السعودية والأردن في كأس العرب.. طموح “النهائي” يصطدم بحسابات التاريخ في قمة الدوحة

السعودية والأردن في كأس العرب.. طموح “النهائي” يصطدم بحسابات التاريخ في قمة الدوحة

مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب تتصدر المشهد الرياضي العربي حالياً؛ حيث تتوجه أنظار الجماهير العاشقة لكرة القدم مساء غد الإثنين صوب استاد البيت المونديالي في العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة هذا الديربي الكلاسيكي المثير ضمن منافسات الدور نصف النهائي من البطولة؛ إذ تعد هذه القمة الكروية هي السادسة عشرة في سجل اللقاءات التاريخية التي جمعت الشقيقين سواء كانت على الصعيد الودي أو الرسمي؛ مما يعكس عمق الندية والتقارب الفني الكبير بينهما في صراع متجدد يسعى فيه كل طرف لانتزاع بطاقة العبور نحو المباراة النهائية وكتابة فصل جديد من التفوق.

لغة الأرقام التاريخية في مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب

تشير السجلات والإحصائيات الرسمية إلى تقارب فني لافت يجعل التكهن بنتيجة اللقاء أمراً في غاية الصعوبة والتعقيد؛ فالأرقام تعكس تكافؤاً واضحاً في موازين القوى بين الطرفين قبل انطلاق صافرة البداية؛ حيث يمتلك كل منتخب تاريخاً حافلاً من النتائج التي تؤكد أن المباراة ستكون مفتوحة على كافة الاحتمالات ولن تكون نزهة سهلة لأي منهما؛ خاصة أن الصراع الرقمي يظهر تفوقاً طفيفاً للأخضر يقابله حضور قوي للنشامى؛ مما ينذر بمعركة كروية تكتيكية عالية المستوى داخل المستطيل الأخضر تتطلب تركيزاً ذهنياً وبدنياً عالياً من اللاعبين طوال دقائق المباراة.

وجه المقارنة أرقام المنتخب السعودي أرقام المنتخب الأردني
عدد مرات الفوز 7 انتصارات (46.67%) 6 انتصارات (40%)
الأهداف المسجلة 19 هدفاً 13 هدفاً

عند قراءة البيانات الواردة في الجدول نجد أن مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب تحمل إرثاً هجومياً يميل لصقور الأخضر بنسبة تسجيل تقارب الستين بالمائة من إجمالي الأهداف في لقاءات الفريقين؛ بينما حقق النشامى نسبة انتصارات بلغت أربعين بالمائة من إجمالي خمس عشرة مباراة جمعتهما سابقاً؛ وفي سياق القيادة الفنية ستكون هذه المباراة هي الاختبار الأول للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد ضد النشامى في مسيرته مع المنتخب السعودي؛ بينما لا يزال المدرب التشيكي ميلان ماتشالا يحتفظ بالرقم القياسي كأكثر المدربين الذين قادوا الأخضر في مواجهات مباشرة ضد الأردن بواقع ثلاث مباريات.

ظروف الغيابات والمدربين قبل مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب

يدخل النشامى مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب بمعنويات مرتفعة مستمداً قوته من فترته الذهبية الحالية كوصيف لكأس آسيا 2023 وتأهله المبكر لمونديال 2026؛ حيث يسعى الفريق لتحقيق حلم الوصول لنهائي كأس العرب للمرة الأولى في تاريخه بعد بلوغه المربع الذهبي للمرة الثالثة؛ إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن بعد تعرض التشكيلة لضربة موجعة وقاسية تمثلت في تأكد غياب النجم الأبرز يزن النعيمات إثر إصابته بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة ربع النهائي أمام العراق؛ وهو ما يضع الجهاز الفني في مأزق حقيقي لإيجاد البديل المناسب في هذا التوقيت الحرج.

  • غياب المهاجم المؤثر يزن النعيمات بسبب الإصابة القوية في الركبة
  • عدم تواجد النجم موسى التعمري لاعب رين الفرنسي لعدم توافق البطولة مع أيام فيفا
  • افتقاد خدمات المدافع الصلب يزن العرب الذي يعد ركيزة أساسية في الخط الخلفي

يرى الخبراء والمحللون ومنهم المدرب المونتينيغري نيبويشا يوفوفيتش أن تعويض غياب لاعب بحجم النعيمات يعد تحدياً صعباً للغاية نظراً لقيمته الفنية وتأثيره المباشر على المنظومة الهجومية للأردن؛ وعلى الجانب الآخر يخوض الأخضر مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب بصفوف تبدو أكثر اكتمالاً واستقراراً فنياً؛ حيث يعول المدرب الخبير رينارد على كتيبة مدججة بالنجوم والخبرات القادرة على التعامل مع ضغوط المباريات الإقصائية والسعي بجدية نحو حصد اللقب الثالث في تاريخ مشاركات المملكة بالبطولة بعد التتويج بنسختي ثمانية وتسعين والفين واثنين؛ مدركاً أن الأرقام المتوازنة تاريخياً لا تمنح أفضلية مطلقة لأي طرف داخل الملعب.

أوراق الحسم والعبور من خلال مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب

يعتمد هيرفي رينارد بشكل أساسي على مفاتيح لعب مميزة لترجيح كفته في مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب وفي مقدمتهم صانع الألعاب الموهوب سالم الدوسري الذي يعتبر العقل المدبر للهجمات والربط بين الخطوط؛ بالإضافة إلى القوة التهديفية الضاربة المتمثلة في المهاجم فراس البريكان القادر على استغلال أنصاف الفرص داخل منطقة الجزاء؛ ولا يمكن إغفال دور لاعب الوسط الهداف محمد كنو الذي تمكن من زيارة الشباك ثلاث مرات خلال منافسات البطولة الحالية؛ مما يمنح الفريق السعودي حلولاً تكتيكية متنوعة للوصول إلى مرمى الخصم سواء عبر الاختراق من العمق أو الأطراف أو حتى سلاح التسديد البعيد.

تبقى أرضية ملعب البيت هي الفيصل الحقيقي بين رغبة النشامى في تجاوز عقبة الغيابات المؤثرة وتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق للكرة الأردنية؛ وبين سعي الأخضر القوي لتأكيد تفوقه الرقمي وترجمته إلى واقع ملموس؛ لتكون مواجهة المنتخب السعودي والأردن في كأس العرب بمثابة اختبار حقيقي للإرادة والتكتيك في واحدة من أقوى مباريات البطولة المنتظرة.

Exit mobile version