كأس العرب: كوزمين يوضح التكتيك الذي أبطل خطورة هجوم منتخب الجزائر

فوز منتخب الإمارات على الجزائر بركلات الترجيح بنتيجة 7-6 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق يمثل محطة مفصلية في مشوار “الأبيض” ضمن منافسات بطولة كأس العرب، حيث تمكن المدير الفني أولاريو كوزمين من قيادة فريقه ببراعة تكتيكية عالية نحو المربع الذهبي متجاوزًا أحد أقوى المرشحين للقب في مباراة حبست الأنفاس وشهدت ندية كبيرة حتى اللحظات الأخيرة، ليثبت المنتخب الإماراتي بذلك قدرته على مقارعة الكبار والعودة في النتيجة رغم التأخر بفضل القراءة الفنية المتميزة والروح القتالية للاعبين.

تكتيك كوزمين وأسرار فوز منتخب الإمارات على الجزائر

كشف المدرب الروماني أولاريو كوزمين في تصريحاته لقناة الكاس عن الاستراتيجية المحكمة التي مهدت الطريق نحو فوز منتخب الإمارات على الجزائر، مؤكدًا أن الجهاز الفني درس المنافس بشكل دقيق جدًا ونجح في تعطيل مفاتيح اللعب الخطيرة التي يمتلكها محاربو الصحراء، ورغم أن الفريق تأخر في النتيجة خلال مجريات الشوط الأول إلا أن ذلك لم ينل من عزيمتهم أو يفسد الخطة الموضوعة، بل زادهم إصرارًا على تنفيذ التعليمات والبحث عن الثغرات في دفاعات الخصم، وعندما قرر الفريق التقدم للهجوم في الشوط الثاني تمكنوا من فرض أسلوبهم وتسجيل هدف التعادل الغالي الذي أعاد المباراة إلى نقطة البداية وأجبر المنافس على الذهاب إلى الأوقات الإضافية ثم ركلات الترجيح، وهذا الانضباط التكتيكي يعكس العمل الشاق الذي قام به المدرب وفريقه للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة أمام فريق يمتلك عناصر قوية وخبرة دولية كبيرة؛ مما جعل الانتصار ذو طعم خاص وقيمة فنية عالية في مسيرة البطولة.

وفيما يلي أبرز النقاط التي ركز عليها كوزمين في إدارته للمباراة:

• إغلاق المساحات أمام المهاجمين الجزائريين وعزل مفاتيح اللعب عن باقي الفريق.
• الحفاظ على التركيز الذهني العالي وعدم الانهيار بعد استقبال الهدف الأول.
• الدفع بالعناصر الشابة وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم في الأوقات الحاسمة.
• دراسة أسلوب المنافس بشكل عميق مما سهل عملية التعامل مع مجريات اللقاء.

دور الشباب في تحقيق فوز منتخب الإمارات على الجزائر

لم يقتصر فوز منتخب الإمارات على الجزائر على الجوانب التكتيكية فحسب، بل كان للشباب دور محوري في رسم ملامح هذا الإنجاز الكبير، حيث أشاد كوزمين بشجاعة اللاعبين الصغار الذين تم الدفع بهم في تشكيلة المباراة وتحملوا ضغوطات لقاء بحجم ربع نهائي بطولة عربية، مشيرًا بوضوح إلى امتلاك المنتخب لثلاثة لاعبين تحت سن 23 عامًا شاركوا بفاعلية، وخص بالذكر اللاعبين سلطان عادل وريتشارد أكونور اللذين قدما مستويات لافتة للنظر، والأهم من ذلك هو ثباتهما الانفعالي الكبير لحظة تنفيذ ركلات الترجيح، حيث نجحا في تسجيل ركلتين حاسمتين ساهما بشكل مباشر في ترجيح كفة الإمارات، وهذا الاعتماد على الدماء الجديدة يعكس رؤية مستقبلية للجهاز الفني الذي لا يبحث فقط عن النتائج الآنية بل يسعى لبناء جيل قادر على المنافسة لسنوات قادمة، وقد أثبت هؤلاء الشباب أنهم على قدر المسؤولية والثقة التي منحها إياهم المدرب في مواجهة خصم متمرس وعنيد.

وفيما يلي تفاصيل نتيجة المباراة التي انتهت بتأهل “الأبيض”:

الطريق إلى نصف النهائي بعد فوز منتخب الإمارات على الجزائر

استذكر كوزمين قبل تحقيق فوز منتخب الإمارات على الجزائر اللحظات الصعبة التي عاشها الفريق في دور المجموعات، وتحديدًا عندما خطف المنتخب المصري التعادل في اللحظات الأخيرة، وهي المباراة التي وصف فيها المدرب حظه بأنه الأسوأ طوال مسيرته التدريبية، لكنه أصر حينها على مبدأ “استمرار العمل والنتائج سوف تأتي” وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع، فبعد التعادل المثير مع مصر انتفض الفريق وحقق انتصارًا عريضًا على الكويت بنتيجة 3-1 ليحجز مقعده في ربع النهائي، ثم واصل تصاعده البياني بإقصاء الجزائر، والآن يضرب المنتخب الإماراتي موعدًا ناريًا في نصف النهائي مع المنتخب المغربي، وقد أكد كوزمين أن المواجهة القادمة لن تقل صعوبة لأن “أسود الأطلس” يشبهون الجزائر كثيرًا في طريقة اللعب والشراسة، متعهدًا بأن يبذل فريقه كل ما في وسعه للاستعداد لهذه الموقعة وتكرار سيناريو التفوق للوصول إلى المباراة النهائية.

تتجه الأنظار الآن بعد ملحمة فوز منتخب الإمارات على الجزائر إلى التحضيرات المكثفة لمواجهة المغرب، حيث يطمح كوزمين ورجاله لاستغلال الدفعة المعنوية الهائلة التي اكتسبوها لمواصلة الحلم، ويأمل عشاق الكرة الإماراتية أن يستمر هذا الأداء الرجولي والذكاء الميداني لتخطي العقبة الأخيرة قبل التتويج، مؤكدين ثقتهم الكاملة في قدرة هذا الجيل على كتابة تاريخ جديد للكرة الإماراتية في المحافل العربية.