
فيديو رجل المترو الذي انتشر كالنار في الهشيم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية أثار حالة واسعة من الجدل والنقاش الحاد بين المتابعين في مصر والعالم العربي، حيث وثق المقطع المصور لحظات توتر عالية داخل إحدى عربات مترو الأنفاق بالقاهرة بين رجل مسن يرتدي الزي الصعيدي التقليدي وفتاة شابة كانت تجلس في المقعد المقابل له، وقد بدأ الخلاف عندما قرر الرجل توجيه ملاحظات قاسية للفتاة بخصوص طريقة جلوسها واضعاً نفسه في موضع الوصي عليها، وهو ما تسبب في اندلاع مشادة كلامية رصدتها عدسات الهواتف المحمولة وتناقلتها الصفحات الإخبارية بكثافة نظراً لغرابة الموقف وطبيعة الحوار الذي دار بين الطرفين أمام ركاب العربة.
تفاصيل ما حدث في فيديو رجل المترو والمشادة الكلامية
بدأت الواقعة التي وثقها فيديو رجل المترو عندما لاحظ الرجل المسن الذي ظهر بملامح غاضبة ومنفعلة أن الفتاة الجالسة أمامه تضع ساقاً على ساق أثناء رحلتها بالمترو، وهو الأمر الذي استفزه بشدة ودفعه للتدخل بشكل فوري ومباشر ليأمرها بتعديل وضعية جلوسها مدعياً أن هذا السلوك لا يصح ولا يليق في حضرة الرجال، وقد أظهر المقطع صوت الفتاة بوضوح وهي تدافع عن نفسها وتستنكر تدخله في شؤونها الخاصة بينما لم تظهر ملامح وجهها في التصوير، وتطور الموقف عندما أصر الرجل على رأيه ورفع صوته موجهاً اتهامات عامة للجيل الجديد بعبارات قاسية مثل “أنتوا مبتحترموش حد.. هو مفيش احترام خالص”، مما جعل الفتاة ترد عليه بنبرة حادة رافضة وصايته وقائلة “أنا كلمتك.. مالك أنت ومالي”، ليدخل الاثنان في سجال عقيم حول مفهوم الاحترام والحرية الشخصية داخل وسائل المواصلات العامة، ويبين الجدول التالي أبرز البيانات المتعلقة بهذه الواقعة كما تم تداولها:
| عنصر الواقعة | التفاصيل المرصودة |
|---|---|
| مكان الحدث | داخل إحدى عربات مترو الأنفاق |
| سبب الخلاف | جلوس الفتاة واضعة ساقاً على ساق |
| اللقب المتداول | رجل المترو |
| مظهر الرجل | يرتدي جلباباً وملابس صعيدية |
انقسام الآراء وغضب الرواد بسبب فيديو رجل المترو
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وفوري مع مشاهد فيديو رجل المترو، حيث عبرت الأغلبية العظمى عن استيائها الشديد من تصرف الرجل المسن وطريقته الهجومية في التعامل مع الفتاة في مكان عام، وقد أطلق النشطاء عليه لقب “رجل المترو” كنوع من التمييز لهذه الشخصية التي أثارت حفيظة المدافعين عن الحريات الشخصية وحقوق المرأة، واعتبر الكثيرون أن وضعية جلوس الفتاة بوضع ساق على ساق هي حرية شخصية بحتة لا تضر أحداً ولا يحق لأي شخص غريب أن يتدخل فيها أو يفرض رأيه عليها تحت أي مسمى سواء كان دينياً أو عرفياً، وأشار المعلقون إلى أن الاحترام لا يعني الخضوع لأوامر الغرباء أو قبول الإهانة في الأماكن العامة لمجرد اختلاف وجهات النظر حول العادات والتقاليد، وقد ركزت التعليقات على النقاط التالية التي لخصت أسباب الهجوم على الرجل:
- انتهاك الخصوصية عبر التدخل في طريقة جلوس فتاة لا يعرفها في مكان عام وتوجيه أوامر مباشرة لها دون وجه حق.
- استخدام نبرة صوت عالية وأسلوب منفعل يفتقر إلى الحكمة والموعدظة الحسنة مما تسبب في ترويع الفتاة وإحراجها.
- تعميم الاتهامات على جيل الشباب بالكامل بعدم الاحترام لمجرد رفض الفتاة الانصياع لأوامره الشخصية ورؤيته الخاصة.
الجدل الاجتماعي الذي فجره فيديو رجل المترو
لم يتوقف تأثير فيديو رجل المترو عند حدود المشاهدة والتعليق العابر بل فتح الباب واسعاً أمام نقاشات اجتماعية عميقة حول حدود النصيحة في الأماكن العامة والفرق بين الأمر بالمعروف والتدخل السافر في شؤون الآخرين، ويرى المدافعون عن الفتاة أن ما فعله الرجل يمثل نمطاً من أنماط الوصاية المجتمعية المرفوضة التي يحاول البعض فرضها على النساء في الشوارع والمواصلات، مؤكدين أن الفتاة لم ترتكب فعلاً فاضحاً أو مخلاً بالآداب يستدعي هذا الانفعال والهجوم، وفي المقابل حاول البعض التماس العذر للرجل نظراً لكبر سنه وخلفيته الثقافية التي قد ترى في هذه الجلسة نوعاً من التكبر أو عدم التقدير للكبار، إلا أن الرد الحاسم من الفتاة وتمسكها بحقها في الجلوس كما تشاء كان الرسالة الأقوى في الفيديو، حيث جسدت موقفاً رافضاً للسلطة الأبوية التي يمارسها الغرباء في المجال العام، ويظل هذا المقطع دليلاً حياً على صراع الأجيال واختلاف المفاهيم الاجتماعية بين ما هو موروث وما هو حق شخصي أصيل لا يقبل النقاش أو التنازل.
