نفوذ ترامب يتآكل في معقله.. بيانات أمريكية ترصد تراجع الولاء داخل حركة “ماغا”

نفوذ ترامب يتآكل في معقله.. بيانات أمريكية ترصد تراجع الولاء داخل حركة “ماغا”

انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب باتت تتصدر المشهد السياسي الأمريكي في الآونة الأخيرة، حيث كشف خبير استطلاعات الرأي المحافظ مارك ميتشل عن وجود فجوة عميقة ومتسعة بين أولويات الإدارة الحالية وبين التطلعات الحقيقية للقاعدة الشعبية المؤيدة للرئيس، وقد ظهرت هذه المخاوف بوضوح خلال لقاء جمع ميتشل بالرئيس في البيت الأبيض، ليعكس بذلك صدى واسعًا داخل الحركة التي بدأت تشعر بالقلق من مسار الولاية الثانية وما قد تحمله من إخفاقات سياسية واقتصادية.

أبرز محاور انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب والملفات الاقتصادية

واجه الرئيس الأمريكي سيلًا من الاتهامات المباشرة التي نبعت من قلب قاعدته الجماهيرية خلال الأسابيع الماضية، إذ تركزت انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب حول انشغاله المفرط بملفات السياسة الخارجية على حساب القضايا المحلية الملحة، بالإضافة إلى إخفاقه الملموس في الوفاء بتعهداته المتعلقة بخفض تكاليف المعيشة التي تثقل كاهل المواطن الأمريكي، وهو ما تزامن مع تقارب ملحوظ ومثير للجدل بينه وبين أقطاب التكنولوجيا والمليارديرات، علاوة على مقاومة إدارته للإفراج عن المزيد من الوثائق والملفات الحساسة المرتبطة بقضية جيفري إبستين، مما زاد من حدة الاحتقان الداخلي.

يمكن تلخيص أبرز نقاط الخلاف بين الرئيس وقاعدته الشعبية وفقًا للمعطيات الأخيرة في الجدول التالي الذي يوضح التباين في الأولويات:

مجال الانتقاد تفاصيل شكاوى الأنصار
الاقتصاد والمعيشة الفشل في خفض الأسعار ومعالجة التضخم المرتفع
السياسة الخارجية التركيز المفرط على الخارج وإهمال الأجندة المحلية
الشفافية والعدالة عدم الإفراج عن ملفات جيفري إبستين كاملة
التحالفات التقرب الزائد من رواد التكنولوجيا والمليارديرات

حذر العديد من الخبراء السياسيين من أن انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب قد تؤدي إلى إضعاف التحالف القوي الذي يعتمد عليه الحزب الجمهوري، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية تعرض الحزب لهزيمة قاسية في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل، خاصة مع تزايد المخاوف من عزوف شريحة واسعة من القاعدة الانتخابية عن التصويت تعبيرًا عن إحباطهم الشديد من عدم الدفاع عن أجندة الحركة بالشكل المطلوب، وهو ما يخلق حالة من الضبابية حول مستقبل التماسك الحزبي وقدرة الرئيس على حشد الدعم اللازم في الاستحقاقات القادمة.

تأثير انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب على وحدة الحزب الجمهوري

تجسدت ذروة الخلاف الداخلي في موقف النائبة الجمهورية ماغري تايلور غرين التي تُعد من أشرس المعارضين للنهج الحالي، حيث أدت انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب التي تبنتها إلى حدوث قطيعة وخصام مع الرئيس انتهى باستقالتها من الكونغرس، وقد وصفت غرين نفسها بأنها تمثل “جرس إنذار” مبكر ومؤشر حقيقي لما يحدث خلف الكواليس، مؤكدة أن ما تقوله الآن سيُردده الجميع بعد أشهر قليلة، ومشيرة بوضوح إلى أن القاعدة الشعبية تشعر بإحباط عميق قد يغير موازين القوى السياسية داخل المعسكر المحافظ بشكل جذري.

تتعدد المخاطر التي تواجه مستقبل الحزب الجمهوري في ظل هذا الانقسام الداخلي وتصاعد الشكاوى، ويمكن رصد أبرز التحديات المتوقعة فيما يلي:

  • تراجع الحماس الانتخابي واحتمالية مقاطعة صناديق الاقتراع من قبل المؤيدين التقليديين.
  • اتساع الفجوة بين القيادة السياسية في واشنطن وبين القواعد الشعبية في الولايات المختلفة.
  • تزايد الانشقاقات الداخلية واستقالة شخصيات مؤثرة كانت تعتبر من ركائز الحركة.

على الرغم من جدية انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب وخطورتها، إلا أن كبار المستشارين في البيت الأبيض يحاولون التقليل من شأنها واعتبارها جزءًا من ردود الفعل الطبيعية والمعتادة التي ترافق أي ولاية رئاسية، حيث يخطط الفريق الرئاسي لإطلاق سلسلة من التجمعات الجماهيرية شبه الأسبوعية بهدف الترويج لإنجازات الرئيس وكسر حاجز العزلة الذي تسبب فيه قلة ظهوره العلني هذا العام، في محاولة لاستعادة الزخم وتوحيد الصفوف قبل فوات الأوان.

مستقبل الدعم الشعبي في ظل انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب

حاول الرئيس في أولى محطاته الترويجية بولاية بنسلفانيا احتواء الموقف عبر السخرية من مصطلح “القدرة على تحمل التكاليف” والتقليل من مخاوف التضخم، لكنه اضطر في الوقت ذاته للاعتراف بأن الأسعار كانت مرتفعة للغاية، وهو اعتراف ضمني بوجاهة انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب الاقتصادية، وبينما يتوقع مستشاروه أن ترتفع نبرة الشكاوى مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فإنهم يراهنون على أن هذه الأصوات ستخف تدريجيًا بمجرد أن تبدأ الآثار الإيجابية للسياسات المطبقة في الظهور على أرض الواقع وتحسين حياة المواطنين.

تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة مؤشرات متباينة ومقلقة حول مدى تماسك الجبهة الداخلية، فبينما لا يزال الرئيس يحظى بدعم غالبية الحزب الجمهوري، إلا أن استمرار انتقادات قاعدة ماغا لسياسات ترامب أدى إلى انخفاض نسبة تأييده بشكل ملحوظ دون عتبة 90 بالمئة التي اعتاد عليها، وهو مؤشر رقمي يعكس بوضوح حجم التململ السائد وضرورة مراجعة الحسابات لضمان عدم تفاقم الوضع وخسارة القاعدة الصلبة التي يعتمد عليها المشروع السياسي للحركة.

Exit mobile version