
تعتبر صحة البنكرياس الركيزة الأساسية لضمان استقرار العمليات الحيوية في جسد الإنسان، فهذا العضو القوي الذي يتمركز بهدوء في عمق البطن يؤدي دورًا مزدوجًا لا غنى عنه يتمثل في إفراز العصارات الهاضمة لتفتيت الطعام، وإنتاج الهرمونات الدقيقة مثل الأنسولين والجلوكاجون لضبط سكر الدم وفقًا لما ذكره موقع “كليفيلاند كلينيك”، ورغم هذه الأهمية القصوى فإننا غالبًا ما نغفل عن العناية به حتى تداهمنا الأعراض المزعجة كالالتهابات ومقاومة الأنسولين واضطرابات الجهاز الهضمي، مما يجعل الوعي المبكر بالعادات اليومية الخاطئة خط الدفاع الأول لحماية نفسك.
أثر استهلاك السكريات المفرط على صحة البنكرياس
يندرج الإفراط في تناول السكريات ضمن أخطر العادات التي تهدد سلامة هذا العضو، حيث أن تناول الحلويات المغطاة بالشوكولاتة والمشروبات الغازية وحتى الأطعمة التي يتم تسويقها على أنها صحية يضع حملًا ثقيلًا عليه، ومع استمرار تدفق السكر إلى الدم يجد البنكرياس نفسه مجبرًا على العمل بطاقة قصوى لإنتاج كميات هائلة من الأنسولين لمحاولة السيطرة على مستويات الجلوكوز المرتفعة، وبمرور الوقت تؤدي هذه الحالة من الإجهاد المستمر إلى تراجع كفاءة العضو مما يمهد الطريق للإصابة بمقاومة الأنسولين ومرحلة ما قبل السكري، وقد أشارت دراسة حديثة أجريت عام 2025 ونُشرت في مجلة التغذية المتخصصة إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين زيادة تناول الأطعمة الحلوة وارتفاع خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن، مما يستوجب الحذر الشديد ومراقبة ما نأكله يوميًا لضمان استمرار صحة البنكرياس وعمله بكفاءة.
مخاطر الإفراط في الطعام وتهديد صحة البنكرياس
تؤدي عادة الإفراط في تناول الطعام وتعدد الوجبات الخفيفة طوال اليوم إلى إخلال جسيم بالوظيفة الثانية للبنكرياس وهي إنتاج الإنزيمات الهاضمة، فعندما لا يتوقف الإنسان عن الأكل يضطر العضو لمواصلة إفراز هذه الإنزيمات دون راحة، مما يزيد بمرور الوقت من احتمالية حدوث الالتهابات والاضطرابات الهضمية المعقدة، ووفقًا لدراسة علمية نُشرت عام 2006 في مجلة “Biochemical and Biophysical Research Communications” فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون لفترات طويلة تسبب في إصابات مزمنة واضطرابات في الدورة الدموية الدقيقة للبنكرياس لدى الفئران، كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت عام 2012 في المجلة السعودية لأمراض الجهاز الهضمي أن الإسراف في تناول الوجبات الغنية بالبروتين والدهون قد يكون محفزًا لنوبات التهاب البنكرياس الحاد لدى البشر، علاوة على أن هذا النمط الغذائي يؤدي حتمًا للسمنة التي ترتبط بشكل وثيق بتدهور صحة البنكرياس وزيادة مخاطر الالتهاب.
- الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة المستمرة لإراحة الجهاز الهضمي
- تقليل استهلاك الدهون المشبعة والبروتينات الحيوانية المفرطة
- تجنب الحلويات المصنعة والمشروبات عالية السكر
- الحفاظ على وزن مثالي لتخفيف الضغط على الأعضاء الداخلية
دور التدخين والضغط النفسي في تدهور صحة البنكرياس
لا تقتصر المدمرات الصامتة للجسم على الطعام فحسب بل يمثل التدخين والتوتر ثنائيًا فتاكًا، فالتدخين لا يدمر الرئتين والقلب فقط بل يمتد تأثيره ليفتك بالبنكرياس، حيث تحتوي السجائر على أكثر من 4000 مادة كيميائية سامة تزيد من حدة الالتهابات والضغط على الأنسجة، وقد حددت الأبحاث أكثر من 60 مادة منها كمسرطنات محتملة ترفع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وفقًا لدراسة نُشرت عام 2014 في مجلة علاج السرطان، وعلى الجانب الآخر يعمل الإجهاد النفسي كآلية تدمير داخلي تشبه التدخين، فمع ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول الناتج عن القلق يختل تنظيم سكر الدم ويزداد الطلب على الأنسولين، وقد أكدت دراسة نُشرت عام 2014 في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي أن الإجهاد المزمن يفاقم خطر الإصابة باضطرابات البنكرياس الخارجية والنوبات الالتهابية، مما يجعل الاستقرار النفسي والإقلاع عن التدخين ضرورة ملحة للحفاظ على صحة البنكرياس وتجنب المضاعفات.
| العادة الضارة | التأثير المباشر على البنكرياس وفقًا للدراسات |
|---|---|
| تناول السكريات بكثرة | إجهاد إنتاج الأنسولين وزيادة خطر الالتهاب المزمن |
| التدخين | التعرض لمواد مسرطنة والتهاب الأنسجة الحاد |
| الإجهاد والتوتر | ارتفاع الكورتيزول واضطراب وظائف السكر في الدم |
إن ما نمارسه من عادات يومية قد يبدو بسيطًا في لحظته لكن أثره يتراكم ليشكل الفارق بين الحياة الصحية والمعاناة المرضية، فإن الخيارات التي تتخذها اليوم سواء بالتوقف عن التدخين أو ضبط نظامك الغذائي لن تحميك ليوم واحد فقط بل ستمتد لتؤثر على جودة حياتك لسنوات قادمة، فبدلًا من المخاطرة بزيارات متكررة للمستشفيات بسبب نوبات الألم أو الأمراض المزمنة، يمكنك البدء فورًا في تبني نمط حياة وقائي يضمن سلامة واستدامة صحة البنكرياس.
