
رمز البطيخ في إعلان ديزني أشعل فتيل أزمة غير متوقعة وضعت عملاق الترفيه العالمي في مواجهة مباشرة مع عاصفة من الانتقادات اللاذعة، حيث تحول مشهد عابر في مادة إعلانية إلى قضية رأي عام تجاوزت حدود الشاشات لتلمس واقع الصراع السياسي المعقد؛ فقد تسبب ظهور ملصق صغير لهذه الفاكهة الصيفية على جهاز كمبيوتر في إثارة غضب واسع بين المؤيدين لإسرائيل الذين اعتبروا الأمر سقطة لا تغتفر ودعماً مبطناً للقضية الفلسطينية في توقيت بالغ الحساسية.
اتهامات بمعاداة السامية بسبب رمز البطيخ في إعلان ديزني
واجهت الشركة الشهيرة فور إطلاق حملتها الترويجية لموسم الأعياد سيلًا من الاتهامات القاسية بمعاداة إسرائيل وتبني سردية سياسية منحازة عبر دس السم في العسل كما وصفها بعض المنتقدين، وقد جاءت هذه الردود الغاضبة في أعقاب رصد المتابعين لما اعتبروه رمزية مقصودة تماماً وليست وليدة الصدفة البحتة؛ إذ صرحت إدارة الشركة في محاولة لامتصاص الغضب بأن اختيار الرسومات والديكورات داخل العمل الفني كان عشوائياً ولم يكن يهدف بأي حال من الأحوال إلى توجيه رسائل سياسية أو استفزاز أي طرف من الأطراف، ومع ذلك لم يقتنع قطاع عريض من الجمهور بهذه التبريرات وأصر النقاد على أن ظهور رمز البطيخ في إعلان ديزني كان خطوة مدروسة بعناية فائقة من قبل القائمين على الإنتاج، خاصة وأن العمل تم تنفيذه وإخراجه بواسطة وكالة VCCP الإعلانية المرموقة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيسياً لعملياتها الإبداعية وهو ما يرجح فرضية الوعي الكامل بالرموز المستخدمة ودلالاتها العالمية.
تفاصيل المشهد الذي وثق رمز البطيخ في إعلان ديزني
يدور الإعلان التجاري الذي يمتد لنحو خمس وسبعين ثانية حول قصة إنسانية دافئة تستعرض رحلة فتاة صغيرة تمثل الشخصية المحورية في العمل وهي تكبر بصحبة شغفها اللامحدود بأفلام وشخصيات عالم ديزني الساحر، وتستمر القصة لتظهر الفتاة وقد أصبحت أماً تنجب ابنة لتشاركها هذا الحماس وتنقل إليها حب تلك الأعمال الفنية في تسلسل زمني عاطفي ومؤثر؛ إلا أن اللحظة المفصلية التي قلبت موازين التلقي لهذا العمل حدثت بعد فترة وجيزة للغاية من بداية العرض، وتحديداً حين ظهرت الفتاة وهي تقوم بفتح ثم إغلاق جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها أثناء استعدادها للذهاب إلى المدرسة في لقطة بدت عفوية للوهلة الأولى، وقد رصدت العيون المتربصة وجود ملصقين بارزين على ظهر الجهاز أحدهما لشخصية ميكي ماوس الأيقونية والآخر يجسد شريحة من البطيخ بألوانها الصريحة، ويمكن تلخيص العناصر البصرية التي ظهرت في تلك اللقطة وأثارت الجدل عبر النقاط التالية:
- ظهور ملصق شخصية ميكي ماوس الكلاسيكية كرمز لهوية الشركة المنتجة.
- توسط ملصق شريحة البطيخ ظهر الحاسوب بشكل واضح للعيان.
- سياق المشهد الذي يربط بين الحياة اليومية للمراهقين والرموز التي يختارونها.
- التناقض بين براءة المشهد الطفولي والرسالة السياسية التي تم استنتاجها.
تاريخ ودلالات رمز البطيخ في إعلان ديزني وعلاقته بفلسطين
لا يمكن فصل حالة الهيجان التي أصابت الأوساط المؤيدة لإسرائيل عن الإرث التاريخي الثقيل الذي يحمله هذا الرمز النباتي البسيط والذي تحول عبر العقود إلى كابوس مؤلم يطارد الاحتلال في كل محفل، وتعود جذور قصة رمز البطيخ في إعلان ديزني وما شابهه من صور تضامنية إلى فترة ما بعد حرب الأيام الستة عام 1967؛ ففي ذلك الوقت أقدمت السلطات الإسرائيلية على حظر رفع العلم الفلسطيني بشكل كامل في قطاع غزة والضفة الغربية واعتبرت أي ظهور لألوانه جريمة تستوجب العقاب، وهنا برزت عبقرية المقاومة الشعبية التي لجأت إلى استخدام البطيخ كبديل ذكي للتحايل على قرارات المنع القاسية نظراً للتطابق المذهل بين ألوان الفاكهة الطبيعية وألوان العلم الوطني، ويوضح الجدول التالي المقارنة اللونية والزمنية التي رسخت هذه الرمزية في الوعي الجمعي العالمي وجعلت من مجرد رسمة صغيرة سبباً لأزمة كبرى:
| عنصر المقارنة | التفاصيل التاريخية والرمزية |
|---|---|
| تطابق الألوان | الأحمر والأسود والأبيض والأخضر (ألوان العلم والبطيخ). |
| بداية الاستخدام | عقب حظر العلم الفلسطيني بعد نكسة عام 1967. |
| الهدف من الرمز | تحدي الرقابة العسكرية وإعلان الهوية الوطنية بذكاء. |
تستمر تداعيات هذا الإعلان في إثارة النقاشات الحادة حول العالم مؤكدة أن الرموز البصرية في عصرنا الحالي لم تعد مجرد رسومات عابرة بل أصبحت لغة قائمة بذاتها قادرة على إشعال أزمات دبلوماسية وشعبية، وسيظل هذا المشهد علامة فارقة في تاريخ الحملات الإعلانية التي اصطدمت بحساسية الصراعات السياسية المزمنة.
