
آلة غسل الإنسان التي أطلقتها إحدى الشركات اليابانية الرائدة هذا الأسبوع تعد طفرة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا الصحية والرفاهية؛ إذ ظهر هذا الابتكار الفريد لأول مرة خلال فعاليات معرض إكسبو أوساكا 2025 ليخطف الأنظار عالميًا، وبعد فترة ترقب دامت عدة أشهر من الاهتمام الجماهيري والإعلامي المكثف أصبح بإمكان المستهلكين داخل اليابان خوض هذه التجربة الاستثنائية التي تمزج ببراعة بين أحدث التقنيات الهندسية وبين مفاهيم العناية بالجسم، لتنقل تجربة الاستحمام التقليدية إلى مستوى مستقبلي يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي والأنظمة الآلية الدقيقة.
تقنيات الرفاهية في آلة غسل الإنسان الحديثة
تعمل هذه المنظومة المتطورة كغرفة استحمام آلية فائقة الجودة تشبه في تصميمها كبسولات الفضاء الفاخرة المخصصة للعلاج بالمياه؛ حيث تغسل أجساد المستخدمين بالكامل من الرأس حتى أخمص القدمين في غضون دقائق معدودة دون أي عناء، وتبدأ الرحلة بدخول الشخص إلى الكبسولة والاستلقاء على مقعد مصمم هندسياً ليوفر أقصى درجات الراحة، ثم تغلق الوحدة أبوابها لبدء عملية التنظيف الشاملة التي تعتمد تقنيات حديثة للغاية، وتستخدم الآلة تقنية الفقاعات الميكروية الدقيقة القادرة على اختراق المسام بعمق لإزالة الزيوت المتراكمة والأوساخ والجلد الميت بكفاءة عالية تفوق الطرق التقليدية، بينما تعمل المجسات المتطورة المزروعة داخل الكبسولة على مراقبة المؤشرات الحيوية للمستخدم لحظة بلحظة لضمان سلامته التامة ومنع أي حالات إغماء أو توتر قد تحدث نتيجة الحرارة أو البخار.
تتجاوز وظيفة آلة غسل الإنسان مجرد التنظيف الجسدي لتصل إلى تقديم تجربة حسية متكاملة تهدف إلى الاسترخاء العميق؛ إذ تقوم الآلة بشطف الفقاعات وتجفيف الجسم بتيارات هوائية لطيفة مع تشغيل موسيقى هادئة وبرامج صوتية مصممة خصيصًا لتهدئة الأعصاب، وقد صرحت المتحدثة باسم الشركة المنتجة “ساتشيكو مايكورا” بأن هذا الجهاز لا يكتفي بغسل الجسد فحسب بل إنه “يغسل الروح” أيضًا بفضل شعور الراحة النفسية الذي يمنحه، وتستغرق الجلسة الكاملة حوالي 15 دقيقة فقط يتم خلالها تنفيذ عدة مراحل دقيقة لضمان النظافة والرفاهية في آن واحد:
- مرحلة المسح الأولي للجسم وضبط الوضعية المناسبة للمستخدم داخل الكبسولة لضمان الاسترخاء.
- ضخ الفقاعات الميكروية الدقيقة التي تخترق المسام وتنظف البشرة بعمق وتزيل الشوائب.
- مراقبة العلامات الحيوية مثل نبضات القلب ودرجة الحرارة عبر مستشعرات الذكاء الاصطناعي.
- مرحلة الشطف والتجفيف الآلي المتزامنة مع مؤثرات صوتية وبصرية لتعزيز الهدوء النفسي.
تاريخ آلة غسل الإنسان والمواصفات الفنية
يعود الإلهام الأصلي وراء ابتكار آلة غسل الإنسان إلى أكثر من نصف قرن؛ وتحديدًا في معرض أوساكا لعام 1970 عندما عرضت شركة “سانيو إلكتريك” حينها نموذجًا أوليًا لهذه الفكرة الجريئة، وقد ألهم ذلك المشهد الطفل “ياسواكي أوياما” الذي يشغل حاليًا منصب رئيس شركة Science المطورة للجهاز الجديد؛ حيث قرر إعادة إحياء حلم الطفولة مستفيدًا من القفزات الهائلة التي حققتها البشرية في مجالات الروبوتات والمعالجة التكنولوجية الدقيقة خلال العقود الماضية، ليحول الفكرة من مجرد خيال علمي قديم إلى واقع ملموس يمكن تجربته واستخدامه فعليًا في العصر الحديث، وقد تم تصميم الكبسولة الجديدة بأبعاد هندسية مدروسة لتناسب مختلف الأحجام والأوزان وتوفر مساحة كافية للشعور بالحرية وعدم الانحصار.
يتميز الهيكل الخارجي والداخلي للكبسولة بضخامة مدروسة تضمن الراحة التامة للمستخدمين؛ حيث يبلغ طول الوحدة حوالي مترين ونصف المتر مما يسمح باحتواء معظم الأشخاص بوضعيات استلقاء مريحة للغاية، وتعتمد التقنية الأساسية في التنظيف على أنظمة الفقاعات الدقيقة التي أثبتت فعاليتها مسبقًا وتستخدم حاليًا في عدد من أرقى الحمامات والمنتجعات اليابانية الفاخرة، ويمكن تلخيص أبرز المواصفات والأرقام المتعلقة بهذا الابتكار في الجدول التالي لتوضيح حجم الإنجاز الهندسي:
| المواصفة | التفاصيل والبيانات |
|---|---|
| الطول الإجمالي للكبسولة | 2.5 متر |
| الارتفاع والعرض | الارتفاع 2.6 متر / العرض 1 متر |
| مدة دورة الغسيل | 15 دقيقة شاملة التنظيف والتجفيف |
| حجم الإنتاج المتوقع | 40 إلى 50 وحدة فقط (صناعة يدوية) |
سعر آلة غسل الإنسان وخطط التوزيع
على الرغم من التقنيات المذهلة التي تقدمها آلة غسل الإنسان فإن التكلفة المادية تظل العائق الأكبر أمام انتشارها الواسع؛ إذ من المقرر طرح الجهاز في الأسواق بسعر باهظ يناهز 60 مليون ين ياباني وهو ما يعادل تقريبًا 385 ألف دولار أمريكي، وهذا السعر المرتفع يجعل امتلاكها في المنازل أمرًا صعب المنال للأغلبية العظمى من البشر؛ ولهذا السبب توجه الشركة المصنعة استراتيجيتها التسويقية بشكل أساسي نحو قطاع الأعمال الفاخر، وتستهدف الفنادق ذات الخمس نجوم والمنتجعات الصحية الراقية و”الأونسن” التقليدية إضافة إلى الحدائق الترفيهية الكبرى التي تبحث عن تقديم تجارب حصرية لزوارها الأثرياء.
تخطط الشركة لإنتاج عدد محدود جدًا من الوحدات يتراوح بين 40 إلى 50 وحدة فقط؛ حيث سيتم تصنيع كل آلة غسل الإنسان منها يدويًا لضمان أعلى معايير الجودة والدقة في التركيب، وقد بدأت الطلبات بالفعل في التدفق على الشركة المصنعة؛ إذ أكد أحد الفنادق اليابانية الفاخرة شراء أول وحدة ليقدمها لعملائه المميزين، بينما سارعت جهات أخرى لحجز ما بين خمس إلى ثماني وحدات إضافية لتكون من أوائل المقتنين لهذه التكنولوجيا الثورية، ويعكس هذا الإقبال المبكر رغبة المؤسسات السياحية في الاستثمار في تقنيات المستقبل لجذب الانتباه وتقديم خدمات غير مسبوقة.
يبدو أن مستقبل الاستحمام والرفاهية الشخصية يتجه نحو مزيد من الأتمتة والذكاء الاصطناعي الذي يعتني بأدق تفاصيل الجسد والروح معًا.
