
أثارت لعبة Divinity من استوديو Larian ضجة إعلامية هائلة فور الكشف عن عرضها التشويقي الأول ضمن فعاليات حفل جوائز الألعاب الأخير، حيث تضمن الفيديو مشاهد جريئة وغير مسبوقة تسببت في انقسام حاد بين الجماهير والنقاد على حد سواء؛ مما دفع الشركة المطورة للخروج عن صمتها لتوضيح الرؤية الفنية الكامنة خلف هذه المشاهد الصادمة التي اعتبرها البعض دموية بشكل مبالغ فيه وتتجاوز الخطوط الحمراء المعتادة في الصناعة.
طبيعة الجدل حول لعبة Divinity من استوديو Larian
جاء الكشف عن لعبة Divinity من استوديو Larian ليحمل معه مفاجأة من العيار الثقيل خاصة بعد النجاح الساحق الذي حققته تحفتهم السابقة Baldur’s Gate 3 الفائزة بلقب لعبة العام؛ إذ احتوى العرض على لقطات وُصفت بأنها الأكثر جرأة وقسوة في تاريخ الإعلانات الترويجية للألعاب الإلكترونية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة شريحة واسعة من المتابعين الذين تساءلوا بجدية عن النبرة الفنية والتوجه القصصي الذي يتبناه الفريق في مشروعه الواعد هذا، لا سيما أن المشاهد المعروضة كسرت كافة التوقعات المسبقة عن النمط الفانتازي التقليدي الذي اعتاد عليه اللاعبون في السنوات الأخيرة من خلال تقديم صور بصرية شديدة الواقعية والعنف.
لم يتوقع الكثيرون أن تتجه لعبة Divinity من استوديو Larian نحو هذا المنحنى السوداوي القاتم الذي ظهر بوضوح في المشاهد العنيفة، حيث بدا أن المطور يرغب في إيصال رسالة محددة مفادها أن العالم الجديد لا يرحم ولا يقدم تنازلات لإرضاء الحساسيات المعتادة؛ وهذا التوجه الجريء وضع الجمهور أمام تساؤلات مشروعة حول الحدود الفاصلة بين الحرية الإبداعية وبين الرغبة في إثارة الصدمة البصرية المجردة لجذب الانتباه في حدث عالمي يتابعه الملايين، ولتوضيح أبرز الفوارق التي لفتت انتباه الجمهور بين التوقعات وما تم عرضه يمكن الاطلاع على الجدول التالي الذي يلخص ملامح التجربة الجديدة:
| عنصر المقارنة في العرض | التوجه الجديد في Divinity |
|---|---|
| النبرة العامة للأحداث | سوداوية، عنيفة، وتستهدف إثارة المشاعر المعقدة |
| طريقة تقديم العالم | واقعية قاسية ترفض التجميل أو التلطيف المعتاد |
ردود الأفعال ورسالة لعبة Divinity من استوديو Larian
سارع مايكل داوس مدير النشر في الفريق لتوضيح الموقف بشكل رسمي نافياً أن يكون الهدف من العرض هو إثارة الاشمئزاز أو البحث عن الضجة عبر الصدمة الرخيصة؛ بل أكد في تصريحاته أن استراتيجية لعبة Divinity من استوديو Larian تعتمد كلياً على التعامل مع الجمهور بمستوى عالٍ من الاحترام الفكري، مشيراً إلى أن عشاق ألعابهم يمتلكون القدرة الكاملة على استيعاب العوالم ثلاثية الأبعاد المعقدة والغامضة دون الحاجة إلى عمليات تبسيط ساذجة أو تلطيف للواقع الافتراضي القاسي الذي تدور فيه الأحداث، وهو ما يعكس ثقة المطور الكبيرة في نضج مجتمعه وقدرته على تقبل الطرح الفني المغاير للسائد في السوق حالياً.
يرتكز المفهوم الأساسي وراء هذا التوجه الفني على تقديم تجربة لا تضع اللاعب دائماً في دور المنقذ التقليدي للعالم، بل تغمسه في بيئة تفاعلية تتسم بعدة خصائص مميزة تعكس هوية السلسلة الجديدة؛ ويمكن تلخيص ركائز هذه الفلسفة التطويرية التي ذكرها داوس في النقاط الجوهرية التالية التي تشكل عماد التجربة المرتقبة وتبرر المشاهد التي ظهرت في العرض:
- التعامل مع الجمهور بذكاء واحترام قدرتهم على الفهم العميق للسياق الدرامي.
- تقديم عوالم خيالية سوداوية تعكس طبيعة الكون الوحشي الذي تدور فيه القصة.
- رفض فكرة الفانتازيا البطولية السطحية لصالح تجربة أكثر عمقاً وتأثيراً.
مستقبل التوجه الفني في لعبة Divinity من استوديو Larian
تشير كافة المعطيات الحالية وتصريحات الفريق الرسمية إلى أن لعبة Divinity من استوديو Larian ستقدم تجربة فانتازيا كئيبة وعنيفة قد تكون غير مريحة للبعض في أوقات كثيرة، وهو مسار يراه المطورون امتداداً طبيعياً لهويتهم الإبداعية المتطورة التي لا تخشى الخوض في المناطق الرمادية؛ خاصة وأن قاعدة جماهيرهم العريضة التي تشكلت ونمت مع Baldur’s Gate 3 أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك تقبلها للقصص ذات العيار الثقيل والاستعداد الكامل لاتخاذ قرارات أخلاقية صعبة وقاسية تؤثر على مجريات اللعب، مما يجعل هذا التغيير في النبرة خطوة مدروسة وليست مجرد قفزة في المجهول تهدف لإثارة الجدل فقط.
بالرغم من حالة الانقسام الحادة التي خلفها الفيديو التشويقي والصور الصادمة، إلا أن هذا الجدل الصاخب نجح بامتياز في إعادة اسم لعبة Divinity من استوديو Larian إلى صدارة نقاشات مجتمع اللاعبين العالمي، وهو ما يُعد بحد ذاته نجاحاً تسويقياً ساحقاً في مرحلة الكشف الأولى يعزز من ترقب الجميع لما ستسفر عنه الأيام القادمة من تفاصيل إضافية حول هذا العالم الغامض.
