إطلاق نار جامعة براون: الشرطة تكثف عمليات البحث عن الجاني والتحقيقات تحاول فك طلاسم الهجوم

إطلاق نار جامعة براون: الشرطة تكثف عمليات البحث عن الجاني والتحقيقات تحاول فك طلاسم الهجوم

حادثة إطلاق النار في بروفيدنس تصدرت المشهد الأمني ومحركات البحث مؤخراً بعد أن نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي صوراً دقيقة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر فرق الأدلة الجنائية واختصاصيي المختبرات وهم يجرون مسحاً شاملاً خارج الحرم الجامعي، وتأتي هذه التحركات المكثفة في أعقاب الهجوم الذي وقع يوم السبت حينما اقتحم رجل مسلح ببندقية مبنى تجري فيه الامتحانات مما أثار الذعر قبل فراره، وتسعى السلطات جاهدة لفك طلاسم هذه الجريمة عبر تحليل كافة الأدلة المتاحة للوصول إلى الجاني الذي لا يزال طليقاً.

تطورات البحث والتحقيق في حادثة إطلاق النار في بروفيدنس

كشفت السلطات الأمنية عن تفاصيل جديدة ومهمة تتعلق بمسار التحقيقات الجارية حيث عرض مسؤولو المدينة تسجيلاً مصوراً حديثاً يرصد تحركات المشتبه به أثناء سيره في مناطق سكنية، وقد أكد قائد شرطة بروفيدنس أوسكار بيريز على أهمية هذا المقطع المحسّن داعياً الجمهور إلى التركيز الشديد على لغة الجسد ووضعية المشي التي قد تكون مفتاحاً حاسماً في تحديد هوية هذا الشخص، ولم يكتفِ بيريز بذلك بل جدد مناشدته للسكان المحليين ممن يمتلكون كاميرات مراقبة في منازلهم أو مركباتهم بضرورة مراجعة التسجيلات وتقديم أي لقطات قد تفيد الشرطة، وفي سياق متصل أشار المحققون إلى تلقيهم ما يقرب من 200 بلاغ يتم التعامل معها بجدية للتحقق من صحتها، وعلى الرغم من اعتقال رجل في بداية الأمر إلا أن السلطات سرعان ما أطلقت سراحه بعد التأكد من عدم صلته بالعملية، وتأكيداً على خطورة الموقف فقد صنف مكتب التحقيقات الفيدرالي المشتبه به بأنه “مسلح وخطير” معلناً عن مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليه، ويمكن تلخيص أبرز إجراءات التحقيق والمكافآت المرصودة في الجدول التالي:

الجهة المعنية الإجراء أو التفاصيل المعلنة
مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) رصد مكافأة قدرها 50 ألف دولار للقبض على المشتبه به
شرطة بروفيدنس تحليل تسجيلات الكاميرات وتلقي 200 بلاغ من السكان

تستمر الجهود الأمنية بلا هوادة لغلق ملف حادثة إطلاق النار في بروفيدنس وضمان العدالة للضحايا، حيث تعمل فرق الاستجابة للأدلة ليل نهار في محيط الجامعة والمناطق السكنية المجاورة لجمع أي خيط قد يوصلهم للجاني، ويأتي هذا الاستنفار الأمني وسط حالة من الترقب والقلق التي تسود المجتمع المحلي والجامعي على حد سواء، خاصة وأن الجاني استخدم بندقية واقتحم مكاناً آمراً بالهدوء مثل قاعات الامتحانات، وهو ما يعكس جرأة وخطورة تستدعي تكاتف الجميع مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي تحركات مريبة قد تساهم في حل القضية.

تداعيات حادثة إطلاق النار في بروفيدنس على الجامعة والضحايا

ألقت هذه المأساة بظلالها القاتمة على المجتمع الأكاديمي حيث دعت جامعة براون طلابها الذين تواجدوا في محيط المكان يوم السبت للاستعداد للخضوع لاستجوابات الشرطة كجزء من مسار التحقيق، وقد خيم الحزن العميق على الجامعة بعد الكشف عن هوية الطالبين اللذين لقيا حتفهما في هذا الهجوم الغادر، وهما شابان كانا في مقتبل العمر ويحملان طموحات أكاديمية كبيرة قبل أن تسرق رصاصات الغدر حياتهما، وتفاصيل الضحايا هي كما يلي:

  • إيلا كوك: كانت تشغل منصب نائبة رئيس الرابطة الجمهورية في جامعة براون وهي طالبة نشطة في مجتمعها الجامعي.
  • محمد عزيز أومورزوكوف: طالب من أوزبكستان كان يتخصص في مجال دقيق وصعب وهو جراحة الأعصاب ويسعى لبناء مستقبل طبي واعد.

فقدان هؤلاء الطلاب لم يكن مجرد رقم في سجلات الوفيات بل هو خسارة فادحة لمستقبل واعد كان ينتظرهم، حيث تسبب نبأ مقتل إيلا ومحمد عزيز بصدمة كبيرة لزملائهم وأساتذتهم الذين عبروا عن حزنهم العميق، وتؤكد إدارة الجامعة تعاونها الكامل مع السلطات الأمنية لكشف ملابسات حادثة إطلاق النار في بروفيدنس التي حرمت هؤلاء الشباب من أحلامهم، وفي الوقت ذاته تسعى الجامعة لتقديم الدعم النفسي للطلاب الناجين والشهود الذين عاشوا لحظات الرعب أثناء الهجوم، لضمان تجاوز هذه المحنة بأقل الأضرار النفسية الممكنة واستعادة الشعور بالأمان داخل الحرم الجامعي الذي كان يفترض أن يكون ملاذاً للعلم والمعرفة لا ساحة للعنف.

السياق العام للعنف المسلح وارتباطه بحادثة إطلاق النار في بروفيدنس

لا يمكن فصل ما جرى عن الواقع العام الذي تعيشه الولايات المتحدة فيما يخص العنف المسلح، حيث يُعد هذا الهجوم الأحدث ضمن سلسلة طويلة ومؤلمة من الاعتداءات التي استهدفت المدارس والجامعات، ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه المحاولات التشريعية لتقييد اقتناء الأسلحة النارية عوائق سياسية جمة تحول دون إقرار قوانين صارمة، وتشير البيانات الصادرة عن “أرشيف عنف الأسلحة النارية” إلى أرقام مفزعة تعكس حجم الكارثة، حيث شهدت البلاد هذا العام وحده أكثر من 300 حادث إطلاق نار جماعي بما في ذلك هذه الواقعة الأخيرة، وتُعرف هذه الحوادث بأنها تلك التي يتم فيها استخدام سلاح ناري وتؤدي لإصابة أربعة أشخاص أو أكثر، وهو تعريف يضع حادثة إطلاق النار في بروفيدنس ضمن قائمة طويلة من المآسي المتكررة.

الوضع يزداد تعقيداً في ظل حقيقة أن عدد الأسلحة في الولايات المتحدة يفوق عدد السكان، وهو ما يجعل السيطرة على مثل هذه الحوادث تحدياً أمنياً واجتماعياً هائلاً، وتبقى حادثة إطلاق النار في بروفيدنس تذكيراً صارخاً بضرورة إيجاد حلول جذرية تحمي المؤسسات التعليمية من هذا الخطر الداهم الذي يهدد حياة الطلاب ومستقبلهم.

Exit mobile version