
شكلت مشاركة محمد صلاح أمام برايتون حدثاً استثنائياً في ملعب أنفيلد، حيث تمكن النجم المصري من تحويل حالة الجدل المحيطة به مؤخراً إلى طاقة إيجابية قاد بها فريقه نحو فوز ثمين، وبرهن من خلال لمساته الساحرة وتمريرته الحاسمة أن التزامه تجاه شعار ليفربول لا يزال في قمة أولوياته، ليخرج من اللقاء بطلاً متوجاً وسط دعم جماهيري هائل ومشاعر متبادلة أكدت عمق العلاقة بينه وبين مدرجات الكوب.
استقبال أسطوري وعودة محمد صلاح أمام برايتون
بدأت فصول الحكاية عندما دخل محمد صلاح أمام برايتون بديلاً في الدقيقة 27 من عمر الشوط الأول، وذلك بعد إصابة زميله جو جوميز التي أجبرت المدرب آرني سلوت على الدفع به مبكراً رغم الخلاف العلني الذي سبق المباراة وجعله يجلس على مقاعد البدلاء في البداية، وفور نزوله إلى أرضية الميدان ضجت جنبات ملعب أنفيلد بتصفيق حار وهتافات مدوية باسم “الملك المصري”، في رسالة واضحة من الجماهير لدعم هدافهم التاريخي وتجديد الثقة به في ظل الظروف المتوترة والتكهنات التي أحاطت بمستقبله خلال الأسبوع الماضي، ليكون هذا الاستقبال بمثابة الشرارة التي أشعلت حماس اللاعب وبثت الروح في زملائه، مما ساهم في رفع النسق الهجومي للفريق الذي كان متقدماً بهدف نظيف سجله هوغو إيكيتيكي في الدقيقة الأولى من اللقاء.
لم يكتفِ الفرعون المصري بمجرد المشاركة الشرفية، بل كان تأثير محمد صلاح أمام برايتون فورياً وملموساً على أداء المجموعة ككل، حيث منح دخوله الثقة لزملائه وزاد من خطورة الهجمات المرتدة والمنظمة على مرمى الخصم، وبدا ليفربول بوجوده أكثر شراسة واستحقاقاً لتسجيل هدف ثانٍ لقتل المباراة، إذ تنوعت الحلول الهجومية وزادت وتيرة اللعب بشكل ملحوظ بفضل تحركاته الذكية وتمريراته المتقنة التي خلخلت دفاعات المنافس، وهو ما أكدته التقارير الصحفية التي أشارت إلى أن الفريق تغير شكله تماماً وأصبح أكثر هيمنة وقدرة على خلق الفرص المحققة للتسجيل بمجرد أن وطأت أقدام صلاح العشب الأخضر، ليعيد رسم ملامح المباراة ويفرض شخصية البطل على مجريات اللعب.
تفاصيل التمريرة الحاسمة لـ محمد صلاح أمام برايتون
جاءت اللحظة الفارقة التي عززت تألق محمد صلاح أمام برايتون عند حلول الدقيقة 60 من زمن المباراة، حينما تصدى حارس المرمى بارت فيربورغن لتسديدة قوية من صلاح وحولها ببراعة إلى ركلة ركنية من الجهة اليمنى، ولكن النجم المصري لم يستسلم وتقدم بنفسه لتنفيذ الركلة الثابتة بتركيز شديد ودقة متناهية، ليرسل كرة مقوسة بالمقاس وجدت رأس زميله هوغو إيكيتيكي الذي كان يتمركز دون رقابة عند القائم البعيد، ليحولها الأخير برأسه داخل الشباك مسجلاً الهدف الثاني له ولفريقه، وتصبح هذه التمريرة الحاسمة بمثابة الضربة القاضية التي وسعت الفارق إلى هدفين نظيفين وأمنت النقاط الثلاث للريدز في وقت حساس للغاية من عمر اللقاء.
شهدت المباراة بجانب الهدف، سلسلة من المحاولات الخطيرة التي تبرز خطورة محمد صلاح أمام برايتون ورغبته الجامحة في هز الشباك بنفسه، حيث لم يكتفِ بصناعة اللعب بل كان دائم البحث عن الثغرات لتهديد مرمى الخصم، ويمكن تلخيص أبرز المحاولات والفرص التي كان صلاح بطلاً لها في النقاط التالية:
- في الدقيقة 59 انطلق صلاح في هجمة مرتدة سريعة من الجانب الأيمن ومرر كرة حريرية إلى إيكيتيكي الذي سددها قوية مرت بجوار القائم بقليل.
- في الدقيقة 67 كاد صلاح أن ينفرد بالمرمى لولا التدخل الدفاعي البطولي من لويس دانك الذي انزلق في اللحظة الأخيرة ليقطع الكرة ويمنع هدفاً محققاً.
- في الدقيقة 76 قام صلاح بمحاولة فردية رائعة بعد انطلاقة في العمق الدفاعي وسدد كرة قوية تصدى لها المدافعون وحرموه من تدوين اسمه في قائمة الهدافين.
أرقام وتأثير محمد صلاح أمام برايتون قبل البطولة الأفريقية
واصل الملك المصري تقديم مستويات دفاعية وهجومية متوازنة، فعلى الرغم من أن التركيز الأكبر كان منصباً على مساهماته الهجومية، إلا أن أداء محمد صلاح أمام برايتون شمل التزاماً تكتيكياً ومساندة للزملاء طوال الدقائق الـ 63 التي لعبها، حيث حل بديلاً وأنهى المباراة وهو يحمل عبء قيادة الفريق نحو بر الأمان، وتأتي هذه المباراة كرسالة وداع مؤقتة ومثالية لجماهير ليفربول قبل انضمامه لمنتخب بلاده للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية الأسبوع المقبل، ليترك الفريق وهو في وضعية ممتازة وبذاكرة مليئة بلقطات التألق التي تؤكد أنه لا يزال العنصر الذي لا يمكن تعويضه مهما كثرت الأقاويل والجدل حول عقده أو علاقته بالمدرب.
فيما يلي جدول يوضح أبرز الأرقام والإحصائيات التي قدمها صلاح خلال هذه المواجهة الحاسمة:
| الإحصائية | التفاصيل |
|---|---|
| دقائق اللعب | 63 دقيقة (دخل بديلاً في الدقيقة 27) |
| التمريرات الحاسمة | 1 (صناعة الهدف الثاني من ركنية) |
| التسديدات المؤثرة | تسديدة أدت لركنية (د60)، ومحاولة صدها الدفاع (د76) |
| النتيجة النهائية | فوز ليفربول 2-0 |
اختتم صلاح ليلته في أنفيلد بتقديم أداء يرسخ مكانته كأسطورة حية في الدوري الإنجليزي، مثبتاً أن الاضطرابات خارج الملعب لا تؤثر على جودته داخله، وأن تمريرته الحاسمة لزميله إيكيتيكي لم تكن مجرد رقم إضافي في سجلاته، بل كانت إعلاناً صريحاً عن ولائه واحترافيته العالية التي ضمنت لليفربول استمرار المنافسة بقوة وحصد النقاط الكاملة.
