
مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا باتت تشكل محورًا أساسيًا في الحراك الدبلوماسي العالمي مؤخرًا، حيث كشفت التصريحات الرسمية الصادرة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تقييم موسكو الإيجابي للتحركات الأمريكية الراهنة، مؤكدًا أن القيادة الروسية تلمس جدية واضحة في نيات الرئيس الأمريكي المنتخب للوساطة والوصول إلى تفاهمات حقيقية تنهي حالة الحرب القائمة، وهو ما يعكس رغبة متبادلة في استكشاف آفاق الحل السياسي بعيدًا عن لغة التصعيد المستمر التي سادت الفترات السابقة، مما يفتح الباب أمام احتمالات جديدة لإنهاء الأزمة بناءً على معطيات واقعية تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المنخرطة في هذا النزاع المعقد.
جدية مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا ومعالجة الجذور
صرح لافروف بشكل لا يقبل التأويل أن الكرملين ينظر بتقدير إلى ما يبذله الرئيس الأمريكي من جهد دبلوماسي، حيث يرى الوزير الروسي أن مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا ليست مجرد مناورات سياسية عابرة أو وعود انتخابية؛ بل هي محاولات حقيقية وملموسة تهدف إلى كسر الجمود الحالي وإحداث خرق في جدار الأزمة، غير أن وزير الخارجية الروسي ربط نجاح هذه المبادرات بضرورة الغوص في عمق المشكلة وعدم الاكتفاء بالحلول السطحية أو المسكنات المؤقتة، مشددًا في الوقت ذاته على أن أي تفاوض مثمر يجب أن يعالج “الأسباب الرئيسية” التي أدت لاندلاع النزاع في المقام الأول؛ لأن تجاهل هذه الجذور العميقة سيعيد إنتاج الأزمة بصيغ أخرى أكثر تعقيدًا في المستقبل القريب، وهو ما يجعل التركيز على أصل الخلاف هو البوابة الوحيدة للعبور نحو استقرار حقيقي.
شروط موسكو ومساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا
تستمر المحادثات المكثفة والدقيقة مع الفريق الرئاسي الأمريكي بهدف بلورة رؤية مشتركة قابلة للتطبيق، حيث تتقاطع المطالب الروسية الثابتة مع مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا في نقطة البحث عن حل طويل الأمد يقضي على مسببات التوتر نهائيًا، وقد أوضح لافروف أن بلاده تصر بشكل قاطع على التوصل إلى حزمة متكاملة من الاتفاقات التي تضمن سلامًا دائمًا ومستدامًا؛ إذ لا يمكن القبول بتهدئة هشة تفتقر إلى الأسس القانونية والسياسية المتينة، ولتحقيق ذلك وضعت الدبلوماسية الروسية عدة ركائز أساسية ومبادئ جوهرية يجب أن تتضمنها أي تسوية قادمة لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي:
- ضرورة توفير ضمانات أمنية صلبة وموثقة تشمل جميع الدول المعنية بالأزمة لضمان عدم تكرار التهديدات العسكرية مستقبلًا.
- العمل الجاد والمشترك على إزالة كافة الأسباب الجذرية والسياسية التي تسببت في تفاقم النزاع المسلح ووصوله إلى هذه المرحلة.
- الوصول إلى حلول طويلة الأمد تتجاوز مجرد وقف إطلاق النار التقليدي إلى بناء هيكل أمني جديد يضمن مصالح الجميع.
تركز المحادثات الحالية مع الرئيس الأمريكي وفريقه المفاوض “على وجه التحديد” على إيجاد هذه الحلول المستدامة، حيث تدرك موسكو أن مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا تمثل فرصة سانحة يجب استثمارها بحذر لضمان القضاء على مسببات الأزمة، وتؤكد روسيا أن الضمانات الأمنية ليست مطلبًا هامشيًا بل هي جوهر أي اتفاق محتمل، مما يستدعي من واشنطن تقديم رؤية واضحة تتناغم مع الهواجس الروسية المشروعة وتؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل للمصالح الأمنية لكل دولة.
تجاوز العقبات أمام مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا
على الرغم من الانفتاح الروسي الملحوظ على مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا، إلا أن هناك خطوطًا حمراء استراتيجية لا تقبل النقاش أو المساومة لدى موسكو، وأبرز هذه الخطوط هي قضية عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي وصفها الوزير لافروف بأنها أمر “غير مقبول” بتاتًا بالنسبة لروسيا؛ لأنها تمس الأمن القومي الروسي في الصميم وتهدد التوازن الاستراتيجي في المنطقة، ومع ذلك فقد أشار لافروف إلى تطور إيجابي ملموس في قنوات الاتصال الدبلوماسية، معربًا عن اعتقاده الراسخ بأن سوء الفهم الذي كان سائدًا مع الولايات المتحدة قد تم حله وتجاوزه، ويمكن توضيح العناصر الفاعلة في المشهد الدبلوماسي الحالي وتأثيرها على مسار المفاوضات من خلال البيانات التالية:
| العنصر الدبلوماسي | تفاصيل الموقف الروسي والأمريكي |
|---|---|
| عضوية أوكرانيا في الناتو | مرفوضة تمامًا من قبل روسيا وتعتبر تهديدًا وجوديًا لا يمكن التهاون معه تحت أي ظرف. |
| زيارة المبعوث ستيف ويتكوف | خطوة محورية ساهمت في إزالة سوء الفهم وتمهيد الطريق لمحادثات أكثر وضوحًا وشفافية. |
جاء هذا التحسن في الأجواء وتذليل العقبات أمام مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا عقب الزيارة المهمة التي قام بها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث لعبت هذه الزيارة دورًا حاسمًا في توضيح المواقف وتقريب وجهات النظر المتباعدة، وهو ما سمح للجانب الروسي بالتأكد من جدية الطرح الأمريكي وفهم أبعاد المبادرة الجديدة، لتصبح الطريق ممهدة أكثر من أي وقت مضى للحديث عن ترتيبات أمنية وسياسية تنهي الصراع، شريطة الالتزام بالمحددات الروسية الخاصة بمنع تمدد الناتو وضمان الأمن الجماعي.
تتجه الأنظار الدولية الآن إلى كيفية ترجمة هذه التفاهمات الأولية والإشارات الإيجابية إلى واقع ملموس على الأرض، خاصة وأن استمرار وتيرة مساعي ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا مرهون بمدى استجابة الغرب للمطالب الروسية الجوهرية، وتؤكد كلمات لافروف أن الكرة الآن في ملعب الدبلوماسية الهادئة التي تسعى لتفكيك الألغام السياسية واحدًا تلو الآخر، مستندة إلى أرضية التفاهم التي أرستها زيارة ويتكوف والرغبة المشتركة في طي صفحة هذا النزاع الدامي عبر اتفاقات ملزمة وضمانات لا تقبل الخرق.
