
الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا تثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الدولية وتواجه عقبات متعددة في ظل استياء الرئيس المنتخب دونالد ترامب من سلوك طرفي النزاع وشعوره بالسأم من عقد اجتماعات دبلوماسية شكلية لا تفضي إلى نتائج ملموسة، حيث أكدت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن المشاركة في الاجتماع الأوروبي المرتقب في ألمانيا؛ إذ تشترط واشنطن وجود فرصة حقيقية لصنع السلام قبل إرسال أي وفد رسمي يمثلها لضمان أن تكون المباحثات مثمرة وجادة.
موقف ترامب وشروطه حول الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
تتسم التحركات الدبلوماسية الحالية بالغموض والحذر الشديدين نظراً لرغبة الرئيس ترامب في رؤية نهاية فعلية للصراع الدائر بدلاً من الانخراط في نقاشات لا طائل منها، وقد أوضحت المتحدثة ليفيت أن الرئيس يرفض فكرة الاجتماعات لمجرد الاجتماع ويصر على أن إرسال وفد أمريكي مرهون بوجود مؤشرات حقيقية لإمكانية توقيع اتفاق سلام دائم، وهذا ما يفسر عدم تأكيد ترامب للمشاركة الأمريكية رغم إعلانه عن رغبة القادة الأوروبيين في عقد قمة عاجلة نهاية الأسبوع؛ حيث يجري مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وفريقه مفاوضات مستمرة ومكثفة مع كلا المعسكرين المتحاربين في الوقت الراهن لاستكشاف فرص التهدئة، وتشير التصريحات الرسمية إلى أن واشنطن ما زالت غير واثقة تماماً من إمكانية الوصول إلى سلام حقيقي أو القدرة على دفع الأمور قدماً في ظل المعطيات الحالية المعقدة، وهو ما يجعل تفعيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا أمراً محاطاً بالشكوك والتحديات اللوجستية والسياسية الكبيرة التي تتطلب جهوداً استثنائية من جميع الأطراف المعنية لتجاوزها والوصول إلى أرضية مشتركة.
ضغوط التنازل عن الأراضي ضمن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاصيل مقلقة تتعلق بالضغوط التي تمارسها واشنطن على حكومته للقبول بتسويات مؤلمة تتضمن التنازل عن أراضٍ لصالح موسكو بهدف وقف الحرب المستمرة منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، وأشار زيلينسكي في مؤتمر صحفي إلى أن الولايات المتحدة تطالب كييف بشكل منفرد بسحب قواتها من أجزاء استراتيجية في منطقة دونيتسك تمهيداً لإقامة منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح بين الجيشين؛ وهو الأمر الذي يعتبره الجانب الأوكراني إجحافاً كبيراً بحقوقه السيادية، وتظهر التفاصيل أن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا تقترح بقاء القوات الروسية في مواقعها الحالية في جنوب البلاد مع اشتراط سحب بعض القوات الروسية من مناطق شمالية لم يعلن بوتين ضمها رسمياً، وقد أعدت كييف رداً دبلوماسياً مفصلاً يتضمن مقترحات معدلة، وفيما يلي أبرز النقاط الجغرافية التي يتمحور حولها الخلاف الحالي بين الخطط المطروحة:
| المنطقة المتنازع عليها | الوضع المقترح في الخطة الأمريكية |
|---|---|
| منطقة دونيتسك | انسحاب أوكراني لإنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح |
| الجنوب الأوكراني | بقاء القوات الروسية في مواقعها الحالية دون انسحاب |
| الشمال (خاركيف، سومي) | انسحاب روسي من المناطق التي لم يتم ضمها رسمياً |
نقاط الخلاف الجوهرية وتفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
يبدو أن الموقف الأمريكي الأساسي بشأن آليات إنهاء الصراع لم يشهد تغيراً جذرياً منذ إرسال واشنطن وثيقة مكونة من 28 نقطة إلى العاصمتين الشهر الماضي والتي اعتبرت متوافقة مع العديد من المطالب الروسية، وقد ردت أوكرانيا بدراسة هذه الوثيقة وإرسال مقترح مضاد يتألف من 20 نقطة لم يتم الكشف عن كامل تفاصيله للعلن؛ لكن زيلينسكي أوضح للصحفيين أن هناك نقطتي خلاف رئيسيتين لا تزالان قيد النقاش المكثف وهما الوضع في منطقة دونيتسك ومستقبل محطة زابوريجيا النووية، ويشدد الرئيس الأوكراني على عدم امتلاكه أي حق دستوري أو أخلاقي للتنازل عن الأراضي الأوكرانية دون الرجوع للشعب، مؤكداً أن أي تسوية تمس السيادة الوطنية يجب أن تحظى بمصادقة المواطنين عبر الآليات الديمقراطية، وتتمثل أبرز اعتراضات كييف على الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا في النقاط التالية:
- رفض فكرة الانسحاب الأحادي للجيش الأوكراني من دونيتسك دون خطوة مماثلة من الطرف الآخر.
- الإصرار على ضرورة إجراء استفتاء أو انتخابات لأخذ رأي الشعب في أي تسوية جغرافية.
- المطالبة بانسحاب القوات الروسية بنفس المسافة وفي الاتجاه المعاكس لتحقيق التوازن العسكري.
تظل التساؤلات كثيرة وعالقة حول مدى جدية الأطراف في تنفيذ الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا خاصة مع رفض زيلينسكي القاطع للانسحاب الأحادي وتساؤله المشروع عن سبب عدم انسحاب الطرف الروسي بالمسافة ذاتها، في حين تنص الخطة على انسحاب روسي جزئي فقط من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك التي لم تطالب موسكو بالسيادة عليها رسمياً.
