القولون العصبي عند الأطفال: عندما يكون ألم المعدة عرضاً نفسياً.. علامات فارقة تستوجب الحذر

القولون العصبي عند الأطفال: عندما يكون ألم المعدة عرضاً نفسياً.. علامات فارقة تستوجب الحذر

القولون العصبي عند الأطفال يُعد من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا وانتشارًا بين الفئات العمرية الصغيرة والمراهقين، وهو حالة صحية مزمنة تتسبب في ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة والمؤلمة على الرغم من عدم وجود أي تلف واضح أو ضرر في أنسجة الأمعاء عند فحصها طبيًا، وبحسب آراء الخبراء في مستشفى فيلادلفيا للأطفال فإن هذه المتلازمة قد تؤثر سلبًا وبشكل مباشر على جودة حياة الطفل؛ مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تكرار غيابه عن المدرسة وتراجع مستوى نشاطه اليومي المعتاد.

طبيعة وأعراض القولون العصبي عند الأطفال

تُصنف هذه الحالة طبيًا على أنها اضطراب وظيفي يؤثر على آلية حركة الأمعاء ويصاحبه شعور مستمر بالانتفاخ مع حدوث تقلصات مؤلمة في منطقة البطن، وتتضمن العلامات السريرية تغيرات ملحوظة في نمط الإخراج تتأرجح بين الإمساك والإسهال سواء كان ذلك بشكل مزمن أو متقطع؛ بالإضافة إلى شعور الطفل بحاجة ملحة ومفاجئة للتبرز مع ملاحظة خروج مواد مخاطية مختلطة بالبراز، ورغم شدة هذه الأعراض وقوتها إلا أن الفحوصات التشخيصية الدقيقة لا تُظهر أي تلف عضوي فعلي داخل الأمعاء مما يجعل التشخيص يعتمد بشكل كبير على الأعراض الظاهرة واستبعاد الأمراض الأخرى.

أسباب حدوث القولون العصبي عند الأطفال

لم يتمكن العلم الحديث حتى اللحظة من تحديد السبب الدقيق والحصري وراء الإصابة بهذه الحالة؛ لكن الدراسات الطبية تشير إلى وجود عدة عوامل متداخلة تساهم في حدوث القولون العصبي عند الأطفال ومن أبرزها وجود حساسية مفرطة وغير طبيعية في الأعصاب المحيطة بالأمعاء، كما يلعب الخلل الوظيفي في حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي دورًا أساسيًا في تفاقم المشكلة؛ إلى جانب التأثيرات السلبية للتوتر والضغوط النفسية المستمرة وفرط نمو البكتيريا المعوية وزيادة إدراك دماغ الطفل وإحساسه بالألم والغازات بشكل يفوق المعدلات الطبيعية.

تختلف الأعراض وتتطور بناءً على المرحلة العمرية التي يمر بها المريض؛ حيث تشمل الشكاوى العامة ألمًا متكررًا في البطن يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر وتغيرًا في عادات التبرز وغثيانًا ودوخة وفقدانًا للشهية، ولتوضيح الفروقات بين الفئات العمرية المختلفة وتسهيل الملاحظة على الأهل يمكن الاطلاع على الجدول التالي الذي يبين الأعراض المميزة لكل مرحلة:

الفئة العمرية الأعراض الأكثر شيوعًا
الرضع نوبات مغص شديدة ومستمرة
الأطفال الصغار ارتجاع مريئي وشعور بالحرقة
أقل من 4 سنوات إسهال مزمن غير محدد السبب
جميع الأعمار نوبات إمساك متكررة
المراهقون الأعراض الكلاسيكية للقولون العصبي

يجب التنويه إلى أن أعراض القولون العصبي عند الأطفال قد تتشابه بشكل كبير مع حالات مرضية أخرى؛ لذا فإن استشارة الطبيب المختص تعد خطوة ضرورية للغاية قبل الجزم بالتشخيص لضمان سلامة الطفل واستبعاد أي مسببات أخرى.

طرق علاج القولون العصبي عند الأطفال

تعتمد استراتيجية العلاج الفعالة على عدة محددات رئيسية مثل عمر الطفل وحالته الصحية العامة ودرجة شدة الأعراض التي يعاني منها ومدى استجابة جسمه للأدوية أو التغييرات الغذائية المقترحة، والهدف الأسمى من علاج القولون العصبي عند الأطفال هو تحسين نمط حياتهم اليومي وتقليل حدة الألم قدر المستطاع، ويتم ذلك من خلال خطة شاملة تتضمن المحاور التالية:

  • تعديل النظام الغذائي عبر تقليل الأطعمة التي تهيج الأمعاء وتجربة نظام “الفودماب” المنخفض بناءً على توصية الطبيب.
  • استخدام الأدوية الطبية المناسبة لتخفيف التقلصات المعوية وعلاج حالات الإمساك أو الإسهال وتناول مكملات البروبيوتيك لتحسين توازن البكتيريا النافعة.
  • إدارة التوتر والضغط النفسي من خلال تعليم الطفل تمارين التنفس وتقديم الدعم النفسي اللازم أو اللجوء للارتجاع البيولوجي.
  • التحكم في كميات اللاكتوز إذا كان الطفل يعاني من عدم تحمل له واستخدام الألياف بحذر شديد لتجنب زيادة الغازات.

يقع على عاتق الوالدين دور جوهري في إدارة أعراض القولون العصبي عند الأطفال وتخفيف وطأتها؛ حيث يمكنهم المساعدة عبر تشتيت انتباه الطفل بنشاط محبب أثناء نوبات الألم، كما يُنصح بتنظيم مواعيد الوجبات بدقة ومراقبة الأطعمة المحفزة للأعراض لتجنبها مستقبلاً لضمان راحة الطفل.

Exit mobile version