التهاب الحلق من جانب واحد: متى يشير لأمراض خطيرة وما العلامات التي تستوجب زيارة الطبيب؟

التهاب الحلق من جانب واحد: متى يشير لأمراض خطيرة وما العلامات التي تستوجب زيارة الطبيب؟

ألم الحلق في جانب واحد هو شكوى شائعة قد تباغتك عند الاستيقاظ من النوم أو خلال ممارسة نشاطك اليومي لتجد نفسك تعاني من صعوبة واضحة في البلع أو التحدث دون وجود أعراض البرد التقليدية؛ وتعد هذه الظاهرة عرضًا سريريًا وليست مرضًا مستقلاً بحد ذاته إذ تشير التقارير الطبية إلى أنها قد تنتج عن مجموعة متنوعة من العوامل التي تتراوح بين الالتهابات البكتيرية البسيطة والمشاكل المزمنة أو حتى الحالات النادرة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لتحديد السبب الجذري وعلاجه بدقة.

علاقة التهاب اللوزتين والغدد بظهور ألم الحلق في جانب واحد

تعتبر اللوزتان خط الدفاع الأول للجسم ضد الميكروبات وموقعهما في مؤخرة الفم يجعلهما عرضة للالتهاب الذي يؤدي غالبًا إلى ألم الحلق في جانب واحد إذا تركزت العدوى في جهة محددة؛ وعندما تتعرض اللوزتان لهجوم بكتيري أو فيروسي مكثف قد يحدث تورم وانتفاخ يمتد أحياناً ليشمل الأنسجة المحيطة مما يؤدي لظهور ما يعرف بالخراج حول اللوزة وهو عبارة عن تجمع صديدي مؤلم للغاية يسبب صعوبة في فتح الفم ويحتاج غالباً لتدخل طبي لتصريف القيح المتراكم بشكل آمن وفوري؛ ومن ناحية أخرى تلعب الغدد اللمفاوية المنتشرة على جانبي الرقبة دوراً محورياً في الاستجابة المناعية حيث تتورم كرد فعل طبيعي لأي عدوى قريبة مثل التهاب الأذن أو مشاكل الأسنان أو نزلات البرد مما يولد شعوراً بالألم في جهة واحدة يشبه ألم الحلق الداخلي؛ وفي بعض الحالات النادرة قد يكون التورم المستمر في هذه الغدد مؤشراً على أمراض فيروسية مثل كثرة الوحيدات أو حتى أورام لمفاوية تستدعي الفحص الدقيق.

أسباب غير تقليدية تؤدي إلى ألم الحلق في جانب واحد

لا يقتصر الشعور بالانزعاج في جهة واحدة من البلعوم على الالتهابات المباشرة فقط بل توجد مسببات أخرى قد يغفل عنها الكثيرون وتؤدي إلى استمرار ألم الحلق في جانب واحد لفترات متفاوتة؛ فعلى سبيل المثال تتكون حصى اللوزتين نتيجة تراكم بقايا الطعام والخلايا الميتة في تجاويف اللوزة مما يخلق بؤرًا صلبة ذات رائحة كريهة تسبب وخزًا وصعوبة عند البلع في الجانب المصاب؛ كما تلعب متلازمة التنقيط الأنفي الخلفي دوراً في تهيج الحلق المزمن حين تتسرب الإفرازات من الأنف إلى الخلف باستمرار؛ ولا ننسى تأثير الارتجاع المعدي المريئي حيث يرتد حمض المعدة ليسبب حرقانًا وتلفاً في الأنسجة قد يتركز في جهة واحدة خاصة عند النوم بوضعية معينة؛ ويوضح الجدول التالي أبرز الفروقات بين هذه المسببات لتسهيل التمييز بينها:

المسبب المحتمل الأعراض المصاحبة المميزة
حصى اللوزتين رائحة فم كريهة، شعور بجسم غريب، بقع بيضاء
الارتجاع المريئي حرقة في الصدر، طعم حامض، بحة في الصوت
إجهاد الأحبال الصوتية تغير نبرة الصوت، ألم موضعي بعد الصراخ أو الغناء
الأورام (نادرة) كتلة في الرقبة، فقدان وزن، نزيف أنفي

إضافة إلى ما سبق ذكره في الجدول فإن العدوى الفيروسية لدى الأطفال مثل مرض اليد والقدم والفم قد تسبب تقرحات مؤلمة تتركز في جانب واحد؛ وكذلك فإن الاستخدام المفرط للصوت قد يجهد أحد الأحبال الصوتية مسبباً ألماً وبحة مستمرة تحتاج للراحة التامة للتعافي.

متى يستدعي ألم الحلق في جانب واحد زيارة الطبيب والعلاج؟

يعتمد المسار العلاجي لإنهاء معاناة ألم الحلق في جانب واحد بشكل كلي على التشخيص الدقيق للمسبب الرئيسي حيث تختلف البروتوكولات الطبية باختلاف الحالة؛ فالالتهابات البكتيرية تتطلب كورسًا من المضادات الحيوية يصفه الطبيب المختص بينما يتم التعامل مع العدوى الفيروسية عبر الراحة وشرب السوائل الدافئة واستخدام المسكنات لتخفيف حدة الأعراض؛ أما في حالات الارتجاع المعدي فيجب تعديل النظام الغذائي واستخدام أدوية مضادة للحموضة؛ وفي الحالات الأكثر تعقيدًا مثل الخراج أو الحصى الكبيرة قد يكون الإجراء الجراحي المحدود هو الحل الأمثل لاستعادة العافية؛ ومن الضروري جداً مراقبة الأعراض بدقة والتوجه فوراً لطبيب الأنف والأذن والحنجرة إذا لاحظت أيًا من العلامات التحذيرية التالية التي قد تشير إلى تفاقم الحالة:

  • استمرار الألم لأكثر من أسبوعين دون تحسن ملحوظ.
  • صعوبة شديدة في البلع تمنع تناول الطعام أو الشرب.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ ومستمر.
  • ظهور كتلة غريبة وغير مبررة في منطقة الرقبة.
  • صعوبة في التنفس أو فتح الفم بشكل طبيعي.

إن الوعي بهذه العلامات والتدخل المبكر يساهم بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء ومنع حدوث مضاعفات خطيرة قد تنتج عن إهمال ألم الحلق في جانب واحد خاصة إذا كان ناتجاً عن أورام أو التهابات عميقة تتطلب منظاراً أو أشعة مقطعية للتشخيص الدقيق؛ ويبقى الحفاظ على نظافة الفم وترطيب الحلق والابتعاد عن التدخين من أهم العوامل الوقائية التي تضمن سلامة الجهاز التنفسي العلوي وتمنع تكرار هذه النوبات المؤلمة مستقبلاً.

Exit mobile version