
مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام يمثل خطوة استراتيجية كبرى في مسار تعزيز الاقتصاد الأخضر داخل مصر؛ حيث شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء مراسم توقيع عقد الشراكة مع شركة المانع القابضة القطرية لتأسيس شركة “ساف فلاي ليمتد” بمنطقة السخنة المتكاملة، ويأتي هذا الاتفاق بهدف توطين تكنولوجيا الوقود النظيف وتعظيم الاستفادة من موقع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز عالمي للطاقة.
تفاصيل الشراكة في مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام
يكتسب هذا الحدث أهمية خاصة كونه يمثل باكورة الاستثمارات الصناعية القطرية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ إذ تم رصد ميزانية ضخمة لتنفيذ مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام تقدر بنحو 200 مليون دولار أمريكي وهو ما يوازي قرابة 9.6 مليار جنيه مصري، ويتم تنفيذ المشروع الطموح على مساحة أرض إجمالية تبلغ 100 ألف متر مربع في موقع استراتيجي بمنطقة السخنة المتكاملة، وقد تم تخطيط هذه المساحة بعناية فائقة لضمان انسيابية العمليات التشغيلية والتصديرية، ويعتمد المصنع في تقنياته على أحدث النظم العالمية لتحويل المخلفات إلى طاقة نظيفة تدعم خطط التنمية المستدامة.
تم تقسيم المساحات المخصصة لخدمة مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام بشكل هندسي دقيق يربط بين المناطق الصناعية والموانئ البحرية؛ حيث يهدف هذا التقسيم إلى تسهيل حركة تداول المواد الخام والمنتجات النهائية بين المصنع وميناء السخنة لضمان سرعة الشحن والتصدير للأسواق العالمية، ويوضح الجدول التالي التوزيع الجغرافي للمساحات التي سيقام عليها المشروع لضمان تحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية واللوجستية:
| المنطقة المخصصة | المساحة بالمتر المربع |
|---|---|
| المنطقة الصناعية (موقع المصنع) | 70,000 م2 |
| ميناء السخنة (الخدمات اللوجستية) | 30,000 م2 |
المنتجات المستهدفة من مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام
ترتكز العملية الإنتاجية داخل المصنع الجديد على تكنولوجيا متطورة تعتمد بشكل كلي على تكرير زيوت الطعام المستعملة وتحويلها إلى منتجات طاقة عالية القيمة؛ حيث تستهدف الخطة التشغيلية للمصنع الوصول إلى طاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 200 ألف طن من الوقود الأخضر ومشتقاته، ويعد مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام نموذجاً مثالياً للاقتصاد الدائري الذي يعيد استخدام الموارد للحفاظ على البيئة، وتتنوع سلة المنتجات التي سيطرحها المشروع لتشمل عدة أنواع من الوقود الحيوي الذي يشهد طلباً متزايداً في الأسواق الأوروبية والعالمية للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران والصناعة.
تتضمن خطة الإنتاج السنوية مجموعة متكاملة من المنتجات المستخلصة عبر عمليات التكرير الدقيقة لزيوت الطعام؛ حيث يحرص القائمون على مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام على تنويع المخرجات لتلبية احتياجات الشركاء الدوليين وتحقيق أقصى عائد اقتصادي من عملية التدوير، وتشمل القائمة التالية أهم المنتجات الرئيسية التي سيتم تصنيعها وتصديرها فور بدء التشغيل الفعلي للمحطة الإنتاجية:
- وقود الطائرات المستدام (SAF) أو ما يعرف بـ HVO.
- البيوبروبين (BioPropane) المستخدم في تطبيقات الطاقة النظيفة.
- البيونافثا (Bio Naphtha) التي تدخل في الصناعات البتروكيماوية الخضراء.
الجدوى الاقتصادية لمراحل مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام
نجحت شركة المانع القابضة في ضمان الجدوى التجارية للمشروع قبل بدء التنفيذ عبر توقيع عقد توريد طويل الأجل مع شركة “شل” العالمية؛ حيث التزمت الشركة العالمية بشراء كامل كميات الإنتاج التي سيفرزها مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام، ومن المخطط أن تبدأ عمليات التوريد الفعلي وشحن المنتجات بنهاية عام 2027، ويهدف هذا التعاقد الاستراتيجي إلى تحويل منطقة السخنة إلى محور إقليمي رئيسي لتجارة وتصدير الوقود الأخضر؛ إذ تشير دراسات الجدوى إلى أن قيمة الصادرات المستهدفة من بيع كامل الإنتاج ستصل إلى نحو 15 مليار دولار أمريكي على مدار السنوات العشر الأولى من التشغيل.
يتم تنفيذ المصنع وفق جدول زمني محدد ينقسم إلى ثلاث مراحل متتابعة لضمان التوسع المدروس؛ حيث تبلغ الاستثمارات المخصصة للمرحلة الأولى وحدها 200 مليون دولار بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنوياً، ولا تقتصر عوائد مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام على العملة الصعبة بل تمتد لتشمل توفير فرص عمل حقيقية؛ إذ سيوفر المشروع في مرحلته الأولى ما بين 300 إلى 500 فرصة عمل مباشرة للفنيين والمهندسين، بالإضافة إلى خلق أكثر من 3000 فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد التي تخدم العملية الإنتاجية.
تؤكد هذه المؤشرات الاقتصادية والتشغيلية قدرة المنطقة الاقتصادية على جذب كبرى التحالفات العالمية للاستثمار في قطاعات المستقبل؛ مما يعزز مكانة مصر الدولية كمركز محوري لإنتاج الطاقة النظيفة ويدعم جهود الدولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام.
