هجوم سيبراني يستهدف أنظمة مجلس النواب الألماني بالتزامن مع زيارة زيلينسكي وبرلين تحقق في المصدر

هجوم سيبراني يستهدف أنظمة مجلس النواب الألماني بالتزامن مع زيارة زيلينسكي وبرلين تحقق في المصدر

هجوم سيبراني على البرلمان الألماني تسبب في شلل مفاجئ وواسع النطاق بخدمات البريد الإلكتروني الحيوية يوم الإثنين الماضي؛ وذلك في توقيت حساس للغاية تزامن مع استضافة العاصمة برلين لمحادثات دبلوماسية رفيعة المستوى جمعت بين مسؤولين أمريكيين وقيادات أوكرانية؛ حيث كان المستشار فريدرش ميرتس يعقد اجتماعاً هاماً بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل أروقة المبنى؛ وهو الأمر الذي دفع المسؤولين الأمنيين والسياسيين إلى ترجيح فرضية العمل المدبر وليس العطل التقني العابر في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

تزامن هجوم سيبراني على البرلمان الألماني مع زيارة زيلينسكي

كشفت تقارير إعلامية موثقة تفاصيل مثيرة للقلق حول الحادثة؛ حيث نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية شهادات مباشرة عن ثلاثة نواب أكدوا أن هجوم سيبراني على البرلمان الألماني أدى إلى عزل المشرعين تماماً عن حساباتهم الرقمية ومنعهم من الوصول إلى بريدهم الإلكتروني لأكثر من أربع ساعات متواصلة؛ مما أحدث إرباكاً كبيراً في سير العمل التشريعي والإداري داخل أروقة البوندستاغ في يوم مزدحم بالأحداث السياسية؛ وقد أشار أحد النواب بوضوح إلى أن بداية الانقطاع تزامنت بدقة مريبة مع لحظة دخول الرئيس الأوكراني إلى مبنى البرلمان لإجراء محادثات ثنائية مع رئيسة المجلس يوليا كلوكنر؛ وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول الجهة المستفيدة من هذا التويقت الدقيق الذي يهدف بوضوح إلى التشويش على الزيارة أو توجيه رسالة سياسية حادة عبر الفضاء الرقمي.

وفي سياق متصل بالأحداث الدبلوماسية التي رافقت هذا الاختراق؛ جرت مناقشات هامة ومكثفة حول سبل إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022؛ حيث اجتمع زيلينسكي مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر لبحث تسوية محتملة للصراع؛ إلا أن الأضواء سرعان ما تحولت نحو التهديد الأمني الإلكتروني الذي خيم على الأجواء؛ مما دفع الحكومة الألمانية إلى التعامل بجدية قصوى مع ما وصفته بمحاولات زرع الانقسامات داخل المجتمع الألماني عبر حملات تضليل إعلامية ممنهجة تديرها موسكو؛ وتتضمن الأساليب التي رصدتها برلين في الآونة الأخيرة مجموعة من التكتيكات العدائية التي تتجاوز المواجهة التقليدية:

  • شن هجمات إلكترونية منسقة تستهدف البنية التحتية الرقمية للمؤسسات السيادية.
  • إدارة حملات تضليل واسعة النطاق تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
  • تنفيذ أعمال تخريبية تندرج تحت مسمى الحرب الهجينة ضد المصالح الألمانية.

الخلفيات السياسية وراء الهجوم السيبراني على البرلمان الألماني

صرح مصدر حكومي مطلع بأن السلطات الأمنية تشتبه وبقوة في أن انقطاع الخدمات الرقمية يمثل هجوم سيبراني على البرلمان الألماني يحمل طابعاً انتقامياً مباشراً؛ وتأتي هذه التطورات الدراماتيكية في أعقاب قرار برلين الجريء باستدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي؛ وذلك لتوجيه تهم رسمية تتعلق بتورط موسكو في أعمال تخريب وحرب هجينة ضد الدولة الألمانية؛ وقد عزز المصدر الحكومي هذه الشكوك بتصريح لافت يؤكد فيه معرفة السلطات المرجحة بمصدر الهجوم والجهة التي تقف خلفه؛ مما يشير إلى امتلاك برلين أدلة أو مؤشرات قوية تربط بين التحركات الدبلوماسية الأخيرة وبين الرد الإلكتروني العنيف الذي استهدف عصب الاتصالات في البوندستاغ.

تفاصيل الحدث الأمني الجهة المشتبه بها / المتهمة
تعطل البريد الإلكتروني للبرلمان (الحالي) هجوم انتقامي روسي محتمل
تعطل الملاحة الجوية (أغسطس 2024) مجموعة “فانسى بير” والاستخبارات العسكرية الروسية

تاريخ الاختراقات السابق لواقعة هجوم سيبراني على البرلمان الألماني

لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في سجل الصراع السيبراني بين البلدين؛ إذ حذر المستشار فريدرش ميرتس في مناسبات عديدة من أن روسيا تشن حرباً مفتوحة على القارة الأوروبية وعلى ألمانيا بصفة خاصة من خلال هجمات إلكترونية وأعمال تخريب شبه يومية؛ ويستذكر المراقبون للشأن الألماني أن مبنى البوندستاغ سبق وأن كان مسرحاً لعملية اختراق واسعة النطاق نفذها قراصنة روس عام 2015؛ حيث أكدت تقارير الاستخبارات البريطانية حينها سرقة كميات ضخمة من البيانات الحساسة في هجوم طال حسابات بريد إلكتروني لعدد كبير من النواب؛ وشمل الاختراق في ذلك الوقت مكتب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل؛ مما يجعل تكرار حدوث هجوم سيبراني على البرلمان الألماني اليوم أمراً يثير القلق العميق بشأن أمن المعلومات السيادية.

واستكمالاً لمسلسل الاتهامات المتبادلة والتوتر المتصاعد في الفضاء الرقمي؛ وجهت الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي أصابع الاتهام رسمياً إلى مجموعة القراصنة الروس المعروفة باسم “فانسى بير” وإلى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي بالوقوف خلف تعطل حركة الملاحة الجوية الذي حدث في أغسطس 2024؛ ورغم أن السفارة الروسية في برلين سارعت كعادتها إلى نفي هذه الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة؛ إلا أن تزامن هذه الأحداث مع الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية يعزز فرضية الحرب الخفية المستمرة؛ والتي يتجلى أحدث فصولها في رصد هجوم سيبراني على البرلمان الألماني بآثاره السياسية والتقنية المعقدة.

Exit mobile version