التالية:

• هيكل معياري خفيف الوزن وسقف متعدد الطبقات يسمح بدخول ضوء النهار ويعكس تغيرات البيئة الخارجية.
• استخدام مواد بناء دافئة ومرحبة في التصميم الداخلي لتعزيز شعور الركاب بالاحتواء والراحة.
• تصميم عضوي ينسجم تماماً مع المساحات الخضراء المحيطة التي تضم أشجاراً ونباتات محلية.
• نظام إضاءة ذكي يوازن بين ترشيح الشمس نهاراً والإضاءة الصناعية الهادئة ليلاً.

تجربة المسافر والطبيعة داخل مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا

أشار نيكولاي مالش؛ الشريك الأول في شركة “فوستر وشركاه”، إلى أن الهيكل المعياري والسقف المتطور يعكسان بيئة خارجية متغيرة عبر ساعات اليوم؛ حيث أكد أن المواد المستخدمة في التصميم الداخلي تم اختيارها بعناية لتكون دافئة ومرحبة بهدف تعزيز راحة الركاب وإبراز الهوية الكمبودية الأصيلة في آن واحد، وينسجم هذا التصميم العضوي بسلاسة مع المساحات الخضراء المحيطة بالمطار؛ والتي تضم تشكيلة متنوعة من أشجار “رومدول” المحلية والنخيل والزهور الاستوائية الخلابة، كما تبرز القيمة الفنية للمكان من خلال وجود 200 منحوتة يدوية الصنع موزعة بذكاء داخل مبنى المسافرين؛ أبرزها تمثال بوذا المصنوع من البرونز المصبوب الذي جرت مباركته قبل بدء التشغيل.

تسعى الشركة المنفذة لمشروع مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا إلى تبسيط تجربة السفر وجعلها أكثر سلاسة من خلال وضوح خطوط الرؤية وتقليل المسافات التي يقطعها المسافر مشياً؛ حيث أوضح “مالش” أن المسافة القصوى بين مركز المحطة ونهايتها لا تتجاوز 550 ياردة فقط، وتعتمد حركة المسافرين داخل الممرات على قرارات بديهية وبسيطة عند الوصول إلى نقاط تتفرع فيها البوابات لليمين أو اليسار؛ مما يسهم بشكل فعال في تقليل الازدحام وتسهيل انتقال الركاب بين مناطق المطار المختلفة دون عناء أو توتر.

آفاق التوسع المستقبلية في مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا

يعد مبنى المحطة جزءاً أساسياً من خطة تطوير شاملة وطموحة؛ إذ تعمل الشركة المصممة على إنشاء خط سكة حديد فائق السرعة سيحول المنطقة المحيطة إلى مركز نموذجي متعدد الاستخدامات يخدم الاقتصاد المحلي، ويأتي ذلك جنباً إلى جنب مع خطة عامة صديقة للبيئة تضمن استدامة الموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية، ومن المقرر افتتاح الرصيف الجنوبي للمحطة بحلول عام 2030؛ وهو ما سيعزز قدرات المطار بشكل كبير ويزيد من طاقته الاستيعابية لاستقبال أعداد أكبر من الزوار والسائحين.

يؤكد ستيفان بيهلينغ؛ رئيس قسم الاستوديو في “فوستر وشركاه”، أن مطار تيكو الدولي الجديد في كمبوديا يجسد احتفالاً حقيقياً بالثقافة المحلية ونورها الساطع؛ حيث يشكل بوابة عصرية جديدة للبلاد تحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في تجربة السفر لكل من السكان المحليين والزوار الدوليين على حد سواء.