مشعوذة تسلب نساء ثريات في ألمانيا والنمسا مقتنياتهن بزعم “تطهير المجوهرات من اللعنة”

مشعوذة تسلب نساء ثريات في ألمانيا والنمسا مقتنياتهن بزعم “تطهير المجوهرات من اللعنة”

ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الأوروبية بقضية احتيال معقدة، استغلت بمهارة مخاوف النساء الثريات بمعاونة ابنتها الشابة آنا البالغة من العمر تسعة عشر عامًا، حيث نسجت السيدتان خيوط مؤامرة دقيقة في شوارع مدينتي ميونيخ الألمانية وفيينا النمساوية، لتقنعا الضحايا بضرورة التخلي عن مجوهراتهن الثمينة بدعوى أنها ملعونة وتجلب النحس، مروجتين لقصص خيالية عن طقوس خاصة لطرد الأرواح مقابل مبالغ طائلة.

استراتيجيات الرعب النفسي لدى ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية

لم يكن الأمر مجرد سرقة عابرة بل عملية ممنهجة اعتمدت على التلاعب بالمشاعر، إذ كشفت تحقيقات الادعاء العام تفاصيل مروعة حول الأسلوب الذي اتبعته ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية وابنتها لترهيب الضحايا نفسيًا، حيث عمدتا إلى رسم سيناريوهات سوداوية ومفزعة تتضمن رؤى مزعومة لأقارب الضحايا وهم يعانون من أمراض خطيرة ومميتة أو يتعرضون لحوادث مأساوية تنهي حياتهم بشكل مؤلم، ولم تترك المحتالتان مجالًا للشك لدى النساء المستهدفات؛ بل زعمتا بكل ثقة أن هذه المصائر المحتومة لا يمكن منعها أو تغيير مسارها إلا من خلال تدخل فوري عبر طقوس شامانية حصرية وسرية للغاية لا يمتلك القدرة على تنفيذها أحد سواهما، مما جعل الضحايا يرضخن لهذه الضغوط الهائلة ويسلمن ممتلكاتهن طواعية خوفًا على حياة أحبائهن، وهو ما أكده موقع “أوديتي سنترال” المتخصص في غرائب الأخبار.

جرائم ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية والاستيلاء على الملايين

بمجرد الحصول على الغنيمة المتمثلة في المجوهرات والأموال النقدية اللازمة لتنفيذ الطقوس الوهمية، كانت ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية وشريكتها تقطعان كافة وسائل الاتصال بالضحايا وتختفيان عن الأنظار تمامًا لتتركهن في حالة من الصدمة والذهول، ووفقًا لما ورد في وثائق الادعاء الرسمية في النمسا، فقد نجح الثنائي الإجرامي في الإيقاع بما لا يقل عن تسع عشرة ضحية موزعة بين ألمانيا والنمسا على مدار فترة زمنية طويلة امتدت لعشر سنوات كاملة، وتشير التقارير التي نشرتها صحيفة تليجراف إلى مآسي حقيقية خلفها هذا الاحتيال، والجدول التالي يوضح عينة من المبالغ الضخمة التي دفعتها بعض الضحايا تحت تأثير الخداع والأمل الزائف:

حالة الضحية والدافع للدفع المبلغ المدفوع (بالدولار الأمريكي)
سيدة اقتنعت بأن مجوهراتها مسكونة بأرواح شريرة 673,734 دولار
سيدة دفعت أملًا في الشفاء من مرض السرطان 65,762 دولار

تراكمت الثروات غير المشروعة في خزائن ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية وعائلتها، حيث تقدر السلطات المختصة أن إجمالي المبالغ التي تم الاستيلاء عليها من الضحايا المخدوعين يتجاوز حاجز الأحد عشر مليون دولار أمريكي، وهو رقم يعكس حجم الكارثة المالية والنفسية التي حلت بالنساء اللواتي وثقن في وعود الخلاص الكاذبة، وقد استغلت المحتالة حاجة البعض للشفاء من أمراض عضال كالسرطان لابتزازهن حتى اللحظات الأخيرة من حياتهن، مما أضفى طابعًا لا إنسانيًا بالغ القسوة على هذه الجرائم المتسلسلة التي استمرت لعقد من الزمان دون رادع.

نهاية إمبراطورية ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية والمداهمات الأمنية

بعد اكتمال جمع الأدلة ورصد التحركات المريبة، شنت الشرطة النمساوية حملة مداهمة واسعة النطاق استهدفت مقر إقامة ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية الفاخر في العاصمة فيينا، وأسفرت العملية الأمنية عن إلقاء القبض على ابنتها آنا وزوج ماريانا البالغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، بالإضافة إلى ابنها البالغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، في حين تمكنت الرأس المدبرة ماريانا من الفرار قبل وصول القوات وما زالت هاربة من وجه العدالة حتى الآن، وخلال التفتيش الدقيق للمنزل، عثرت الشرطة على كميات مذهلة من المقتنيات الثمينة التي تعكس نمط الحياة الباذخ الذي عاشته العائلة، وتضمنت القائمة التالية أبرز ما تم ضبطه:

  • خمسة وعشرون كيلوجرامًا من سبائك الذهب الخالص المكدسة
  • تشكيلة فاخرة من الساعات باهظة الثمن وخواتم الزواج النادرة
  • حزم ضخمة من الأموال النقدية بالعملات السويسرية والأمريكية
  • أسطول سيارات يضم أربع عشرة سيارة فارهة من طرازات عالمية

رغم حجم الثروة الهائل والتقديرات التي تشير إلى سرقة ملايين الدولارات، قضت المحكمة بإلزام المتهمين بدفع مبلغ يزيد قليلًا عن مليوني دولار فقط كتعويض، ويعود هذا الحكم المخفف ماليًا مقارنة بحجم النهب إلى عجز الادعاء العام عن إثبات أن جميع الأموال والممتلكات المضبوطة لدى ماريانا ميخائيلوفيتش مدعية الشامانية قد تم الحصول عليها بطرق احتيالية بحتة.

Exit mobile version