تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب بعدما تمكن من حسم مواجهة كروية ماراثونية وشاقة جمعته بنظيره المنتخب الفلسطيني، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية التي ابتسمت في النهاية للصقور الخضر بنتيجة هدفين مقابل هدف، ليعبر الأخضر السعودي عقبة صعبة في طريقه نحو المنافسة على اللقب العربي في مباراة شهدت ندية كبيرة وأحداثاً تحكيمية مثيرة وتدخلات لتقنية الفيديو حسمت مصير اللقاء الذي أداره الحكم المصري أمين عمر بكفاءة عالية.
تفاصيل تشكيلة الفريقين في ليلة تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب
دخل المدرب الفرنسي هيرفي رينار هذه المواجهة المصيرية وهو يضع نصب عينيه ضرورة تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب عبر الاعتماد على القوة الضاربة وتشكيلته الأساسية المعتادة، وذلك بعدما فضل إراحة مجموعة من العناصر الأساسية في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أمام المنتخب المغربي لضمان جاهزيتهم البدنية للأدوار الإقصائية، وفي المقابل دخل المنتخب الفلسطيني المباراة بتشكيل متوازن حيث دفع المدرب بالثنائي حامد حمدان وعدي الدباغ في التشكيلة الأساسية لتهديد الدفاعات السعودية منذ البداية، بينما احتفظ باللاعب خالد النبريص كورقة رابحة على مقاعد البدلاء لاستخدامها حسب مجريات اللعب، وقد اتسمت الدقائق الأولى من المباراة بالهدوء والحذر الشديد من كلا الطرفين خوفاً من استقبال هدف مبكر يربك الحسابات، وشهدت الدقيقة السادسة والعشرون أولى المنعطفات عندما تحصل اللاعب الفلسطيني حامد حمدان على بطاقة صفراء ستجبره على الغياب عن المباراة المقبلة بسبب تراكم البطاقات، ولم يكتف حمدان بذلك بل كان له دور دفاعي بارز عندما أنقذ مرماه في الدقيقة الثانية والأربعين بلمسة فنية رائعة حرمت المهاجم السعودي فراس البريكان من تسجيل هدف محقق كاد أن ينهي الشوط الأول بتقدم الأخضر، لينتهي النصف الأول من المباراة بنتيجة سلبية وأداء تكتيكي عالٍ من الجانبين.
فيما يلي أبرز البيانات الرقمية الخاصة بالمباراة والملعب والطاقم التحكيمي الذي أدار اللقاء:
| الفريق الفائز | النتيجة النهائية | الفريق الخاسر | حكم الساحة |
|---|---|---|---|
| منتخب السعودية | 2 – 1 | منتخب فلسطين | أمين عمر (مصر) |
سيناريو الأهداف والقرارات التحكيمية التي رافقت تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب
ارتفع نسق المباراة بشكل ملحوظ في الشوط الثاني حيث سعى كل طرف لانتزاع بطاقة العبور، وفي الدقيقة الخامسة والخمسين نجح النجم سالم الدوسري في الحصول على ركلة جزاء مستحقة بعد تعرضه لعرقلة واضحة من المدافع الفلسطيني محمد صالح، لينبري لها المتخصص فراس البريكان ويضعها ببراعة داخل الشباك عند الدقيقة الثامنة والخمسين معلناً تقدم الأخضر واقتراب حلم تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب خطوة للأمام، إلا أن الرد الفلسطيني لم يتأخر كثيراً حيث تمكن المهاجم الخطير عدي الدباغ من إدراك التعادل في الدقيقة الخامسة والستين بعد استلام رائع للكرة وتسديدة يسارية متقنة سكنت الزاوية اليسرى للحارس السعودي من داخل منطقة الجزاء، واشتعلت المباراة في دقائقها الأخيرة عندما سجل محمد كنو هدفاً في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل، وتواصلت الإثارة عندما احتسب الحكم أمين عمر ركلة جزاء ثانية للسعودية في الدقيقة الخامسة والتسعين لوجود لمسة يد على محمد صالح، ولكن بعد العودة لتقنية الفيديو تم إلغاء القرار لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل هدف لهدف ويلجأ الفريقان للأشواط الإضافية الحاسمة.
أهم المحطات التهديفية والتحكيمية في المباراة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- هدف السعودية الأول: فراس البريكان (د 58 – ركلة جزاء).
- هدف التعادل لفلسطين: عدي الدباغ (د 65).
- هدف السعودية الثاني (الحاسم): محمد كنو (د 115).
- حالات الفيديو: إلغاء ركلة جزاء للسعودية في الوقت بدل الضائع.
- الطاقم المساعد: محمود أبو الرجال وأحمد توفيق طلب.
هيمنة تاريخية رافقت تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب بعد التمديد
شهدت الأشواط الإضافية رغبة واضحة من الجانب السعودي لحسم الأمور وتجنب ركلات الترجيح، وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة المائة وخمسة عشر عندما ارتقى محمد كنو لعرضية متقنة من سالم الدوسري وحولها برأسه إلى داخل الشباك مسجلاً هدف التقدم الغالي الذي ضمن تأهل منتخب السعودية إلى نصف نهائي كأس العرب رسمياً، ورغم المحاولات الفلسطينية للعودة حيث أهدر عدي الدباغ فرصة محققة في الدقيقة المائة وتسعة عشر إلا أن راية التسلل كانت بالمرصاد لتنتهي المباراة بفوز سعودي مستحق، وبهذا الفوز عزز المنتخب السعودي سجله التاريخي الناصع أمام فلسطين حيث لم يتذوق طعم الخسارة في عشر مواجهات مباشرة جمعت بينهما، محققاً ستة انتصارات وأربعة تعادلات، مما يؤكد التفوق التاريخي للأخضر في هذه المواجهات، وينتظر المنتخب السعودي الآن الفائز من المواجهة المرتقبة بين منتخبي الأردن والعراق لتحديد طرفي نصف النهائي، في حين ودع المنتخب الفلسطيني البطولة برأس مرفوعة بعد أداء بطولي ومنافسة شرسة امتدت لمائة وعشرين دقيقة، ليعود الأخضر لمواصلة مشواره بحثاً عن اللقب العربي مستفيداً من الروح المعنوية العالية التي اكتسبها بعد هذا الفوز الماراثوني والصعب.