واشنطن تنفي حسم مصير غزة: لا قرارات نهائية بشأن ترتيبات إدارة القطاع

واشنطن تنفي حسم مصير غزة: لا قرارات نهائية بشأن ترتيبات إدارة القطاع

تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة تصدر المشهد السياسي والإعلامي مؤخراً عقب نشر تقارير تفيد بوجود مخطط لدى الرئيس دونالد ترامب لإسناد هذه المهمة لشخصية عسكرية، وهو ما استدعى توضيحات عاجلة من الإدارة الأمريكية للرد على التكهنات المتزايدة حول طبيعة الدور الذي ستلعبه واشنطن في مستقبل القطاع، وسط تضارب واضح بين التسريبات الإسرائيلية والموقف الرسمي للبيت الأبيض.

حقيقة تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة والموقف الرسمي

جاء النفي الرسمي سريعاً ومباشراً رداً على تقرير موقع “أكسيوس” الذي أثار جدلاً واسعاً بحديثه عن نية ترامب المضي قدماً في خطوة تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة، حيث أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية أو حاسمة في هذا الصدد حتى اللحظة، مبرزاً أن ما يجري حالياً هو مجرد مناقشات مستمرة تتعلق بالتفاصيل العملياتية الدقيقة وشكل الهيكلية المقترحة للقوة الدولية، مع التشديد بلهجة حازمة على أن هذه المداولات لا تشمل بأي حال من الأحوال نشر قوات أميركية أو جنود مشاة على الأرض داخل غزة، إذ تحرص الإدارة الأمريكية على توضيح حدود انخراطها العسكري وتجنب الانجرار إلى تواجد ميداني مباشر قد يعقد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، وهو ما يجعل الحديث عن تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة مسألة تخضع لحسابات دقيقة للغاية توازن بين الضرورات الأمنية والمحاذير السياسية.

كواليس زيارة مايك والتز ومناقشة تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية

على الجانب الآخر من الرواية كشف مسؤولان إسرائيليان تفاصيل هامة لموقع “أكسيوس” تتعلق بزيارة مايك والتز سفير واشنطن في الأمم المتحدة إلى إسرائيل هذا الأسبوع، حيث أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدداً من المسؤولين الآخرين بأن إدارة ترامب تتجه بالفعل نحو تولي قيادة قوة الأمن الخاصة عبر خطة تتضمن تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة بشكل رسمي، موضحاً أن المرشح لهذا المنصب هو لواء أميركي برتبة نجمتين سيتحمل مسؤولية القيادة والإشراف، ولم يكتفِ والتز بنقل الخبر بل أكد للمسؤولين الإسرائيليين أنه يعرف هذا الجنرال معرفة شخصية واصفاً إياه بأنه شخص جاد للغاية ويمتلك الكفاءة اللازمة للتعامل مع تعقيدات الملف، وتأتي هذه التسريبات لتؤكد وجود توجه قوي داخل أروقة صنع القرار لمناقشة آليات تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة كجزء من ترتيبات “اليوم التالي” للحرب.

تتضمن الرؤية التي نقلها المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون عدة نقاط جوهرية حول طبيعة هذه القوة وقيادتها:

  • إسناد القيادة العليا لقوة الأمن الخاصة إلى لواء أميركي يحمل رتبة نجمتين لضمان الانضباط والفعالية.
  • تولي الولايات المتحدة مسؤولية التنسيق والإشراف المباشر على العمليات الأمنية دون نشر جنود مشاة.
  • التركيز على شخصية عسكرية تمتلك خبرة ومصداقية عالية لدى الإدارة الأمريكية والشركاء الدوليين.

تزامنت هذه المعلومات مع تأكيدات إضافية من مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن الخطة المطروحة على الطاولة تقضي بالفعل بالعمل على تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة، مما يعكس رغبة واشنطن في وجود ضابط إيقاع موثوق لضبط الحالة الأمنية وضمان عدم حدوث فراغ يؤدي للفوضى، حيث تشير المعطيات إلى أن النقاشات لا تزال تدور حول الصلاحيات الممنوحة لهذا الجنرال وكيفية ممارسته لمهامه عن بعد أو من خلال مراكز قيادة لا تتطلب تواجداً قتالياً، وهو ما يفسر التباين الظاهري بين التأكيدات الإسرائيلية حول تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة وبين نفي البيت الأبيض لوجود قرارات نهائية أو نشر قوات برية.

تداعيات تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة ومستقبل الإعمار

أشار تقرير “أكسيوس” إلى أن تنفيذ مقترح تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة سيزيد بشكل كبير من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة في ملفي التأمين وإعادة الإعمار، حيث يرى المحللون أن هذه الخطوة قد تحول قطاع غزة إلى أكبر مشروع سياسي ومدني وعسكري تقوده أمريكا في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين، إذ يتطلب هذا الدور انخراطاً واسعاً يتجاوز الشق الأمني ليشمل الجوانب الإنسانية والهندسية، وفيما يلي جدول يوضح الفوارق بين الطموح العملياتي والمحددات السياسية لهذا المشروع:

عنصر الخطة المقترحة التحديات والمحددات الرسمية
تعيين جنرال برتبة نجمتين نفي اتخاذ قرار نهائي ورسمي حتى الآن
قيادة قوة الاستقرار ميدانياً رفض قاطع لنشر قوات أميركية على الأرض

تظل مسألة تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة محوراً لتجاذبات سياسية وأمنية معقدة، فبينما تسعى واشنطن لضمان استقرار طويل الأمد عبر قيادة موثوقة، فإنها تحاول تجنب التورط العسكري المباشر في مستنقع جديد، مما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في بلورة الشكل النهائي لهذه القوة الدولية.

Exit mobile version