شهدت مواجهة الأهلي والقادسية الملحمية في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين تحولات دراماتيكية حبست الأنفاس حيث نجح “الراقي” في انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد ماراثون كروي طويل انتهت فصوله الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لمثلها قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لأصحاب الأرض بنتيجة خمسة مقابل أربعة؛ ليكشف المدرب الألماني ماتياس يايسله واللاعبون عن الأسرار الخفية التي قادت لهذا السيناريو المجنون والعودة التاريخية في النتيجة.
يايسله يكشف كواليس مواجهة الأهلي والقادسية
تحدث المدير الفني الألماني ماتياس يايسله بوضوح تام عن التحديات الجسيمة التي واجهت فريقه خلال الشوط الأول من مواجهة الأهلي والقادسية حيث كان الفريق متأخرًا في النتيجة بفارق هدفين وبدا اللاعبون في حالة بدنية صعبة نتيجة الإرهاق المتراكم؛ وهو ما انعكس سلبًا على الأداء الفني داخل الملعب وأدى إلى عدم تطبيق التعليمات بالشكل الأمثل مما جعل موقف الفريق معقدًا للغاية قبل الاستراحة، إلا أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب في النصف الثاني بفضل العزيمة والإصرار على تعديل الصورة الباهتة.
وأشار يايسله إلى أن نقطة التحول الحقيقية التي غيرت مسار مواجهة الأهلي والقادسية كانت الروح القتالية العالية التي أظهرها اللاعبون بدعم لا محدود من الجماهير العريضة التي لم تتوقف عن المساندة لحظة واحدة؛ ورغم اعترافه بوجود بعض الأخطاء التكتيكية من بعض العناصر إلا أنه رفض مبدأ اللوم الفردي مؤكدًا أن الفريق منظومة واحدة تفوز وتخسر معًا وأن الطريقة التي لعبوا بها في الشوط الثاني أثمرت عن فرص عديدة وأهداف، بعضها اُحتسب وبعضها أُلغي بداعي التسلل، ليخرج الفريق في النهاية بالمكسب الأهم وهو التأهل.
تصريحات ميندي عن روح مواجهة الأهلي والقادسية
أكد الحارس السنغالي إدوارد ميندي في تصريحاته أن السر الكامن وراء العودة القوية في مواجهة الأهلي والقادسية هو “الروح” والشخصية التي يمتلكها الفريق خاصة عند اللعب في معقله وبين أنصاره؛ موضحًا أن هذا السيناريو المثير ليس وليد الصدفة بل تكرر في مناسبات سابقة أثبت فيها الأهلي قدرته على العودة من بعيد مهما كانت النتيجة، حيث استشهد الحارس المخضرم بمباراتين سابقتين أظهر فيهما الفريق نفس الجلد والصبر قبل الانقضاض على الخصم وتعديل الكفة لصالحه.
وفي سياق حديثه عن ذكريات الريمونتادا المشابهة لسيناريو مواجهة الأهلي والقادسية، استعرض ميندي المحطات التي شكلت شخصية الفريق الحالية والتي جعلت الإيمان بالعودة راسخًا لدى جميع اللاعبين:
- العودة التاريخية أمام الهلال في الجولة الثالثة من الدوري بعد التأخر بثلاثية نظيفة لتنتهي المباراة بالتعادل 3-3
- قلب الطاولة على فريق ناساف كارشي الأوزبكي في دوري أبطال آسيا وتحويل التأخر بهدفين إلى فوز عريض برباعية
وأضاف ميندي تفاصيل ما دار داخل غرف الملابس بين شوطي مواجهة الأهلي والقادسية حيث تعاهد اللاعبون وتحدثوا “كرجل واحد” عن ضرورة التحرك للأمام والهجوم بشراسة لإنقاذ الموسم؛ مشددًا على أنه لم يفقد يقينه لحظة واحدة في قدرة زملائه على تسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف لامتلاكهم الجودة العالية، وهو ما ترجموه فعليًا على أرض الملعب مستفيدين من الأجواء الجنونية التي صنعتها الجماهير والتي جعلت المهمة مستحيلة على المنافس وأجبرت الفريق على رد الجميل بهذا الانتصار الغالي.
غضب مدرب الخصم بعد مواجهة الأهلي والقادسية
على الجانب الآخر سادت حالة من التوتر تصريحات المدرب الإسباني ميتشيل عقب نهاية مواجهة الأهلي والقادسية؛ وذلك بعد أن وجه له أحد الصحفيين سؤالًا حول أسباب تراجع فريقه وفشله في قراءة الخصم خلال الشوط الثاني، حيث انفجر المدرب غضبًا معتبرًا السؤال مجرد رأي شخصي لا يمت للواقع بصلة، ومدافعًا في الوقت ذاته عن أداء لاعبيه الذين قدموا شوطًا أول مثاليًا قبل أن تصطدم طموحاتهم بجودة المنافس العالية وردة فعله القوية.
| إحصائية المباراة | التفاصيل |
|---|---|
| نتيجة الشوط الأول | تأخر الأهلي 1-3 |
| النتيجة النهائية | التعادل 3-3 (فوز الأهلي 5-4 بركلات الترجيح) |
واختتم ميتشيل حديثه بالاعتراف بأن فريقه ساهم في عودة الخصم لأجواء مواجهة الأهلي والقادسية بسبب التراخي وقلة الجدية في بداية الشوط الثاني وارتكاب العديد من الأخطاء التي استغلها صاحب الأرض ببراعة؛ ورغم المرارة أشاد المدرب بالمستوى العام للمباراة التي كانت ممتعة وقوية، مؤكدًا أن ركلات الترجيح هي تفاصيل صغيرة حسمت الفارق في النهاية لصالح الأهلي.
