وزير الرياضة يقترب من رئاسة لجنة التربية البدنية في “اليونسكو” بإجماع دولي

ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة (CIGEPS) التابعة لمنظمة اليونسكو يُمثل خطوة استراتيجية كبرى أعلنت عنها وزارة الشباب والرياضة لتعزيز التواجد المصري في المحافل الدولية، وقد جاء هذا الإعلان الرسمي بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر سانتياجو الدولي للرياضة الدامجة والتربية البدنية في العاصمة التشيلية سانتياجو، وهو الحدث العالمي الذي تنظمه وزارة الرياضة التشيلية بتعاون وثيق مع منظمة اليونسكو ويشهد حضوراً مكثفاً من وزراء الرياضة والمسؤولين والخبراء المتخصصين من شتى بقاع الأرض لمناقشة مستقبل الرياضة العالمية وآليات تطويرها.

أبعاد ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة في مؤتمر سانتياجو

حرصت الدولة المصرية على إبراز ثقلها الدولي خلال هذا الحدث عبر مشاركة فاعلة تدعم ملف ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة، حيث شارك الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في جلسات المؤتمر عبر رسالة مسجلة عكست اهتمام مصر البالغ بهذا الملف، وقد عبّر الوزير في كلمته عن تقدير القاهرة للجهود الكبيرة التي بذلتها دولة تشيلي ومنظمة اليونسكو لإخراج هذا الحدث بالصورة التي تليق بمكانة الرياضة الدولية، مشدداً في الوقت ذاته على التزام مصر الراسخ بدعم منظومة الرياضة الدامجة والعمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة الأنشطة الرياضية والتعليمية بما يتماشى مع التوجهات العالمية الحديثة ومعايير خارطة طريق سانتياجو التي تعد مرجعاً أساسياً في هذا المجال.

ولم تقتصر المشاركة المصرية على الرسائل المسجلة بل امتدت لتشمل تواجداً فعلياً على أرض الواقع لتعزيز فرص ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة، فقد أناب الوزير معاونه ومنسق الاتصال مع المنظمات الأممية والدولية بوزارة الشباب والرياضة لحضور الجلسات والمناقشات المباشرة، وتضمنت أجندة المشاركة المصرية مجموعة من التحركات الدبلوماسية والرياضية المكثفة التي تهدف إلى حشد الدعم للملف المصري وتوضيح رؤية الدولة للمرحلة المقبلة؛ حيث تم التخطيط لعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى تشمل:

• عقد اجتماعات موسعة مع مسؤولي منظمة اليونسكو والشركاء الدوليين والحكوميين لبحث سبل التعاون المشترك وتطوير البرامج الرياضية.
• التنسيق المباشر مع الدول الأعضاء في اللجنة لضمان التوافق حول الرؤى المطروحة بخصوص الانتخابات القادمة لرئاسة اللجنة.
• استعراض التجربة المصرية الرائدة في مجال الرياضة المجتمعية ودمج ذوي الهمم كنموذج يُحتذى به دولياً.

الرؤية المصرية لدعم ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة

استند ملف ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة على رؤية شاملة ومتكاملة طرحها الدكتور أشرف صبحي في كلمته، حيث أكد على دعم مصر الكامل لما ورد في خارطة طريق سانتياجو للرياضة الشاملة، مشيراً إلى أن الدولة المصرية تمتلك رصيداً ضخماً من الإنجازات التي حققتها خلال السنوات الماضية عبر تنفيذ برامج وطنية طموحة استهدفت ضمان فرص عادلة ومتكافئة لممارسة الرياضة لجميع فئات المجتمع وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير البنية التحتية للرياضة المجتمعية لتكون متاحة للجميع دون تمييز، وهو ما يعزز من مصداقية الملف المصري وقدرته على قيادة اللجنة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتتضمن الرؤية التي ترتكز عليها مصر في قيادتها المرتقبة للجنة عدة مبادئ جوهرية تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في عمل اللجنة على المستوى الدولي، حيث أوضح الوزير أن خطة العمل ستركز على معالجة الفجوات الموجودة في النظام الرياضي العالمي وتقديم حلول عملية ومستدامة، ويمكن تلخيص الركائز الأساسية للرؤية المصرية في الجدول التالي الذي يوضح مجالات التركيز وآليات التنفيذ المقترحة:

الدور الدبلوماسي في تعزيز ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة

يحظى ملف ترشيح مصر لرئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة بدعم كبير وتنسيق مستمر على أعلى المستويات بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الخارجية المصرية، حيث أثنى الدكتور أشرف صبحي على الجهود الدبلوماسية المبذولة لدعم هذا الترشح الذي يعكس الثقة الدولية المتزايدة في الدور المحوري الذي تلعبه مصر عالمياً في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات القيادة السياسية التي تولي اهتماماً كبيراً بتعزيز الحضور المصري الفاعل في مختلف المنظمات الدولية والأممية، باعتبار أن الرياضة أصبحت أداة قوية للدبلوماسية الناعمة ووسيلة فعالة لتحقيق التقارب بين الشعوب ودفع عجلة التنمية.

وتسعى الدولة من خلال الفوز بهذا المنصب إلى ترسيخ مكانة مصر كدولة رائدة في قيادة العمل الدولي المعني بالرياضة والتنمية، وتنشيط آليات التنسيق المشترك بين الدول الأعضاء لضمان تحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المجتمع الرياضي الدولي، حيث أكد الوزير أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمسيرة طويلة من العمل الجاد لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة وشركائها الدوليين، وضمان أن تكون الرياضة حقاً أصيلاً للجميع وأداة فعالة لبناء مجتمعات صحية ومترابطة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بروح من التعاون والشراكة الدولية البناءة.