
أطعمة يُعتقد أنها صحية تتصدر القوائم التسويقية في المتاجر الكبرى وتخدع المستهلكين بشعارات براقة تعدهم بالرشاقة والحيوية المستمرة، ولكن الواقع الغذائي لهذه المنتجات يكشف عن كميات مخفية ومرتفعة من السكريات والدهون المشبعة والأملاح التي تجعلها خيارات سيئة لمن يبحث عن نمط حياة متوازن؛ حيث كشف تقرير طبي متخصص نشره موقع “heart and stroke” أن الاعتماد العشوائي على هذه الأصناف دون قراءة المكونات قد يؤدي إلى نتائج عكسية وأضرار صحية جسيمة بدلاً من الفائدة المرجوة منها.
حقيقة السكر المخفي في أطعمة يُعتقد أنها صحية
يقع الكثيرون في فخ تناول وجبات إفطار تبدو مثالية ولكنها في الواقع قنابل موقوتة من السكر والسعرات الحرارية الفارغة، فعلى سبيل المثال يعتبر الزبادي المحلى بالنكهات من أشهر الأمثلة على أطعمة يُعتقد أنها صحية بينما يحتوي الكوب الواحد منه على ما يقارب 30 جرامًا من السكر وهو ما يعادل سبع ملاعق ونصف أو كمية السكر الموجودة في لوح شوكولاتة كامل؛ وتنسحب هذه الخديعة أيضًا على دقيق الشوفان المحلى الجاهز للتحضير الذي يتم إغراق فوائد الحبوب الكاملة فيه بجرعات مكثفة من السكر المضاف، وكذلك ألواح الجرانولا التي يتم الترويج لها كوجبة خفيفة للرياضيين بينما هي في الغالب مجرد قطع من الحلوى المغلفة بالشوفان والمليئة بقطع المارشميلو ورقائق الشوكولاتة والقطر الصناعي، لذلك فإن الخيار الأذكى هو تحضير هذه الوجبات منزليًا باستخدام الزبادي اليوناني الطبيعي أو الشوفان الخام وإضافة الفاكهة الطازجة للتحلية الطبيعية.
فيما يلي مقارنة توضح الفارق الكبير بين المنتجات التجارية وبدائلها الطبيعية التي تحمي جسمك من السكر الزائد:
| المنتج التجاري (غير صحي) | البديل الطبيعي (صحي) | السبب الرئيسي للضرر |
|---|---|---|
| زبادي بالنكهات الصناعية | زبادي يوناني مع توت طازج | يحتوي على 30 جم سكر مضاف |
| شوفان سريع التحضير محلى | شوفان خام مع تفاح وموز | تغطية الحبوب بطبقات سكرية |
| ألواح جرانولا جاهزة | مكسرات نيئة وفواكه مجففة | انخفاض الألياف وارتفاع السكر |
خدع تسويقية في أطعمة يُعتقد أنها صحية ومكوناتها الحقيقية
تستمر القائمة لتشمل منتجات مالحة وأخرى خفيفة يظن المستهلك أنها آمنة تمامًا ولا تسبب زيادة الوزن أو مشاكل القلب، حيث يأتي السوشي في مقدمة أي قائمة تضم أطعمة يُعتقد أنها صحية بفضل سمعته اليابانية الراقية، لكن الحقيقة الصادمة تكمن في أن لفائف السوشي تعتمد بشكل أساسي على الأرز الأبيض المكرر الذي يرفع سكر الدم بسرعة وعند غمسه في صلصة الصويا يحصل الجسم على جرعات هائلة من الصوديوم والكربوهيدرات المكررة؛ وبالانتقال إلى المخبوزات نجد أن مخبوزات نخالة القمح “المافن” التي تباع في المقاهي تحتوي الواحدة منها على 400 سعرة حرارية و36 جرامًا من السكر مقابل كمية ضئيلة جدًا من الألياف لا تتجاوز 4 جرامات، كما أن المعجنات المالحة التي كانت تعتبر بديلًا للدهون أثبتت الدراسات أن دقيقها المكرر وملحها الكثيف يضر بصحة القلب والشرايين تمامًا مثل الأطعمة المقلية، ولهذا السبب تم إعادة تصنيف هذه المنتجات ضمن الفئات التي يجب الحذر منها بشدة.
هناك مجموعة أخرى من المنتجات التي تعتمد على التلاعب بالمسميات والمكونات لبيع الوهم للمستهلك، وتشمل القائمة التالية أبرز هذه المنتجات ومكوناتها المخفية:
- حلوى الفاكهة المطاطية: تعتمد على “مركز عصير الفاكهة” الذي هو مجرد اسم آخر للسكر الخالص وتفتقر للألياف الموجودة في الفاكهة الحقيقية.
- كريمة البندق والشوكولاتة: تروج لاحتوائها على الحليب والبندق بينما المكونات الأساسية هي السكر وزيت النخيل غير المغذي.
- أعواد الخضار المقرمشة: ليست خضراوات حقيقية بل هي عجين من دقيق الذرة ونشا البطاطس مع صبغات لونية من مسحوق الشمندر أو السبانخ.
- الماء المدعم بالفيتامينات: مشروب غير ضروري يجمع بين الماء وملونات الطعام والسكر ويمكن استبداله بالماء النقي مع قطرات الليمون.
كيفية التعامل بذكاء مع أطعمة يُعتقد أنها صحية
لا يعني اكتشاف حقيقة هذه المنتجات التوقف التام عن تناول كل ما نحبه أو العيش في حرمان دائم، ولكن الهدف هو الوعي التام بما يدخل أجسامنا وعدم الانخداع بالمسميات التجارية التي تضع ملصق أطعمة يُعتقد أنها صحية على منتجات رديئة القيمة الغذائية؛ فالقاعدة الذهبية التي ينصح بها الخبراء هي قاعدة 80/20 التي تمنحك توازنًا نفسيًا وجسديًا، وتعني أن تحرص على تناول طعام صحي وطبيعي حقيقي بنسبة 80% من وقتك، بينما تترك مساحة 20% لتناول بعض هذه الأطعمة اللذيذة باعتدال ودون شعور بالذنب، مع الحرص دائمًا على قراءة الملصقات الخلفية للمنتجات والبحث عن المكونات الصريحة مثل السكر والزيوت المهدرجة والدقيق المكرر، واستبدال الوجبات المصنعة بوجبات منزلية الصنع مثل كعك النخالة البيتي أو الفشار المحضر بالهواء الساخن كبديل للمقرمشات، فهذا الوعي البسيط هو الخطوة الأولى نحو صحة مستدامة وجسم خالٍ من الأمراض المزمنة.
