خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتصدر المشهد السياسي العالمي حاليًا؛ حيث تتسارع الخطوات الدبلوماسية بين القوى العظمى وأطراف النزاع لمحاولة إيجاد صيغة توافقية توقف نزيف الدم المستمر منذ أربع سنوات تقريبًا، وهو ما يتضح جليًا من خلال سلسلة الاجتماعات المكثفة والتصريحات الأخيرة التي تشير إلى حراك دولي غير مسبوق في هذا الملف الشائك الذي بات يؤرق المجتمع الدولي بأسره.
تطورات خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتحركات الدبلوماسية
أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن ترتيبات جديدة تخدم مسار التفاوض، مؤكدًا أن الاجتماع المرتقب مع المبعوث ويتكوف من المقرر عقده غدًا في فترة ما بعد الظهر؛ وتأتي هذه الخطوة الهامة بالتزامن مع زيارة الوفد إلى الأراضي الروسية عقب جولة مفاوضات مكثفة جرت بين الوفدين الأميركي والأوكراني في ولاية فلوريدا يوم الأحد الماضي، والتي وصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها كانت مثمرة للغاية رغم تأكيده المستمر على الحاجة الماسة لبذل المزيد من الجهد والعمل الدؤوب للوصول إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف، وهو ما يعكس دقة المرحلة الحالية وحساسية الملفات المطروحة على الطاولة ضمن مساعي تفعيل خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي سياق متصل بالجهود الأوروبية الداعمة لمسار التسوية، اعتبرت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الأسبوع الحالي يحمل أهمية قصوى ومفصلية لجهود إنهاء النزاع الدائر؛ حيث تتجه الأنظار صوب العاصمة الفرنسية باريس التي تشهد استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين، وذلك في إطار تنسيق المواقف الغربية ومحاولة توحيد الرؤى قبل الدخول في مراحل حاسمة من التفاوض قد تحدد شكل الخارطة السياسية والجغرافية للمنطقة في المستقبل القريب، وتاليًا أبرز المحطات الدبلوماسية الحالية:
- عقد اجتماع روسي مع ويتكوف غدًا بعد الظهر لمناقشة المستجدات.
- إجراء مفاوضات أميركية أوكرانية في فلوريدا وصفت بالمثمرة.
- استقبال ماكرون للرئيس زيلينسكي في باريس لتنسيق الجهود الأوروبية.
موقف زيلينسكي وترامب من خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في هذه الآونة ضغوطًا عسكرية وسياسية هائلة تتزايد يومًا بعد يوم مع استمرار المعارك على الأرض وتغير المعادلات السياسية الدولية، خاصة في ظل التحركات الأخيرة التي تسعى لفرض واقع جديد قد لا يتطابق بالكامل مع الطموحات الأوكرانية المعلنة سابقًا؛ وتأتي هذه التحديات المتزايدة في الوقت الذي يعبّر فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن تفاؤله الملحوظ وإيمانه بإمكانية التوصل إلى حل جذري وسريع للصراع الذي أشعلته روسيا واستمر لسنوات، حيث يرى ترامب أن الظروف الحالية مواتية أكثر من أي وقت مضى للدفع نحو تسوية شاملة تنهي حالة الحرب وتعيد الاستقرار وفقًا لرؤيته الخاصة بملف خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتشير التحليلات إلى أن هذا التفاؤل الأميركي يستند إلى قنوات اتصال خلفية وتفاهمات مبدئية قد تكون تبلورت خلال الفترة الماضية؛ إلا أن العقبة الرئيسية تكمن في مدى قدرة الأطراف على تقديم تنازلات مؤلمة، وهو ما يضع القيادة الأوكرانية في موقف لا تحسد عليه بين مطرقة الضغط العسكري الروسي وسندان الرغبة الغربية المتنامية في طي صفحة هذا النزاع المكلف، مما يجعل الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير هذه المبادرات ومدى قابليتها للتطبيق على أرض الواقع بعيدًا عن التصريحات الدبلوماسية المتفائلة التي يطلقها القادة.
الوثيقة الروسية المسربة ضمن خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
أثارت تفاصيل المبادرة التي تدعمها الولايات المتحدة جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بعد تداول تقارير وأخبار تفيد بأن خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا مستمدة في جوهرها من وثيقة روسية رسمية؛ وقد كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن الجانب الروسي قام بإرسال هذه الوثيقة التي تتضمن شروط موسكو التفصيلية لإنهاء العمليات العسكرية إلى كبار المسؤولين في الفريق الانتقالي الأميركي وإدارة ترامب في منتصف شهر أكتوبر الماضي، وجاء ذلك عقب اجتماع هام جمع بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، مما يثير تساؤلات مشروعة حول طبيعة التنسيق الروسي الأميركي المبكر.
وتضمنت هذه الوثيقة غير الرسمية مجموعة من المقترحات الجريئة التي كانت الحكومة الروسية قد طرحتها سابقًا على طاولة التفاوض في مناسبات عدة؛ ومن أبرز النقاط الخلافية التي احتوتها الوثيقة مطالبة كييف بتقديم تنازلات كانت قد رفضتها أوكرانيا بشكل قاطع في الماضي، مثل الموافقة على التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها في شرق البلاد لصالح روسيا، وهو الشرط الذي يعتبر حجر العثرة الأكبر أمام قبول أوكرانيا بمسودة خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشكلها الحالي، حيث يرى الجانب الأوكراني في ذلك مساسًا بسيادته الوطنية ووحدة أراضيه المعترف بها دوليًا، والجدول التالي يوضح تفاصيل الوثيقة المسربة:
| عنصر الوثيقة | التفاصيل والمضمون |
|---|---|
| توقيت الإرسال | منتصف أكتوبر الماضي بعد لقاء واشنطن |
| أبرز الشروط | التخلي عن مساحات واسعة شرق أوكرانيا |
تظل الأنظار معلقة بما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة من نتائج ملموسة لهذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة والمكوكية بين العواصم الكبرى، خاصة وأن نجاح أو فشل خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا سيعتمد بشكل أساسي على مدى مرونة الأطراف المتنازعة وقدرتها على استيعاب المتغيرات الدولية الجديدة، بالإضافة إلى مدى جدية الضمانات المقدمة لتنفيذ أي اتفاق محتمل ينهي معاناة الملايين ويوقف آلة الحرب التي استنزفت الموارد والبشر.
