
دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس هو الوثيقة الرسمية الأولى التي أصدرتها وزارة الصحة والسكان مؤخرًا بهدف نشر الوعي الصحي الدقيق بين كافة أطراف المنظومة التعليمية؛ حيث تأتي هذه الخطوة الاستباقية في إطار حرص الجهات المعنية على توفير بيئة دراسية آمنة للطلاب والمعلمين وتوضيح الآليات العلمية الصحيحة للسيطرة على العدوى عند رصد أي حالات اشتباه داخل الفصول لضمان سلامة الجميع واستمرار الدراسة بانتظام.
تعريف مرض الإنفلونزا وطرق انتقاله بين الطلاب
يشمل دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس تعريفًا دقيقًا للمرض بوصفه عدوى فيروسية حادة يسببها فيروس الإنفلونزا الذي ينتقل بسهولة فائقة من شخص مصاب إلى آخر سليم؛ وتكمن خطورة هذا الفيروس في تعدد طرق انتقاله التي تعتمد بشكل أساسي على الرذاذ المتطاير أثناء العطس أو السعال أو حتى الحديث عن قرب مما يجعله سريع الانتشار في التجمعات الكثيفة مثل الفصول الدراسية وقاعات الأنشطة المدرسية التي يتواجد فيها عدد كبير من الطلاب في مساحات محدودة نسبيًا وهو ما يستوجب الحذر.
تحدث العدوى بمرض الإنفلونزا أيضًا عند ملامسة الأسطح الملوثة بالرذاذ الحامل للفيروس مثل المقاعد الدراسية ومقابض الأبواب والأدوات المدرسية المشتركة؛ ومن ثم قيام الطالب بلمس الفم أو الأنف أو العين مما يسمح للفيروس بدخول الجسم وإحداث الإصابة المباشرة حتى قبل أن تظهر الأعراض الواضحة على الشخص الحامل للعدوى وهو ما يستدعي اتباع السلوكيات الصحية السليمة والالتزام بإرشادات النظافة العامة التي نص عليها دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس للحد من فرص تفشي المرض بين التلاميذ.
أعراض الإصابة بالإنفلونزا وعلامات الخطورة
أوضحت وزارة الصحة من خلال دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس أن معظم الحالات المصابة تعاني من مجموعة أعراض نمطية تبدأ بالشعور العام بالتعب والإرهاق الجسدي؛ وتتطور الحالة لتشمل ارتفاعًا ملحوظًا في درجة الحرارة أو الحمى والصداع الشديد الذي يصاحبه غالبًا سعال جاف ورشح مستمر بالأنف بالإضافة إلى احتقان مؤلم في الحلق وآلام متفرقة في عضلات الجسم تجعل الطالب غير قادر على ممارسة نشاطه اليومي المعتاد أو التركيز في دروسه بشكل طبيعي.
تظهر في بعض الحالات أعراض أخرى لمرض الإنفلونزا أقل شيوعًا مثل صعوبة التنفس أو نوبات من القيء والإسهال خاصة لدى الأطفال الصغار في المراحل التعليمية الأولى؛ ورغم أن أغلب الإصابات تكون بسيطة وتمر بسلام إلا أن هناك احتمالية لظهور بعض المضاعفات الصحية ولكنها تظل غير شائعة الحدوث وفقًا لما ورد في البيانات الرسمية مما يؤكد أهمية المراقبة المستمرة للحالة الصحية للطلاب وعزل أي طالب تظهر عليه هذه العلامات فورًا لمنع انتقال العدوى لباقي الزملاء في المدرسة.
فترة حضانة فيروس الإنفلونزا وإرشادات الوقاية
يعتبر فهم الإطار الزمني للعدوى جزءًا جوهريًا من دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس للسيطرة الفعالة على انتشار الفيروس؛ حيث تم تحديد فترة حضانة الفيروس بمتوسط يتراوح بين يوم وأربعة أيام قبل ظهور الأعراض الظاهرية على المصاب بينما تكون فترة العدوى الفعلية التي يمكن للمريض خلالها نقل الفيروس للآخرين ممتدة من يوم واحد قبل ظهور الأعراض وتستمر حتى خمسة أيام بعد الإصابة مما يعني إمكانية نقل المرض دون دراية من المصاب أو المحيطين به في البيئة المدرسية.
| المرحلة المرضية | المدة الزمنية المتوقعة |
|---|---|
| فترة حضانة المرض | من 1 إلى 4 أيام قبل ظهور الأعراض |
| فترة نقل العدوى للآخرين | يوم قبل الأعراض وحتى 5 أيام بعد الإصابة |
| بقاء الفيروس على الأسطح | ساعتين أو أكثر حسب نوع السطح |
أشارت التوصيات الصحية في دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس إلى أن بعض الفيروسات والبكتيريا تمتلك قدرة على البقاء حية ونشطة لمدة تصل إلى ساعتين أو أكثر على الأسطح الصلبة مثل المناضد والمكاتب؛ ولذلك فإن الاعتماد على غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون يعد خط الدفاع الأول والأكثر فاعلية لتقليل فرص التقاط العدوى من هذه الأسطح الملوثة وضمان بيئة تعليمية صحية خالية من المخاطر الفيروسية التي قد تهدد استقرار العملية التعليمية وتؤثر على صحة الطلاب.
يجب على إدارات المدارس وأولياء الأمور الالتزام بمجموعة من النقاط الهامة التي تضمن تفعيل إجراءات السلامة وتقليل نسب الإصابة بمرض الإنفلونزا بين الطلاب بشكل فعال؛ وتشمل هذه النقاط الحيوية ما يلي:
- غسل الأيدي جيدًا وبشكل دوري للحد من تلوث اليدين بالفيروسات العالقة بالأسطح
- تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال لمنع تطاير الرذاذ المعدي في الهواء
- تنظيف وتطهير الأسطح المشتركة مثل مقابض الأبواب والمكاتب بصفة مستمرة
- عزل الطالب المصاب منزليًا طوال فترة العدوى المحددة في الدليل الإرشادي
تظل التوعية المستمرة وتطبيق التعليمات الواردة في دليل التعامل مع مرض الإنفلونزا في المدارس هي الركيزة الأساسية لحماية صحة أبنائنا الطلاب؛ إذ أن اتباع السلوكيات الصحية السليمة واليقظة المبكرة للأعراض يساهمان بشكل مباشر في منع تفشي الأوبئة داخل المؤسسات التعليمية ويحققان مبدأ الوقاية خير من العلاج الذي تتبناه الوزارة لضمان مجتمع مدرسي معافى وقادر على التحصيل العلمي بكفاءة.
