أدوات تصفيف الشعر وتآكل الكيراتين.. علامات “التلف الصامت” التي تسبق جفاف وتقصف الأطراف

أدوات تصفيف الشعر وتآكل الكيراتين.. علامات “التلف الصامت” التي تسبق جفاف وتقصف الأطراف

أضرار تصفيف الشعر بالحرارة تعتبر من أكثر المشكلات شيوعًا التي تواجه الفتيات اللواتي يسعين للحصول على مظهر شعر ناعم ومثالي في وقت قياسي، ففي حين أن أدوات الفرد والتجفيف تمنح نتائج فورية جذابة إلا أن الاستخدام المتكرر وغير الواعي لها قد يدمر صحة الشعر على المدى الطويل، مما يحول حلم الجمال إلى كابوس من التقصف والجفاف وفقدان الحيوية، حيث تؤثر الحرارة العالية بشكل مباشر على بنية الشعرة الداخلية والخارجية وتفقدها مكوناتها الأساسية التي تمنحها القوة واللمعان.

يستند فهمنا العميق لمخاطر التصفيف الحراري إلى تقارير طبية موثوقة، حيث أوضحت الدكتورة أديثي جين استشارية الأمراض الجلدية أن التعرض المستمر لدرجات الحرارة المرتفعة يلحق أذىً جسيمًا بجذور الشعر وبنيته المعقدة، فالشعر يتكون بصفة أساسية من طبقة خارجية واقية تُعرف بالبشرة وبنية داخلية تُسمى القشرة، وعند توجيه أدوات التصفيف الساخنة نحو الشعر تتأثر هاتان الطبقتان بشكل مباشر وفوري، مما يؤدي بمرور الوقت إلى نتائج كارثية قد تصل إلى حد التساقط وفقدان الشعر لمرونته الطبيعية بشكل نهائي إذا لم يتم تدارك الأمر واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة.

تأثير الحرارة على الكيراتين وكيفية حدوث أضرار تصفيف الشعر بالحرارة

تكمن الخطورة الحقيقية وراء أضرار تصفيف الشعر بالحرارة في العملية الكيميائية والفيزيائية التي تحدث داخل الشعرة نفسها عند تعرضها للسخونة الشديدة، حيث تؤدي الحرارة الزائدة التي تتجاوز 200 درجة مئوية إلى تحلل روابط الكيراتين وهو البروتين الأساسي المكون للشعر، مما يتسبب في تدهور التركيب الداخلي للخصلات ويجعلها هشة وضعيفة للغاية، كما تعمل الحرارة على تبخير الرطوبة الطبيعية المخزنة داخل كل شعرة بسرعة كبيرة، وعندما يفقد الشعر مخزونه المائي والترطيب الداخلي فإنه يفقد مرونته ويصبح عرضة للتكسر عند أقل احتكاك أو شد.

علاوة على ذلك، فإن الطبقة الخارجية للشعر التي تعمل كدرع حماية طبيعي تتأثر بشدة، فإذا تعرضت للحرارة باستمرار فإن حراشف هذه الطبقة ترفع أو تتشقق، مما يؤدي إلى مظهر باهت وتجعد مزمن وتقصف شديد في الأطراف، وتزداد حدة أضرار تصفيف الشعر بالحرارة إذا كان الشعر مصبوغًا أو معالجًا بمواد كيميائية مثل الفرد أو التبييض، لأن الشعر في هذه الحالة يكون أضعف بنيويًا، وإضافة عامل الحرارة العالية يسرع من وتيرة التلف ويزيد من هشاشة الشعر بشكل مضاعف مقارنة بالشعر الطبيعي غير المعالج.

علامات تحذيرية تكشف عن أضرار تصفيف الشعر بالحرارة

من الضروري الانتباه إلى المؤشرات المبكرة التي يرسلها شعرك لتنبيهك بوقوع أضرار تصفيف الشعر بالحرارة قبل تفاقم المشكلة، حيث ذكرت استشارية الأمراض الجلدية مجموعة من العلامات التي تستوجب التوقف الفوري ومراجعة روتين العناية، فإذا لاحظتِ أن ملمس شعرك تحول ليصبح خشنًا وجافًا بشكل لافت أو أن النهايات تتقصف باستمرار رغم قصها بانتظام، فهذا دليل قاطع على أن أدوات التصفيف تسبب ضررًا يفوق نفعها الجمالي، ويمكن تلخيص أبرز العلامات التي تدل على معاناة شعرك من الإجهاد الحراري في النقاط التالية:

  • زيادة تكسر الشعر وتساقطه بشكل ملحوظ عند محاولة تمشيطه أو تصفيفه.
  • تمدد الشعرة عند تعرضها للماء أو البلل وفقدانها لخاصية الارتداد المرن الطبيعية.
  • ظهور تجعد مفرط ومستمر في الشعر حتى بعد الانتهاء من عملية التصفيف الحراري.
  • بهتان لون الشعر وفقدانه للمعان الطبيعي وتحوله إلى مظهر شبيه بالقش.

نصائح الخبراء للوقاية والحد من أضرار تصفيف الشعر بالحرارة

لتقليل أضرار تصفيف الشعر بالحرارة والحفاظ على صحة الخصلات، ينصح أطباء الجلدية باتباع بروتوكول حماية صارم يبدأ باستخدام واقي الحرارة الذي يعمل كحاجز وقائي يقلل من فقدان الرطوبة، ويجب الالتزام بقاعدة “80%” التي تنص على عدم تعريض الشعر المبلل تمامًا للحرارة لأن ذلك يسبب تورمًا داخليًا وتلفًا عميقًا، بل يجب تجفيفه بالمنشفة أو الهواء حتى يجف بنسبة ثمانين بالمائة قبل استخدام المكواة أو المجفف، كما يعد التحكم في درجة حرارة الأداة أمرًا حاسمًا ويجب ضبطها وفقًا لنوع الشعر وطبيعته كما هو موضح في الجدول أدناه لتجنب الحرق والتلف:

نوع وحالة الشعر درجة الحرارة الموصى بها (درجة مئوية)
الشعر الناعم أو المعالج كيميائيًا 120 إلى 150 درجة
الشعر العادي والطبيعي 150 إلى 180 درجة
الشعر الكثيف والخشن 180 إلى 200 درجة (كحد أقصى)

تتطلب السيطرة على أضرار تصفيف الشعر بالحرارة أيضًا تغييرًا في نمط العناية اليومي، حيث يُنصح بتقليل عدد مرات التصفيف لتقتصر على مرة أو مرتين أسبوعيًا لمنح الشعر فرصة للراحة والاستشفاء الذاتي، ومن المهم للغاية تحضير الشعر وإصلاحه باتباع روتين مغذٍ يعتمد على استخدام شامبو وبلسم مرطبين بعمق، وتطبيق قناع أسبوعي لترميم التلف، بالإضافة إلى الاستثمار في سيروم علاجي يترك على الشعر ويحتوي على مكونات فعالة مثل زيت الأرجان أو زبدة الشيا أو النياسيناميد والببتيدات، لتعزيز قوة الشعر وزيادة مقاومته للعوامل الخارجية.

الالتزام بهذه التوجيهات يضمن لكِ الاستمتاع بتصفيفات شعر جذابة دون دفع ضريبة باهظة من صحة شعرك وجماله الطبيعي، فالوعي بكيفية التعامل مع الأدوات الحرارية واختيار المنتجات المناسبة هو المفتاح الحقيقي لتجنب أضرار تصفيف الشعر بالحرارة وضمان بقاء شعرك قويًا ولامعًا لسنوات طويلة، فالعناية الوقائية المستمرة هي الاستثمار الأفضل لجمالك وثقتك بنفسك.

Exit mobile version