أسباب برودة الأطراف في الشتاء تعد ظاهرة شائعة جدا يعاني منها الكثيرون بمجرد انخفاض درجات الحرارة؛ حيث يلاحظ البعض برودة شديدة في اليدين والقدمين تحديدا خلال ساعات الليل؛ وقد أشار موقع مؤسسة القلب البريطانية إلى أن هذا الأمر قد يكون رد فعل طبيعيا للجسم أو علامة تحذيرية لوجود حالة صحية كامنة تتطلب الانتباه.
عندما ينخفض الطقس وتبدأ درجات الحرارة بالهبوط تنقبض الأوعية الدموية كآلية دفاعية للحفاظ على حرارة الجسم؛ مما يؤدي تلقائيا إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب لضخ الدم بقوة أكبر؛ حيث يعطي الجسم الأولوية للأعضاء الحيوية مثل الدماغ والرئتين والكليتين على حساب الأطراف؛ وهذا يفسر شعور البرودة في اليدين والقدمين؛ ولكن إذا كان هذا الشعور مفرطا فقد يكون دليلا على ضعف الدورة الدموية أو مشكلة قلبية تحتاج إلى تقييم.
علاقة أمراض القلب مع أسباب برودة الأطراف في الشتاء
تؤثر صحة القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر على تنظيم حرارة الأطراف ومدى وصول الدم إليها؛ حيث توجد حالات مرضية مزمنة تساهم في تفاقم هذه المشكلة وتجعل البرودة مستمرة وليست مجرد عرض مؤقت؛ ومن أبرز هذه الحالات ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه الشديد الذي يؤثر على كفاءة الضخ؛ بالإضافة إلى مرض الشرايين المحيطية الذي يضيق الشرايين ويحد من تدفق الدم إلى الساقين والقدمين؛ وصولا إلى السكتة القلبية التي تعد من أخطر المضاعفات المرتبطة بضعف عضلة القلب.
لا تتوقف أسباب برودة الأطراف في الشتاء عند مشاكل القلب فحسب بل تمتد لتشمل اضطرابات أخرى؛ مثل مشاكل الغدة الدرقية التي تنظم عملية التمثيل الغذائي والسكري الذي يؤثر على الأعصاب؛ فضلا عن فقر الدم والتوتر والقلق النفسي الذي يحفز إفراز هرمونات تضيق الأوعية الدموية؛ وهناك اضطراب شائع يعرف بمرض “رينود” يسبب تحول أصابع اليدين والقدمين والآذان إلى اللون الأبيض أو الأزرق مع شعور بالخدر؛ وذلك بسبب الحساسية المفرطة للشرايين الصغيرة تجاه البرد.
فيما يلي جدول يوضح الفروقات بين البرودة الطبيعية والمرضية لمساعدتك على فهم أسباب برودة الأطراف في الشتاء بشكل أوضح:
| نوع البرودة | الأعراض المميزة |
|---|---|
| البرودة الطبيعية | تزول عند التدفئة، لا يوجد تغير كبير في لون الجلد، لا تسبب ألما شديدا |
| مرض رينود | تغير لون الأصابع للأبيض أو الأزرق، وخز وتنميل، ألم عند عودة الدفء |
| مشاكل الدورة الدموية | برودة دائمة حتى في الدفء، شحوب الجلد، احتمالية وجود قرح بالساقين |
تشخيص أسباب برودة الأطراف في الشتاء وعلامات الخطر
يعد مرض رينود حالة خاصة تستدعي الفهم الدقيق لآلية عمل الجسم؛ حيث تنغلق الأوعية الدموية الصغيرة تماما مما يقطع إمداد الدم عن الأطراف؛ ورغم أن السبب الدقيق لا يزال مجهولا إلا أن إعادة تدفئة المنطقة تؤدي لعودة التدفق الطبيعي للدم وتحول الجلد للون الأحمر مع شعور بالألم؛ ولتحديد ما إذا كانت أسباب برودة الأطراف في الشتاء لديك تستدعي القلق يجب مراقبة الأعراض بدقة؛ فإذا استمرت البرودة حتى في البيئات الدافئة أو ظهرت تقرحات وبقع على الجلد فيجب استشارة الطبيب فورا لإجراء الفحوصات اللازمة.
يتطلب التعامل مع هذه الحالة وعيا كاملا بالعلامات التي تشير إلى مشكلة طبية خطيرة؛ فمجرد الشعور بالوخز أو التنميل المستمر أو رؤية تغيرات لونية واضحة على الجلد يعد إنذارا لا يمكن تجاهله؛ حيث يقوم الطبيب بتقييم الحالة بناء على التاريخ المرضي والفحوصات السريرية لتحديد العلاج المناسب؛ والهدف الأساسي هو استبعاد وجود أمراض خطيرة مثل تصلب الشرايين أو قصور القلب التي قد تكون هي المحرك الخفي وراء هذه الأعراض المزعجة.
نصائح للوقاية والحد من أسباب برودة الأطراف في الشتاء
يمكن تحسين الدورة الدموية وتخفيف حدة الأعراض من خلال اتباع نمط حياة صحي وإجراءات وقائية بسيطة؛ حيث تساهم هذه الخطوات في تدفئة الجسم بشكل آمن وفعال دون التعرض لمخاطر الحروق أو إصابات الجلد؛ ولتحقيق أفضل النتائج والسيطرة على أسباب برودة الأطراف في الشتاء ينصح بتطبيق الإرشادات التالية بانتظام:
- ارتداء القفازات والجوارب السميكة للحفاظ على الحرارة مع تجنب وضع الأطراف مباشرة على المدافئ لتفادي الحروق.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتنشيط الدورة الدموية وضخ الدم لجميع أنحاء الجسم.
- الامتناع عن التدخين وتناول أطعمة صحية تدعم صحة القلب والشرايين.
- التحكم في مستويات التوتر والقلق كونهما من المحفزات الرئيسية لمرض رينود وانقباض الأوعية.
إن الالتزام بهذه النصائح يساعد بشكل كبير في التغلب على برودة الطقس والحفاظ على سلامة أطرافك؛ لذا احرص دائما على مراقبة جسدك ولا تتردد في طلب المشورة الطبية عند الحاجة لضمان شتاء دافئ وصحة مستدامة.