ميناء العين السخنة يدشن التشغيل التجريبي لمحطة “هاتشيسون” بحضور نائب رئيس الوزراء

ميناء العين السخنة يدشن التشغيل التجريبي لمحطة “هاتشيسون” بحضور نائب رئيس الوزراء

مشروع تطوير ميناء العين السخنة دشن مرحلة جديدة من الإنجازات الملموسة على أرض الواقع، حيث شهد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، انطلاق أعمال التشغيل التجريبي لمحطة حاويات “هاتشيسون” التي تمثل باكورة المحطات العاملة بالميناء بعد اكتمال أعمال البنية التحتية والفوقية بنجاح، مما يعكس جدية الدولة في تنفيذ المخططات الزمنية الموضوعة للنهوض بقطاع النقل البحري وتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لمصر.

دور مشروع تطوير ميناء العين السخنة في تعزيز الممر اللوجستي

يمثل الميناء ركيزة أساسية لا غنى عنها في الممر اللوجستي الحيوي “السخنة/الدخيلة”، وهو الممر الذي يأتي في قلب مشروع محور “السخنة – الإسكندرية” اللوجستي المتكامل للحاويات؛ إذ يهدف هذا الممر الطموح إلى خلق ربط مباشر وفعال بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، مما يعزز من مكانة مصر كمحور عالمي لحركة التجارة الدولية وتداول البضائع بين الشرق والغرب، وتواصل وزارة النقل استكمال كافة مراحل مشروع تطوير ميناء العين السخنة في إطار رؤية شاملة وتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحديث كافة الموانئ المصرية، والهدف الأسمى من هذه التحركات هو تحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، وهو ما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد القومي وقدرة الدولة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذا القطاع الحيوي.

يعتبر التكامل بين الموانئ ووسائل النقل الحديثة سمة بارزة في مشروع تطوير ميناء العين السخنة، حيث لا يقتصر التطوير على الأرصفة البحرية فحسب، بل يمتد ليشمل شبكة معقدة ومتطورة من الطرق والسكك الحديدية؛ إذ يتضمن المشروع تنفيذ شبكة طرق داخلية بطول 17 كيلومتراً تم رصفها بالخرسانة لتحمل الشاحنات الثقيلة، بالإضافة إلى شبكة خطوط سكك حديدية تمتد بطول 33 كيلومتراً، وتتميز هذه الشبكة بارتباطها المباشر بالقطار الكهربائي السريع “السخنة/العلمين/مطروح”، مما يضمن سرعة نقل الحاويات والبضائع من الميناء إلى مختلف أنحاء الجمهورية أو إلى موانئ البحر المتوسط للتصدير، وهو ما يقلل التكلفة والوقت ويعطي ميزة تنافسية للموانئ المصرية.

البنية التحتية العملاقة في مشروع تطوير ميناء العين السخنة

شهد الميناء توسعات هندسية ضخمة رفعت من قدراته الاستيعابية بشكل غير مسبوق، حيث وصلت المساحة الإجمالية للميناء إلى 29 كيلومتراً مربعاً، وتضمنت الأعمال الهندسية إنشاء أحواض جديدة وأرصفة بمواصفات عالمية تسمح باستقبال أحدث وأضخم سفن الحاويات في العالم، ويبرز الجدول التالي أهم البيانات الرقمية التي توضح حجم الإنجاز في مشروع تطوير ميناء العين السخنة وما تم تنفيذه من بنية تحتية متطورة تضاهي كبرى الموانئ العالمية:

عنصر التطوير المواصفات والكميات
إجمالي مساحة الميناء 29 كيلومتر مربع
طول الأرصفة البحرية 18 كيلومتر
عمق الأرصفة 18 متر
مساحة ساحات التداول 9.6 مليون متر مربع
المناطق اللوجستية 5.3 كيلومتر مربع

تضمنت التوسعات أيضاً إنشاء 5 أحواض جديدة تلبي مختلف أغراض النقل البحري، وتأتي هذه التجهيزات الضخمة لخدمة حركة التجارة المتنامية، حيث تم تخصيص مناطق لوجستية واسعة داخل مشروع تطوير ميناء العين السخنة لتقديم خدمات القيمة المضافة، مما يحول الميناء من مجرد نقطة عبور وشحن وتفريغ إلى مركز لوجستي متكامل يخدم الصناعة والتجارة، وتساعد هذه البنية التحتية القوية في استيعاب الزيادة المتوقعة في أحجام التداول خلال السنوات المقبلة، وتؤكد جاهزية الميناء للتعامل مع مختلف أنواع البضائع سواء كانت حاويات أو بضائع عامة أو صب جاف وسائل، مما يعزز من مرونة الميناء وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق العالمية.

أهداف الشراكات العالمية ضمن مشروع تطوير ميناء العين السخنة

تسعى الدولة من خلال هذه التحركات المتسارعة إلى تحويل ميناء السخنة ليكون الأكبر والأهم على ساحل البحر الأحمر، حيث يأتي التعاون مع تحالفات عالمية كبرى مثل “هاتشيسون” كجزء من استراتيجية ذكية لإدارة وتشغيل المحطات بأعلى كفاءة ممكنة؛ إذ يضمن هذا التعاون تطبيق أحدث النظم التكنولوجية في الإدارة والتشغيل، ويسهم مشروع تطوير ميناء العين السخنة في وضع مصر بقوة على خريطة الملاحة العالمية من خلال جذب الخطوط الملاحية الكبرى التي تبحث عن موانئ تتمتع بالكفاءة والسرعة والموقع المتميز، وتستهدف وزارة النقل من خلال هذه الشراكات الاستراتيجية تحقيق عدة مكاسب رئيسية للاقتصاد المصري ولقطاع النقل البحري بشكل خاص:

  • جذب أكبر عدد ممكن من السفن العملاقة للتردد على الموانئ المصرية بصفة مستمرة.
  • مضاعفة طاقات التشغيل وزيادة معدلات تداول الحاويات والبضائع سنوياً.
  • توسيع نشاط تجارة الترانزيت المباشر وغير المباشر لتعظيم العوائد الدولارية.
  • نقل الخبرات العالمية وتوطين تكنولوجيا إدارة الموانئ الحديثة في مصر.

تؤكد عملية التشغيل التجريبي لمحطة “هاتشيسون” أن مشروع تطوير ميناء العين السخنة يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية، حيث يعكس هذا الحدث التزام الدولة بتنفيذ وعودها بتحويل الموانئ المصرية إلى مراكز عالمية، وتعمل هذه المحطات الجديدة على تعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي مع مختلف دول العالم، كما أن وجود مشغلين عالميين يعطي رسالة ثقة للمستثمرين والخطوط الملاحية بكفاءة وموثوقية الخدمات المقدمة في الميناء، وهو ما سيؤدي بالتبعية إلى زيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في العديد من الدول المتقدمة لوجستياً.

يكتسب مشروع تطوير ميناء العين السخنة أهميته القصوى من كونه نموذجاً للتخطيط الشامل الذي يربط البحر باليابسة عبر شبكات نقل متطورة ومناطق صناعية ولوجستية، فالأمر يتجاوز مجرد تطوير ميناء بحري ليصل إلى مفهوم التنمية الشاملة، حيث يخدم الميناء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ويسهل حركة التصدير للمصانع المقامة بها، ومع اكتمال كافة مراحل المشروع وتشغيل باقي المحطات والأحواض، سيصبح ميناء السخنة أيقونة الموانئ المصرية على البحر الأحمر وقاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية المستدامة.

Exit mobile version